جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
-
-
-
المرجان يستغل البحر الهائج للتكاثر جنسياً
اكتشف علماء من أستراليا استراتيجية غير معروفة حتى الآن للتكاثر لدى حيوان المرجان وهي الاستنساخ.
وقال العلماء في مجلة "ساينس" الأميركية، اليوم، إنه صغار هذا الحيوان أو أجنته غير المحمية لاتموت عندما تتمزق وتنفصل عن بعضها بسبب هياج البحر، بل إنها تستمر في النمو بشكل منفرد كقطع متماثلة جينيا، وتصبح يرقات تتماسك فيما بعد وتتطور إلى شعب مرجانية.
ورجح الباحثون أن تكون هذه الاستراتيجيات المعقدة للتكاثر تزيد من فرصتها في البقاء في ظل ظروف بيئية متغيرة لا يمكن التنبؤ بها.
وينتمي حيوان المرجان للكائنات المجوفة، ويتكاثر بشكل جنسي وغير جنسي.
وينتج خلال التكاثر غير الجنسي بروز صغير من أحد تفرعات المرجان ينتج عنه بروز آخر. وينقسم المرجان في الأصل ذاتيا، وعندما تنفصل قطع صغيرة من أحد الشعب المرجانية فإن الأجزاء المنفصلة يمكن أن تعلق مرة أخرى في قاع البحر وتعاود النمو لتصبح قطعة مرجانية عندما تتوفر لها الظروف المناسبة، وهذا أيضا نوع من التكاثر غير الجنسي، وإن كان بشكل غير متعمد.
أما التكاثر الجنسي فيتم خلال تخصيب بويضات المرجان بحيوانات منوية، ثم تهيم الأجنة الناتجة عن ذلك في مياه البحر ويجرفها التيار المائي، وبهذه الطريقة تستطيع حيوانات المرجان الانتشار في مسافات متباعدة ثم الرسو في موضع آخر وتكون أساس لشعبة مرجانية جديدة.
وأشهر مشهد يعكس ذلك هو المشهد الذي يتوفر عند شعب "غريت بارير" المرجانية في أستراليا، وذلك عندما تتجمع أعداد هائلة من الحيوانات المنوية المرجانية مطلع الربيع في ليلة أو بضع ليال، وعندما توضع بويضات المرجان في الماء ويبدأ إزهار المرجان.
وحيث إن الأجنة الصغيرة لا تحتمي بغشاء أو كبسولة حيوية خلافا لغيرها من الحيوانات متعددة الخلايا، فإنها تنفصل عن بعضها بسهولة بسبب هيجان البحر، وهو ما شاهده أندريو هيوارد و أندريو نيجري من المعهد الاسترالي لأبحاث البحار في المختبر، وذلك عندما قلبوا حاويات بها يرقات مرجان أو عندما قاموا بتهويتها.
ويرجح الباحثون أن الشيء نفسه يحدث في الطبيعة أيضا، وذلك لأنه لا يندر أن يكون البحر هائجا في ليالي التكاثر الهائل بين حيوان المرجان، وذلك حسبما تبين للباحثين خلال الأبحاث التي أجروها فيما بعد.
وتتبع فريق الباحثين هذه الظاهرة بشكل أكثر تفصيلا، وألقى بأجنة عثر عليها في البحر في حاوية من حاوية أخرى على ارتفاع 30 سنتمترا في المختبر لمحاكاة نفس ظروف الطبيعة، فتبين من خلال التجربة أن نصف الأجنة تقريبا تمزقت عن بعضها جراء حركة هيجان الماء.
وكان الأمر الأكثر إدهاشا للباحثين، استمرار تطور الأجزاء المنفصلة من دون أن تتأثر بهذا التمزق، وأن اليرقات التي نشأت عن الأجزاء الكسيرة من المرجان تطورت إلى أن أصبحت مرجانات شابة طبيعية، وإن كانت أصغر حجما من مثيلاتها من الأجنة التي ظلت كاملة.
ومعلقا على هذه النتائج، قال نجري في بيان صحفي عن المعهد الأسترالي لأبحاث البحار:"يبدو أن غياب غشاء واقي حول الأجنة ليس محض صدفة، لقد انقسم نحو نصف الأجنة التي استخدمناها في تجاربنا، ما يرجح أن هذه الاستراتيجية موجودة منذ زمن طويل ضمن الوسائل التي يستخدمها حيوان المرجان للتكاثر بشكل فعال قدر الإمكان
المصدر: الامارات اليوم
ساحة النقاش