<!-- Text: [begin] -->
يعتمد أكثر من 500 مليون شخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية كسبيل لعيشهم.
وتسهم الأسماك أيضاً في توفير الغذاء لأكثر من 3 مليارات نسمة كما تؤمّن 50 في المائة على الأقل من البروتينات الحيوانية والمعادن الأساسية لنحو 400 مليون شخص في أكثر البلدان فقراً.
لكنّ مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية تواجه عدداً من التحديات الحاسمة المتأتية بشكل خاص عن تجاوز الطلب إلى حد بعيد المحاصيل الثابتة في مصايد الأسماك الطبيعية في حين أنّ إنتاج تربية الأحياء المائية يواجه تحديات على مستوى البيئة والإنتاج.
بهدف ضمان استدامة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية للأجيال المقبلة، يجب أن يُبذَل المزيد من الجهود لفهم مجموعة واسعة من المسائل والاستعداد لها: الآثار التي سيخلّفها تغيُّر المناخ على مصايد الأسماك والنظم الإيكولوجيّة المائيّة؛ زيادة مساهمة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائيّة في التخفيف من وطأة الفقر من خلال زيادة إدرار الدخل إلى أقصى حد عبر تحسين النفاذ إلى الأسواق.
ومن الضروري أيضاً وجود بيانات دقيقة عن مصايد الأسماك الصغيرة الحجم وعن تربية الأحياء المائيّة لكي تهتدي بها عمليّة صنع القرارات الرشيدة.
تسعى منظمة الأغذية والزراعة إلى الترويج للإدارة الرشيدة لقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائيّة من خلال تنفيذ مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد، مع إعطاء الأولويّة لبناء القدرات دعماً للمدونة.
وتلحظ المدوّنة التي اعتمدتها منظمة "الفاو" عام 1995 سلسلة من المبادئ والمعايير للحفاظ على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وإدارتها وضمان تنميتها المستدامة.
كما أنّ تشديد المدوّنة على اتباع نهج وقائي في إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يرسي الأسس لحماية الأنظمة الإيكولوجية والتنوع البيولوجي ولاحترام الأنظمة الإجتماعية والاقتصادية المحلية.
وهذه المدونة متّسقة مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 ومع اتفاق الامتثال الصادر عن منظمة "الفاو" عام 1993 واتفاق الأمم المتحدة بشأن الأرصدة السمكية لعام 1995. لقد وقّع 50 بلداً هذه المدونة بشكل طوعي والتزمت هذه البلدان بموجبها صيد الأسماك بصورة مستدامة بيئياً.
الميزة المقارنة في منظمة الأغذية والزراعة: تتمتع منظمة "الفاو" بخبرة طويلة في العمل بشكل وثيق مع الحكومات والعاملين في صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية لتنفيذ مجموعة كبيرة من النشاطات الإنمائية وهي تشكّل بالتالي شريكاً معترفاً به في مجال المساعدة والمشورة الفنيتين.
وإضافة إلى هذه الخبرة، فإنّ وضع منظمة "الفاو" كوكالة حيادية ضمن منظومة الأمم المتحدة يسمح لها بأن تكون في موقع فريد لمساعدة الحكومات على تنسيق أنشطتها وتوفير المشورة الفنية لها
اعداد م /لبنى نعيم
<!-- Text: [end] -->
ساحة النقاش