وسط حضور أمني كبير شهدت منطقة تيماء امس تجمعاً غير مسبوق للبدون، حيث احتشد نحو 5 آلاف منهم في وقفة سلمية مجددين المطالبة بإقرار حقوقهم المدنية والإنسانية وتجنيس المستحقين منهم والعمل على حل قضيتهم بصفة عاجلة، مؤكدين أن معاناتهم تفاقمت وانهم يخشون المماطلة في حل القضية لكن وزارة الداخلية ردت ممثلة بقيادييها المتواجدين في الموقع بأن الحل وشيك.

وكالعادة حمل عدد من الأطفال الورود تعبيراً عن سلمية التظاهرات، فيما ردد الكبار الأناشيد الوطنية والهتافات والأغاني المعبرة عن محبتهم للكويت وانتمائهم لها جسداَ وروحاً، وقابلت وزارة الداخلية هذا التجمع السلمي والمحبة الراسخة للكويت بأن منح القياديون الأمنيون للحشود المتجمعة من البدون الفرصة لتنظيم تظاهرتهم والتعبير عن آرائهم وتوصيل مطالبهم للمسؤولين خلال ساعة ونصف الساعة وهو ما امتثل له المتجمعون وبعدها انصرفوا إلى بيوتهم.

 

وعبر المتحدثون من البدون في التجمع عن رفضهم لأي مزايدة على قضيتهم.

في بداية التجمع تحدث الوكيل المساعد لشؤون الامن العام في وزارة الداخلية اللواء محمود الدوسري قائلاً: ان قضية البدون في اياد امينة ، موضحا ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود يعمل على حسم هذه القضية في اسرع وقت ممكن ، مشيرا الى ان الناشطين السياسيين يعلمون الخطوات التي اتخذتها الوزارة لحسم القضية واعطاء كل ذي حق حقه، مبينا انه استلم اكثر من طلب خاص لابناء البدون لعرضها على الوزير مباشرة .

 

وبعد صلاة الجمعة مباشرة بدأت اعداد البدون بالتزايد في الساحة الواقعة في قطعة 2 بمنطقة تيماء، وحمل المتجمعون بعض اللوحات التي تعبر عن مطالبهم بحقوق المواطنة وبعض الحقوق الاجتماعية والمدنية.

 

في احد المجاميع تحدث الشيخ بدر الحجرف قائلا ان ابناء هذه الفئة هم احق بالمواطنة من غيرهم ، مؤكدأً انهم خدموا البلاد لفترات طويلة، مشيرا الى ان البدون مطالبون بالتفاؤل والتهدئة في الفترة المقبلة ، نظرا لحرص وزير الداخلية على حل القضية واعطاء كل ذي حق لحقه .

 

أقام رجال الامن غرفة عمليات مصغرة في الموقع تابعة للادارة العامة المركزية للعمليات، بالقرب من الساحة الترابية، وفي اعلاها ثبتت كاميرتان متحركتان لرصد الوضع الميداني عن كثب، ونقله للمسؤولين في الوزارة.

 

قبل انتهاء صلاة الجمعة قام رجال الامن باغلاق الطريق المؤدي إلى قطعة 2 والساحة الترابية، لضمان عدم حدوث اي ربكة مرورية بالقرب من التجمع، وتم فتح الطريق في تمام الساعة الثانية والربع ظهرا.

 

تواجدت اعداد غير قليلة من نساء البدون، حاملات صور رموز البلاد، وقمن بترديد بعض الشعارات الوطنية والنشيد الوطني برفقة ابنائهن الصغار.

الرشيدي للبدون المتظاهرين:لا أعمل في الجهاز المركزي ويجب تجنيس المستحقين

تواجدت مرشحة الدائرة الرابعة المحامية ذكرى الرشيدي أثناء تظاهرات البدون في ساحة تيماء، وتحدثت مع عدد من النساء والأهالي الذين طالبوها بأن تكون لها كلمة لأنها قانونية، وعليها التضامن مع المظلومين واصحاب الحقوق المشروعة. وقالت الرشيدي للبدون المتظاهرين «أنا كنت ومازلت معكم، وطالبت بحل قضيتكم مرارا وتكرارا، ولا أزال أطالب بذلك، مضيفة: واليوم أقول إن هذه الآلاف الحاضرة من أطفال وشباب وكبار سن لهو دلالة واضحة على معاناة البدون.

واضافت: مستحيل أن نقبل الظلم الواقع عليكم، ومن يستحق التجنيس يجب أن يتم منحه هذا الحق فورا، ومن لايستحق يجب أن يمنح العيش الكريم على هذه الأرض الطيبة، من الصعب جدا أن يهدونا دماءهم ونهديهم إجحافا وظلما طوال السنوات الماضية. وردا على أحد الأسئلة من أنها تعمل مستشارة قانونية لدى الجهاز المركزي، لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، قالت الرشيدي: غير صحيح، موضحة ان هذه الفترة الانتخابية تكثر فيها الإشاعات، وهذه واحدة منها.

 

تهجمت مجموعة من البدون على الداعية الشيخ بدر الحجرف، وعلا صراخهم عليه حينما طلب منهم وقف التجمعات لمدة شهر بناء على رغبة وزارة الداخلية لحين انتهاء الانتخابات، إلا ان عدداً من الشباب المتجمعين اعترضوا على كلامه وتدافعوا نحوه، وقالوا له «لا تتدخل في قضيتنا».

كما تهجمت مجموعة من البدون على مصور القبس لمنعه من ممارسة عمله المهني اثناء تصويره التهجم على الحجرف، كما اعتدوا على مصور الزميلة «الصباح» وأخرجوا الكارت ميموري من كامير