وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة داخل وخارج مجمع محاكم الأقصر، بدأت نيابة مركز الأقصر بإشراف المستشار محمد فهمي المحامي العام لنيابات الأقصر، تحقيقاتها مع المتهمين بارتكاب حادثة مدرسة الوحدة الابتدائية بمنطقة الزينية.
حيث أدلى المتهمان محمد عبدالغفار عامر 43 سنة وشقيقه عز عبد الغفار عامر 50 سنة، باعترافات وأقوال مثيرة أمام أحمد الشنواني مدير نيابة مركز الأقصر، وأحمد اليمني وكيل أول النيابة.
حيث أكد المتهم الأول محمد عبد الغفار عامر فى مواجهة مع شقيقه ارتكابه للجريمة، وقال: "أنا اللى قتلت الاثنين وشقيقي معز ملوش دعوة"، مبديًا شعوره بالفخر لانتقامه لما تعرض له نجله من اعتداء جنسي، وقال: "إنه حيموت وهو مرتاح"، لكن حين انفردت به النيابة عدل عن اعترافه نافيًا صلته بالحادث، وقال: "إنه لم يدخل المدرسة في يوم وقوع الجريمة ولم يكن متواجدًا فى الأقصر يومها".
فيما أدلى المتهم الثاني عزعبد الغفار عامر باعترافات تفصيلية حول كيفية وقوع الجريمة، وقال فى أقواله أمام النيابة: "إنه فوجئ قبل أسبوعين من وقوع الحادث بشقيقه محمد، يخبره بأنه لاحظ تصرفات غريبة على ابنه ذات الست سنوات، والتلميذ بالصف الأول فى المدرسة".
وأنه حين ذهب لتوقيع الكشف الطبي عليه، عند أحد الأطباء بإبلاغ الطبيب له بأن ابنه تعرض لاعتداء جنسي لعدة مرات متتالية، وأن شقيقه كان فى حالة غضب شديد بعد أن علم باسم مرتكب واقعة الاعتداء الجنسي على ابنه.
وبعد نقاش مطول توصلا سويًا إلى الذهاب إلى لجنة الفتوى بالمحافظة لمعرفة حكم الشرع فى مرتكب واقعة كهذه.
إلا أن اللجنة رفضت إعطائهم الفتوى إلا بعد التأكد من حدوث واقعة الاعتداء بشكل رسمي.
وأنه لكونه خاض الانتخابات البرلمانية سابقًا ويستعد لخوض انتخابات مجلس النواب القادمة، ويحرص على علاقات متوازنة مع كافة فئات المجتمع، اقترح على شقيقه القيام بزيارة المدرسة والتحاور مع المسئولين بها بعد أن كانوا قد تقدموا بشكوى للنيابة ضد إدارة المدرسة ومرتكب واقعة الاعتداء.
وأضاف "ذهبنا إلى المدرسة وحملت معي علبة حلوى لتحية المدرسين فى أول أيام الامتحانات، الأمر الذى أثار غضب شقيقي الذى نهرني على ذلك"، قائلاً: "كمان واخد لهم هدية"، ونفى المتهم عز عبد الغفار علمه بحمل شقيقه لسكين، أو نيته للانتقام لواقعة الاعتداء الجنسي على ابنه.
وأنه عندما دخل وشقيقه إلى المدرسة توجهوا إلى مدير المدرسة طالبين التحدث معه فى موضوع شخصى فانصرف من كانوا فى حجرة المدير من المدرسين والإداريين وأنهم طلبوا منه أن يكون حوارهم فى حضور إبراهيم محمود إبراهيم، فني المعامل بالمدرسة والمتهم بالتعدي الجنسي على نجل شقيقه.
وأن المدير طلب حضور إبراهيم فى مكالمة هاتفية، وعندما حضر إبراهيم طلبنا الجلوس فى مكان بعيد عن بقية العاملين بالمدرسة لحساسية الموضوع، فاصطحبنا مدير المدرسة إلى غرفة الحاسب الآلي، وأنهم سلموا لمدير المدرسة نسخة من الشكوى التى كانوا قد تقدموا بها للنيابة.
واعترف فنى المعامل بالمدرسة بارتكاب واقعة الاعتداء الجنسى على نجل شقيقيه، مما أصاب مدير المدرسة بالذهول، لكن سرعان ماقال مدير المدرسة "إنه كان حاسس بكدة" فثار شقيقي غضبًا وفوجئت به يخرج سكينًا كان يخبئها بملابسه وينهال عليهما طعنًا، وحين اعترضت على مايفعله هددني بأنه سيذبحنى مثلهم، وعندما رأيت الدم شعرت أن كل ما صنعته فى حياتى ضاع فى لحظة.
وأكد المتهم عز عبد الغفار أن شقيقه محمد رغم ضخامة جسده، إلا أنه يحمل بداخله قلب طفل صغير وعندما يغضب يصبح مثل الثور الهائج وأن شقيقه لديه خبرة كبيرة فى الجزارة فهو الذي يقوم بذبح الأضاحي للعائلة والجيران فى عيد الأضحى مجانًا، بدون أي مقابل.
الأمر الذى جعله يرتكب جريمته بسرعة كبيرة، وأنه بعد أن قام شقيقه بارتكاب الجريمة، خرجنا من المدرسة وركبنا السيارة التاكسي التى يملكها شقيقي وكل تفكيري هو أن أهرب من الأقصر فقررنا السفر سويًا إلى القاهرة عبر الطريق الصحراوي".
وكان اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر، قد تلقى معلومات بلجوء محمد عبدالغفار عامر 43 سنة وشقيقه عز عبد الغفار عامر قائد بالون طائر 50 سنة الى بعض أقاربهم بحلوان بعد قيامهما بذبح رمضان عوض الله حسن مدير مدرسة الوحدة الابتدائية بالزينية وإبراهيم محمود إبراهيم فني معامل بالمدرسة، مذبوحين داخل معمل الحاسب الالى بالمدرسة، على خلفية اتهامهما للمجنى عليه الثانى بالاعتداء جنسيًا على نجل المتهم الأول التلميذ بالصف الأول الابتدائى بالمدرسة.
وأكدت تحريات العميدين رفعت خضر مدير المباحث وزكريا عباس رئيس المباحث صحة المعلومات، وتم على الفور التنسيق مع مصلحة الأمن العام والمباحث الجنائية بوزارة الداخلية، وتم تشكيل قوة مشتركة من ضباط مباحث الأقصر ومباحث حلوان وتم ضبط المتهمين ليتم ترحيلهما إلى الأقصر للمثول أمام أحمد الشنواني مدير نيابة مركز الأقصر، وأحمد اليمنى وكيل أول النيابة فى التحقيقات التى يشرف عليها المستشار محمد فهمى المحامى العام لنيابات الأقصر.
وقالت مصادر قريبة من عائلة الجناة: "إن المتهمين كانا يعدان للسفر إلى خارج البلاد، وتحديدًا إلى ألمانيا حيث يقيم أصدقاء مقربون منهما، لكن جهود الشرطة حالت دون إتمام خطتهما بالهروب إلى ألمانيا ليسقطا فى قبضة رجال المباحث"، حيث تم ترحليهما إلى الأقصر وأحيلا إلى النيابة التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.
ساحة النقاش