<!--<!--<!--
الحرب القادمة ضد حزب الله ستشهد تدمير لبنان خلال أسبوعين
قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، إنّ إسرائيل لن تنتصر على حزب الله في الحرب القادمة إذا لم يتم استهداف البنى التحتية اللبنانية والجيش اللبناني، وعزا الهدوء على الجبهة الشمالية إلى التطورات اللبنانية والسورية الداخلية وليس لحرب لبنان الثانية في العام 2006، بما في ذلك اتهام عناصر من حزب الله باغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق، رفيق الحريري.
جدير بالذكر أنّ الجنرال آيلاند كان قد أنهى مهامه كرئيس لمجلس الأمن القومي فترة وجيزة قبل اندلاع الحرب، وأنه شارك في التحقيقات الداخلية في الجيش في أعقاب الحرب، كما حقق بطلب من الحكومة في قضية الجنديّ الإسرائيليّ الأسير لدى المقاومة الفلسطينيّة، غلعاد شليط، وفي قضية أسطول الحريّة الذي اعترضه سلاح البحريّة الإسرائيليّة في المياه الإقليميّة في أيار (مايو) من العام المنصرم. وقال آيلاند في حديث مع صحيفة 'هآرتس' العبريّة إنّه لم يُغيّر رأيه بأنّ الحرب الثانيّة على لبنان في صيف العام 2006 كانت فاشلة على صعيد تحديد الأهداف، إضافة إلى الخلل في أداء الجيش والمستوى السياسي الذي حدد أهدافاً غير واقعية، حسب تعبيره.
وقال ان أداء الجيش كان إشكالياً وأن العلاقة ما بين الجيش والمستوى السياسي كان إشكالياً أيضاً وكذلك الرؤية الإستراتيجية للحرب وعدم ضمان الدعم الأمريكيّ مسبقاً وقبل الحرب، إضافة إلى الفشل الإعلامي الإسرائيليّ في إقناع الرأي العام العالميّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، على حد تعبيره.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ بأنّ جيش الاحتلال أستنتج العبر واستخلص النتائج من الحرب وأظهر قدرات مختلفة في العدوان على غزة، أواخر 2008 وأوائل 2009 قال الجنرال الإسرائيليّ إنّ هناك بعض الأمور التي تمت معالجتها، إذ عاد الجيش إلى التدريب بأطر واسعة، أمور كثير اتخذت لعدم تكرار الأخطاء، لكن لا يمكن القول بثقة إنّ بمقدور المواطنين والجيش في الدولة العبريّة أن يكونوا مطمئنين وهادئين بالنسبة للتحديات المقبلة، ففي بعض الأمور قام الجيش باستنتاج العبر باتجاه مبالغ فيه، على حد وصفه.
ويرى آيلاند أن أحد أهم أسباب الفشل في الحرب كان في مسألة تحديد العدو، إذ تمّ تحديد حزب الله كالعدو الرئيسي وتمت محاربته، فيما أنّ حكومة لبنان وجيشها وبناها التحتية كانت خارج اللعبة، وأضاف في هذا السياق إنّه بحسب قواعد اللعبة هذه ليس بمقدور إسرائيل الانتصار في الحرب، لافتًا إلى أنّه إذا اندلعت غداً حرب لبنان ثالثة وتصرفت إسرائيل وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش فرصة للنجاح.
وساق قائلاً: صحيح أنّ الجيش الإسرائيليّ طوّر قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير، فلديهم كمية أكبر من القذائف مما كان لديه في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل. علاوة على ذلك، أضاف الجنرال آيلاند قائلاً إنّه إذا تمّ التصرف في الحرب المقبلة وفق المفاهيم عينها التي كانت في الحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بصورة أفضل مقارنة بالحرب السابقة، لكن حزب الله سيقصف الجبهة الداخلية بشكل أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصاراً. وبناءً على ما تقدّم، فإنّه برأي الجنرال إيلاند أن التهديدات والحرب يجب أن تكون ضد الدولة اللبنانية، لأن لا أحد يرغب بدمار لبنان بما في ذلك سورية وإيران. وأضاف أن ما أسماها بالرافعة الأساسية هي قدرة الردع قبل أن تندلع الحرب إضافة إلى ضرورة تحقيق الانتصار بسرعة من خلال القول إن دولة لبنان تتحمل مسؤولية النيران التي تطلق من أراضيها. وتابع أن هذا الأمر صحيح أكثر اليوم بعدما أصبحت سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية أقوى، حسب تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أنّه لا يعتقد بأنّ لدى القيادة الإسرائيلية في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال وكيفية الوصول بسرعة إلى الهدف المطلوب، مضيفًا أنّ الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى إسرائيل بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، هو اعتقاد خاطئ. ورداً على سؤال بأن المجتمع الدولي لن يقبل بتدمير البنى التحتية في لبنان، قال آيلاند إنّ الأمر يتعلق بكيفية عرض الأمور، وإنه إذا أظهرت إسرائيل للعالم، قبل الحرب، بأن حزب الله يستخدم المدنيين فإن العالم سيتفهم الرد الإسرائيلي.
واستطرد قائلاً للصحيفة العبريّة إنّ استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتلمة في الجبهة الداخلية، وذلك يعني الخسارة لإسرائيل، لذا فإن الحل البديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين.
وقال إن إسرائيل تتبع خطاً إستراتيجياً صحيحاً في ما يخص خيار المبادرة للحرب، إذ لم تقم بحرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطراً إستراتيجياً وجودياً، مثل مهاجمة المفاعل النووية في كلٍ من العراق، وبحسب المصادر الأجنبيّة في دير الزور السوريّة في العام 2007، لافتًا إلى أنّ سوريّة تملك اليوم كميات هائلة من الأسلحة الكيميائيّة الخطيرة جدًا، ولكنّه استدرك وقال إنّ هذه الكميات، وعلى الرغم من خطورتها، لا تعتبر بالنسبة لإسرائيل سببًا لشن الحرب على سوريّة، بحسب قوله.
ساحة النقاش