جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
•
مصادر وأسباب التلوث
تُلوّث السفن المجاري المائية والمحيطات بطرق عدة مثل تسرب النفط أو المواد الكيميائية من الناقلات، وتصاعد ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وأسود الكربون إلى الغلاف الجوي من عوادم الناقلات. إضافة إلى التخلّص من مخلفات ناقلات البضائع بإلقائها في الموانئ والمجاري المائية والمحيطات. تتسبب السفن أيضًا في التلوث الضوضائي الذي يسبب اضطرابًا للحياة الطبيعية، كما يؤدي إفراغ مياه الموازنة (EN) إلى انتشار الطحالب الضارة وغيرها من الأنواع، مما يشكل مخاطر على الصحة العامة والبيئة، فضلاً عن التكلفة الاقتصاديةوبالرغم من سنّ العديد من الدول للتشريعات التي تُجرّم تصريف النفايات، إلا أنه تم رصد الكثير من الحالات المتعمّدة للتصريف في المجاري المائية. مياه الموازنة تؤمن مياه الموازنة عملية توازن وثبات السفن، عبر إدخال مياه إلى خزّانات إضافية من أجل الحصول على وزن إضافي، يؤمّن عملية الثبات والتوازن. تحتاج السفن الغير محملة إلى وزن إضافي من أجل سلامة بنيتها وتوازنها، بينما السفن المحملة تفرغ من مياه الموازنة. وبالتالي تتعرض السفن إلى عملية إفراغ وملأ بمياه الموازنة بشكل متكرر تبعًا للحمولة عندما تمتلئ السفن الكبيرة بحمولتها، مثل سفن نقل الحاويات أو ناقلات للنفط، يتم ضخ مياه الخزّانات في البدن إلى البحر. وبالعكس، عندما تقوم السفن الكبيرة بتفريغ حمولتها يتم ضخ مياه البحر إلى الخزّانات. تصريف مياه الموازنة من السفن هو المسؤول عن فقاعات القطران في المحيطات والبحار المفتوحة. ومع ذلك، فإن التخلص من مياه الموازنة يمثل فقط نسبة صغيرة من التلوث النفطي في البيئة البحرية عندما ملأ خزانات الموازنة في السفن بالمياه، فإنها تحمل مع المياه الكائنات البحرية المتواجدة في هذه المياه، وبالتالي قد تتسبب تلك السفن في نقل الكائنات الحية الضارة في مياه الموازنة ويعتقد مينيز أنه الكائنات المنتقلة عبر مياه الموازنة تسببت في أحد أسوأ حالات أنواع الغزو الأحيائي الذي يتسبب في ضرر لأحد الأنظمة البيئية. فعلى سبيل المثال، انتقلت أحد أنواع قناديل البحر التي تسكن مصبات الأنهار في المنطقة بين الولايات المتحدة إلى شبه جزيرة فالديز في الأرجنتين على سواحل المحيط الأطلسي، إلى البحر الأسود وتسببت في ضرر ملحوظ. وقد لوحظ انتقالها عبر مياه موازنة السفن لأول مرة سنة 1982، مما أدى إلى تزايد أعداد القناديل بإطراد. وبحلول عام 1988، كانت قد تسببت في الإضرار بصناعة صيد السمك المحلية. فانخفض إنتاج الأنشوفة من 204,000 طن في عام 1984 إلى 200 طن في عام 1993 وأسماك الرنكة (EN) من 24,600 طن في عام 1984 إلى 12,000 طن في عام 1993، وإسمقري الحصان من 4,000 طن في عام 1984 إلى صفر في عام 1993.[5] مؤخرًا، تم اكتشاف القناديل في بحر قزوين. يمكن أن تسهّل الأنواع الغازية من انتشار الأمراض الجديدة، وتوليد مواد وراثية جديدة وتغيير المناظر الطبيعية وتقليل قدرة الأنواع الأصلية في الحصول على الغذاء إضافةً إلى ذلك، يمكن أن يتسبب تصريف مياه الموازنة من السفن في انتشار الجراثيم وغيرها من الأمراض الضارة والسموم، التي تضر بصحة الإنسان والحياة البحرية على حد سواء.للتصريف في المياه الساحلية جنبًا إلى جنب مع غيره من مصادر التلوث البحري، قدرة على تكوين مركبات سامة تؤثر على النباتات البحرية والحيوانات والكائنات الدقيقة، مما قد يسبب تغييرات في معدلات النمو، واختلال دورات الهرمونات والعيوب الخلقية وفشل الجهاز المناعي، أو تُسبب اضطرابات ينتج عنها الإصابة بالسرطان والأورام والتشوهات الجينية أو حتى الموت كما أن المأكولات البحرية يمكن أن تصبح ملوثة وغير صحية للاستهلاك. فليس من المستغرب أن ينسب تفشي وباء الكوليرا إلى السفن وعلى العكس، قد يكون يصبح لها تأثير عكسي على بعض أنواع الحياة البحرية، كمحفز للنمو وكمصدر للغذاء. وبالتالي، تصبح ملوثة بالمغذيات غالبًا ما تكون خزانات الموازنة صدئة من الداخل مؤدية إلى تلوث المياه بأكاسيد حديدية. بعض الخزانات مدهونة من الداخل، بمواد ذات سمية كيميائية، تتحرر هذه السموم في المياه مؤدية إلى التأثير على دورة حياة الكائنات البحرية، من خلال إحداث تغيرات هرمونية. إضافة إلى احتمال تسرب وقود السفن إلى هذه المياه، ويؤدي تصريف هذه المياه الملوثة بالنفط إلى كارثة على الحيوانات والنباتات البحرية وحتى على الإنسان الذي يتغذى عليهم. غازات العادم سفينة تنفث عوادمها في الهواء تعتبر الانبعاثات الناجمة عن عوادم السفن أحد أهم مصادر تلوث الهواء، حيث