حموضة مياه المحيطات تهدد سلامة الكائنات البحرية

تزايدت حموضة مياه المحيطات بشكل كبير كنتيجة لارتفاع انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الحد الذي يجعل منه ملوثا هوائيا قويا ولكن كيف يؤثر ذلك على مياه المحيطات وجودتها؟

عندما تزداد درجة حموضة المياه تصبح خطرا يهدد مخزون الأسماك وذلك طبقا لنتائج دراستين نشرتهما مؤخرا مجلة "ناتشر لتغير المناخ " (Nature Climate Change) لتؤكد على أن ممارسات الإنسان لم تترك على الأرض نظاما بيئيًا آمنًا !

حيث أن مياه المحيطات تعمل "كأسفنج" للكربون تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون بشراهة و تنقله إلى المياه ليتكون حمض الكربونيك ومشتقاته الحمضية من ايونات الكربونات (carbonate) والبيكربونات (bicarbonate) مما يتسبب في ارتفاع حمضية المياه وإزالة الأملاح الكربونية كأملاح الكالسيت (calcite CaCo3) و الأراجونيت (aragonite CaCo3) وهي الأملاح الأساسية في تكوين أصداف وهياكل العديد من الكائنات البحرية.

إن ارتفاع حمضية المياه سيتسبب في ذوبان الشعب المرجانية وتشريد ونفوق الكم الهائل من الكائنات الحية التي تتخذ منها ملجئا ومصدر للغذاء، ولأن أهم قوانين الطبيعة البرية هو " البقاء للأقوى" ستهدد المياه الحمضية سلامة القشريات والرخويات حيث بعد ذوبان هياكلها لتصبح عرضة للافتراس من أعدائها.

و تعتبر الأسماك البالغة اقل تضررا من حموضة المياه لأنها لا تتكون من هياكل خارجية قابلة للتثقيب أو الذوبان كما أنها تتكيف بشكل كبير مع تغير حمضية أو قلوية المياه ولكنها الصفة التي تفتقر لها أجنة ويرقات الأسماك التي تواجه إما خطر الموت أو التشوهات إذ أنها تفتقر لآليات تحمل تركيزات عالية من غاز ثاني أكسيد الكربون.