Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل


من المعروف ان المخزون السمكي في العديد من بلدان العالم أخذ بالتناقص نتيجة للصيد الجائر المتبع حاليا للكائنات المائية سواء كانت بحرية أو نهرية الأمر الذي يؤدي مستقبلا إلى انقراض أنواع عديدة ما يؤثر على بيئة الأحياء المائية مستقبلا ولغرض المحافظة على المخزون السمكي لجأت الهيئات العلمية ومراكز الأبحاث والمتخصصون لدراسة الأسماك بصورة خاصة مراقبة تحركاتها لغرض التوصل إلى نتائج تضمن المحافظة عليها من الانقراض.

تعتبر عملية تقدير عمر الأسماك مهمة جدا لغرض وضع جداول تبنى عليها حسابات دقيقة يستنتج منها معرفة معدل النمو وكيفية نفوق الأسماك وكذلك دراسة الأجيال الجديدة التي يمكن إن تدعم المخزون السمكي. وتوجد عدة طرق يمكن بواسطتها حساب عمر الأسماك منها:-
تربية الأسماك (Rearing):-
تعتمد هذه الطريقة على تربية الأسماك في الأحواض ومتابعة نموها خلال فترة التربية وهذه الطريقة صعبة الاستخدام وباهظة التكاليف لما تتطلبه من مستلزمات وتقنيات لإدامة عملية التربية كما ان أسباب نفوق الأسماك داخل الأحواض أثناء عملية التربية تختلف عن مثيلاتها في بيئتها الأصلية، كل هذه عوامل تؤثر على عملية حساب عمر الأسماك.
ترقيم الأسماك (Tagging):-
تتلخص هذه الطريقة في عملية صيد الأسماك من المياه الطبيعية (نهرية أو بحرية) وتسجيل الملاحظات الضرورية (قياس أطوالها وأوزانها ونوعها وأماكن صيدها) ومن ثم زرع علامات (tags) على جسمها تحمل معلومات عن السمكة (الطول، الوزن، تاريخ الصيد، مكان الصيد) ومن ثم يتم إطلاقها في بيئتها الطبيعية وبهذه الطريقة البسيطة يمكن إجراء مقارنة للأسماك التي يتم صيدها لاحقا وتحمل العلامات (tags) حيث يستطيع الباحث اخذ معلومات تتضمن الأطوال والأوزان وغيرها من القراءات وبهذه الطريقة يمكن الاستدلال على عمر السمكة ومعدلات النمو وكذلك يمكن متابعة هجرة الأسماك.
وقد تطورت عملية صنع العلامات (tags) بصورة مذهلة, ففي السابق كانت العلامات (tags) عبارة عن أشرطة بلاستيكية أو لوحات معدنية تثبت على ظهر السمكة ما يسبب إصابتها بجروح وتعرضها للإصابة بالامراض وبالتالي نفوقها، والآن بدأ العمل بنماذج جديدة من العلامات (tags) حيث استبدلت القديمة منها بنوع جديد مصنوع من البلاستك لها مقاومة مثالية للظروف البيئية ويكون حجمها صغيراً وذات الوان براقة يمكن تمييزها بسهولة حيث تحتوي هذه الأشرطة (tags) على رقم معين, يتم تثبيتها في مناطق محددة من الأسماك وحسب نوعها، حيث يتم مسك سجلات خاصة تحتوي على أرقام العلامات ويثبت أمام كل رقم نوع السمكة, الطول الكلي (total length) والطول القياسي (Standard Length), وزن السمكة, نوعها, مكان صيدها. بعدها يتم إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية وعند صيدها مرة أخرى يتم فحص العلامة من خلال مراجعة السجل المحتوي على المعلومات المطلوبة، حيث تتم مقارنة القراءات القديمة والقراءات الجديدة وعلى ضوء هذه المعلومات يمكن ملاحظة التغيرات التي حدثت للسمكة.
هذه الأنواع الجديدة قللت الاضرار التي من الممكن حدوثها للأسماك