تمثل نسبة 18-30 ٪ من كل انبعاثات أكسيد النيتروجين و 9 ٪ من انبعاثات أكاسيد الكبريت. تمثل الانبعاثات الصادرة عن محركات السفن من أكاسيد الكبريت حوالي 60% من إنبعثات أكاسيد الكبريت العالمية لوسائل النقل، كما تعادل كمية أكاسيد الكبريت المنبعثة من أكبر 15 سفينة، كل الكمية المنبعثة من جميع السيارات في العالم مجتمعة. الآن، يقدر حجم تلوث الهواء الناتج عن السفن بـ 40 ٪ من تلوث الهواء على الأرض يكوّن الكبريت في الهواء الأمطار الحمضية التي تتلف المحاصيل والمباني، عن طريق تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين في وجود الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وينتج ثالث أكسيد الكبريت الذي يتحد بعد ذلك مع بخار الماء الموجود في الجو، ليعطي حمض الكبريتيك، الذي يبقى معلقًا في الهواء على هيئة رذاذ دقيق تنقله الرياح من مكان لآخر.تؤدي الأمطار الحمضية إلى زيادة حمضية الماء، نتيجة نقلها لحمض الكبريتيك والآزوت. إضافة إلى ذلك، فإن الأمطار الحمضية تجرف معها عناصر معدنية مختلفة، بعضها في شكل مركبات من الزئبق والرصاص والنحاس والألمونيوم، مؤديةً إلى حدوث تسمم للأحياء وخاصة في المسطحات المائية المغلقة كالبحيرات كما تؤثر الأمطار الحامضية على الغابات، وتجردها من أوراقها وتحدث خللاً في التوازن البيئي للتربةيسبب استنشاق الكبريت أيضًا مشاكل في الجهاز التنفسي، ويزيد من خطر حدوث الأزمات القلبية ترتفع نسبة الكبريت في الوقود المستخدم في ناقلات النفط وسفن الحاويات، مقارنة بالوقود المستخدم على الأرض، حيث أن كمية الكبريت المنبعثة من سفينة أكثر 50 مرة من المنبعثة من شاحنة لكل طن متري من الحمولة.نحو 3.5 ٪ إلى 4 ٪ من التغيرات المناخية سببها النقل البحري. أما انبعاثات أكاسيد النيتروجين فتشكل حوالي 15% من الانبعاثات العالمية و 40% من انبعاثات وسائل النقل، بينما يشكل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من السفن حوالي 2-3 % من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون وحوالي 15% من انبعاثات وسائل النقل[ تعتبر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أحد العوامل المسئولة عن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، فهو يمنع الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض من العبور إلى الفضاء الخارجي، مما يخل بالتوازن الحراري لكوكب الأرض.تسرب النفط تسرب زيتي من ناقلة نفط انسكاب النفط هو تسرّب المواد الهيدروكربونية البترولية السائلة إلى البيئة البحرية، بسبب النشاط البشري، وهي تعتبر أكثر الظواهر المرتبطة بتلويث السفن شيوعًا. على الرغم من أنها لا تحدث بصفة يومية مثل التلوث الذي يحدث خلال العمليات اليومية، إلا أن لها آثار مدمرة. وبالرغم من كونها سامة للحياة البحرية، إلا أنه من الصعب جدًا تنظيف الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات والمكونات الموجودة في النفط الخام، وهذه المركبات تستمر لسنوات عديدة في البيئة البحرية.[4] الأحياء البحرية المعرضة للهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، تعاني من مشكلات في النمو ودورة تكاثرها، وتصبح أكثر عرضةً للمرض. أحد أشهر التسربات النفطية المعروفة، كانت حادثة السفينة إكسون فالديز والتي جنحت في ألاسكا، وتسرب منها كمية هائلة من النفط إلى المحيط في مارس 1989. وعلى الرغم من جهود العلماء والمسئولين والمتطوعين، فإن أكثر من 400,000 طير بحري، وحوالي 1,000 ثعلب بحر، وأعداد هائلة من الأسماك لقوا مصرعهم كما يخترق النفط بنية ريش الطيور، ويحد من قدرتها العازلة. مما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات درجة الحرارة، ويحد من قدرتها على الطفو فوق المياه، إضافة إلى صعوبة حصولها على صيدها وهروبها من مفترسيها كما أنه من الممكن أن يؤدي إلى تغيرات في التوازن الهرموني، عن طريق التغير في هرمون ملوتن نتيجة التعرض لهذا النفطتتأثر الثدييات البحرية المتعرضة للانسكابات النفطية، بطريقة مشابهة للطيور البحرية، حيث يتخخل النفط طبقة فراء ثعالب البحر (EN) والفقمات، ليحد من قدرته على العزل، مما يؤدي إلى تأثرهم الكبير بتغيرات درجة حرارة وانخفاض حرارة أجسامها. كما أن ابتلاعها للنفط، يسبب الجفاف وصعوبة الهضم.[يطفو النفط على سطح المياه، لذا فكمية الأشعة الشمسية المخترقة للمياه تصبح أقل، مما يحد من عملية التمثيل الضوئي للنباتات البحرية والعوالق النباتية. هذا، فضلاً عن انخفاض الكثافة الأحيائية، مما يؤثر على السلسلة الغذائية في النظام البيئي.[
ساحة النقاش