قال صحفي مصري بارز إنه قرر تعليق عمل برنامجه التلفزيوني إلى "أجل غير مسمى" إثر ضغوط تهدف إلى إجبار الصحفيين على "فرض رقابة ذاتية" على أعمالهم . وقال يسري فودة، في بيان نشره الجمعة على حسابه بموقعي تويتر وفيسبوك، إنه "يجد في نفسه أسبابا كثيرة تدعو إلى تعليق برنامج (آخر كلام) إلى أجل غير مسمى". وقال معللا القرار: "هذه طريقتي في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيرا أو أن أصمت".

وأصدر الصحفي المصري، الذى عمل سابقا في قناتي بي بي سي والجزيرة، هذا البيان بعد يوم من إعلانه بشكل مفاجئ تأجيل إحدى حلقاته التى كانت ستناقش آخر تصريحات صدرت عن أعضاء بالمجلس العسكري الحاكم في مصر بعد أحداث ماسبيرو التى راح ضحيتها عشرات الأقباط. وقال فودة في رسالة قصيرة على موقع تويتر: "اعتذر عن عدم ظهوري الليلة وسأصدر بيانا غدا
".
وكان من المقرر أن يستضيف فودة علاء الأسواني، الروائي المصري المعروف بمواقفه المعارضة للنظام، وصحفيين هما إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة التحرير، وياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار
.
وقالت صحيفة البديل المصرية إن "يسري فودة أجرى اتصالين مقتضبين بعلاء الأسواني وإبراهيم عيسى ليبلغهما بإلغاء الحلقة". وأضافت الصحيفة أن فودة عندما سئل عن الأسباب، قال: "مش هاعرف (لن استطيع) اتكلم دلوقتى (الآن)".

وقال يسري فودة إن "وقفتي اليوم كإعلامي تدعوني إلى رصد تدهور ملحوظ في حرية الإعلام في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف الإعلامي". وأضاف: " هذا التدهور وذلك التهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن الإعلام يمكن أن ينفي واقعا أو أن يخلق واقعا لا وجود له (...) وذلك هو السياق الأوسع الذى لا أريد أن أكون جزءا منه
".
وقال فودة اليوم، في آخر تعليق له بموقع تويتر، إن "تعليق البرنامج لا يعني انسحابي من الساحة.. أنا مصري ولا احتاج إذنا من أحد للتعبير عن انتمائي".

يذكر أن الضغوط التى تمارس على الصحف ومحطات التلفزيون المصرية قد تزايدت خلال فترة حكم المجلس العسكري للبلاد. وقد منعت إعلامية مصرية تدعى دينا عبد الرحمن من تقديم برنامجها اليومي على شاشة قناة دريم المصرية بعد استضافتها لأحد أعضاء المجلس العسكري الذى قال إنه كان يجيد تهدئة وتهييج المتظاهرين في ميدان التحرير باشاعات ومعلومات غير صحيحة كان ينشرها بنفسه، ووجه اتهامات لحركات سياسية مصرية بتلقي تمويل من الخارج.

كما شهدت تلك الفترة مصادرة ومنع أعداد من صحيفتي الفجر وصوت الأمة الأسبوعيتين إثر نشرها تقارير صحفية تنتقد أداء المجلس العسكري الحاكم، بينما أحيل عدد من الصحفيين والإعلاميين أبرزهم رشا عزب الصحفية بأسبوعية الفجر إلى النيابة العسكرية للتحقيق بعد نشرها تقايرير تنتقد انتهاكات للجيش المصري
.
ويقول صحفيون مصريون إنهم تلقوا مناشير رسمية خلال الفترة الأخيرة من جهاز الشؤون المعنوية بالجيش المصري، تطالبهم بالرجوع إليها عن نشر أى أخبار أو صور تتعلق بأعضاء المجلس العسكري الحاكم في مصر.