ثم تم استخدام أنواع جديدة من العلامات (tags) أكثر تطوراً من الأشرطة البلاستيكية (tags) تسمى البطاقات الالكترونية (والتي هي عبارة عن رقاقات الكترونية صغيرة الحجم تثبت على جسم السمكة من الخارج، أو يتم زرعها في داخل جسم السمكة. حيث تقوم هذه الرقاقات تسجيل معلومات عن السمكة وعن بيئتها وحسب نوع الرقاقة الالكترونية.
أماكن تثبيت الرقاقات الالكترونية إما داخل السمكة أو خارجها.
إن هذه الرقاقات تقوم بإرسال المعلومات بصورة مستمرة إلى المراكز البحثية العلمية عن طريق الأقمار الاصطناعية لغرض رسم خريطة دقيقة بعمر الأسماك، بالإضافة إلى المعلومات الأخرى التي يمكن أن توفرها هذه الرقاقات. ويمكن أن تكون هذه الرقاقة على شكل سلك ممغنط يصل طوله إلى (0.25 ملم) ويتم غرسه في فتحة الأنف.
السلك الممغنط الذي تم تثبيته في أنف السمكة
ويمكن الاستدلال على هذه الرقاقات عن طريق أجهزة خاصة تتحسس هذه الرقاقات في حالة صيد الأسماك التي تحمل هذه الرقاقات أما عن طريق إطلاق أصوات أو إضاءة خاصة ترشد الباحث إلى السمكة التي تحمل هذه الرقاقة لكي يتم نزعها وتسجيل المعلومات التي تحويها.
استخدام الأجزاء الصلبة للأسماك (البطاقات الالكترونية تستخدم الأجزاء الصلبة المستخرجة من هياكل الأسماك لتقدير عمرها مثل (القشور، عظام الإذن، عظام الزعانف، الغطاء الخيشومي، فقرات العمود الفقري) حيث تحوي هذه الأجزاء الصلبة على حلقات النمو السنوي أو الموسمي، ويمكن أن نقول إن قشور الأسماك وعظام الأذن الداخلية (حصاة الأذن) الأوسع استخداما لتقدير عمر الأسماك وذلك لسهولة جمعها وإمكانية الحفاظ عليها لفترات طويلة لحين قراءتها تحت المجهر وقد وجد ان هذه هي أفضل وأسهل الطرق استخداما لتقدير عمر الأسماك، لكونها غير مكلفة وسهلة الاستخدام ويمكن لأي باحث علمي له ممارسة عملية من قراءة وتقدير عمر السمكة من خلال حلقات النمو المضافة.
إن عملية تكوين الحلقات العمرية مهمة لتقدير عمر السمكة وهذه تحصل نتيجة لتغيرات الموسمية مثل (الغذاء، درجة الحرارة، عدد مرات الاباضة) وهي أما شفافة آو معتمة ففي فصل الشتاء يتوقف النمو بصورة مؤقتة حيث تبدأ الأنسجة في السمكة بإعادة امتصاص الغذاء المخزون على شكل دهون وعند انتهاء فصل الشتاء وفي بداية فصل الربيع تبدأ الأسماك بالتغذية من جديد فتضاف حلقات جديدة على الأنسجة المتكلسة مثل (القشور، حصاة الأذن وغيرها من الأجزاء الصلبة). من خلال المشاهدات والدراسات التي سجلها الباحثون بفحص القشور أو عظام الأذن وجد أن بمنطقة الموجودة في الوسط تسمى بؤرة القشرة (Focus) وهي بداية تكوين القشرة أو حصاة الأذن وتقع عادة بالقرب من مركز القشرة وأثناء عملية النمو تترسب حلقات يمكن تمييزها بسهولة تسمى بحلقات النمو وفي بعض الأحيان ولأسباب طارئة قد يتوقف النمو أو يسير ببطء وتتكون حلقات ولكن تسمى بالحلقات الكاذبة لكونها لاتمثل عمر السمكة بصورة صحيحة ويستطع الباحث أن يميزها لكونها غير منتظمة أو غير مكتملة الاستدارة حول البؤرة.
الحلقات العمرية
وعادةً تؤخذ القشور من المنطقة الواقعة خلف نهاية الزعنفة الظهرية أما أعلى أو أسفل الخط الجانبي (Lateral Line).
ويجب تنظيف مكان اخذ العينة قبل إزالة القشره لغرض الفحص حيث يتم تنظيف القشور بوضعها في محلول هيدروكسيد الامونيوم بتركيز (5%) لفترة زمنية تحدد حسب نوع القشور (سمكها) وتستغرق من عدة دقائق إلى بضع ساعات ومن ثم يتم فرك القشرة بفرشاة صغيرة لإزالة أية أغشية أو أوساخ وتغسل بعدها بالماء بصورة جيدة لإزالة أي آثار أخرى. توضع القشرة في طبق فحص يحتوي على قليل من الماء ويتم فحصها بواسطة المجهر حيث يستطيع الباحث قراءة أنصاف أقطار الدوائر من البؤرة إلى حافة القشرة الخارجية التي تمثل الحلقات العمرية.
أما في حالة تقدير العمر باستخدام حصاة الأذن أو فقرات العمود الفقري يتم اتباع نفس الخطوات السابقة ولكن يكون الغسل بواسطة الماء فقط حيث تؤخذ النماذج وتقطع بواسطة جهاز خاص ليتم فحصها تحت المجهر لتقدير عمر السمكة.
في الماضي كانت نماذج القشور المراد فحصها لغرض تقدير عمر الأسماك توضع في جهاز يسمى البروجكتينا (Projectiena) ويقوم بعكس صورة القشرة بواسطة إنارة ومكبرة خاصة على لوحة قماش كبيرة أو حائط ابيض أملس ويقوم بتكبيرها إلى عشرات المرات لكي يستطيع الباحث من قراءة الحلقات العمرية، وفي الوقت الحاضر تطورت أجهزة قراءة القشور أو العظام بصورة متقدمة. بحيث تم استخدام جهاز يسمى (Macro-Micro-Projector) يمكن بواسطته حساب عمر الأسماك وقد حصلت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ضمن برنامج الدول المانحة المخصص لدعم الثروة السمكية في العراق على احد هذه الأجهزة المتطورة والذي يقوم بعرض وتصوير القشور على جهاز تلفاز خاص ملحق به (L C D) وذو وضوح شديد يمكن الباحث من قراءة الحلقات العمرية بصورة صحيحة كما يستطيع هذا الجهاز من تصوير العملية برمتها على شكل فديو أو اخذ صور للمقاطع وعرضها فيما بعد لكي يتم توثيقها في سجلات خاصة تحفظ لغرض الاستفادة منها لاحقاً لإجراء الدراسات

اعداد م /لبنى نعيم

 

المصدر: www.agreng.com

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

863,227