مجلس علوم البيئة: تنمية محميات سيناء لزيادة الجذب السياحى

بقلم:   احمد مهدى

على مدى يوم كامل ناقش اعضاء مجلس علوم البيئة بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا برئاسة الدكتور محمد رجائى سبل تنمية سيناء والنهوض بها بيئيا، حيث تحظى محافظتا شمال وجنوب سيناء بسبع محميات طبيعية.
تعتبر من أهم المحميات التى تجذب السياحة فى مصر، ففى محافظة جنوب سيناء توجد خمس محميات، هى رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير، وطابا، ونبق، وأبوجالوم، وسانت كاترين، أما فى شمال سيناء فتوجد محميتا الأحراش والزرانيق ببحيرة البردويل.
لذا اقترح اعضاء المجلس بعد مناقشات تفصيلية عدة محاور لرؤية بيئية فى مجال تنمية سيناء، تبدأ بالاهتمام بالبعد البيئى والاجتماعى أولا بالنسبة لكل المشروعات التى سوف تنفذ فى سيناء، ومنها المحميات الطبيعية والسياحة البيئية، مع التخطيط لتنمية هذه المحميات اقتصاديا والحفاظ على مواردها الطبيعية والتنوع البيولوجى بها حتى تكون مصدرا أساسيا من مصادر الدخل السياحى لأبناء سيناء، وأن يزداد أعداد العاملين من بدو سيناء فى هذه المحميات بعد تدريبهم علميا وبيئيا كحراس بيئة واقتصاديين وقانونيين بمختلف المحميات. وأوضح الدكتور مجدى توفيق أمين عام المجلس ان هناك محورا خاصا للمحافظة على بيئة بحيرة البرد ويل وتنميتها، لأنها تعتبر أنظف بحيرة فى مصر وحوض البحر المتوسط حيث لم يصل اليها حتى الآن مصادر التلوث التى ازدادت فى بحيرات الدلتا الشمالية، ولكن خلال العقدين السابقين تدهور الانتاج السمكى فى البحيرة خصوصا الاسماك التى تصدر الى الخارج والتى انخفضت على حساب القشريات ولذلك فإنه لابد من دراسة تفصيلية لأسباب هذا الانخفاض الشديد فى الانتاجية، ووضع خطة ادارة لتنمية بحيرة البردويل، الذى لاشك سوف ينعكس على اهل سيناء الذى يعمل قطاع كبير منه فى مهنة الصيد فى هذه البحيرة، وقال لابد من الاهتمام ايضا بالمحافظة على بيئة بحيرة البردويل من المشروعات التى سوف تقام فى نطاقها وحولها، خاصة من مياه الصرف الزراعية الناتجة من الاراضى التى سوف تروى من ترعة السلام لان هذه المياه سوف تغير كثيرا من طبيعة البحيرة، وتزيد فيها الحمل العضوى الذى سوف يؤثر بلا شك فى التركيب النوعى للأسماك والتنوع البيولوجى بها. وأشار الدكتور رجائى إلى اهمية محور الاستزراع السمكى حيث يحد منطقة سيناء من الجهة الشمالية ساحل البحر المتوسط الذى يمتد مسافة كبيرة من رفح حتى بورسعيد، ويعتبر هذا الساحل من افضل الموائل التى يمكن استزراعها سمكيا، حيث ان التغذية الطبيعية متوفرة جدا، ونوعية المياه ملائمة تماما لتربية الاسماك، لذلك فإنه لابد من وضع خطة لتدريب عمالة وصيادين من اهل سيناء على الاستزراع السمكى البحرى وإدخال تكنولوجيا التفريخ الصناعى للأسماك البحرية، الذى يمكن بلا شك ان يوفر فرص عمل كثيرة لبدو سيناء، وأيضا يمكن اقامة بعض المزارع السمكية فى الصحراء لاستزراع بعض أنواع اسماك المياه العذبة فى مياه الابار.
وطالب اعضاء المجلس بالاهتمام بزراعة النباتات الطبية المشهور تواجدها فى سيناء والتى انخفضت كثافتها بشكل كبير فى العقدين السابقين نتيجة الجمع الجائر لها، حتى ان بعض انواعها قد قارب على الاختفاء، حيث تعتبر مصدر رزق لكثير من اهل سيناء، واكد اعضاء المجلس ضرورة مشاركة المجتمع المدنى وأهل سيناء فى كل المشروعات التنموية المقترحة فى كل المجالات، حيث انها الضمانة الوحيدة لاستمرارية هذه المشروعات وتنفيذها بجدية وحماس.
وقدم الدكتور صلاح عرفة عضو المجلس تقريرا عن اهم اهداف مؤتمر المجتمع المدنى الاول لتنمية سيناء الذى عقد بمركز اعداد القادة بالجزيرة القاهرة لضمها الى مناقشات المجلس ومنها طرح مشاكل اهالى سيناء عن طريق ابنائها، وتجميع الرؤى الوطنية المختلفة لتنمية وتعمير سيناء والحفاظ على البيئة والتراث، بالاضافة الى تفعيل دور المجتمع المدنى المصرى والاقليمى فى تنمية سيناء. وأوضح الدكتور عرفة ان من اهم توصيات المؤتمر فى مجال البيئة والتنمية الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسى للطاقة فى تنمية سيناء وتوليد الكهرباء والمياه، والالتزام بالمنهج العلمى فى طرح المشروعات والأفكار وطرق تنفيذها وإعداد مراكز لإعادة تأهيل العمالة واستكمال مشروع قرى الشباب ومشروع ترعة السلام للزراعة والاعتماد على جهاز استخدام اراضى الدولة فى معرفة نوعية الاراضى ومتطلبات كل منطقة وتطبيق اسس التنمية المستدامة، وتحديد خريطة الزراعة فى سيناء والاهتمام بالاقتصاد الزراعى القائم على زراعة النخيل والزيتون وإلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية المفروضة على محافظة شمال سيناء فقط، وتدعيم مشروعات التنمية والأبحاث والرسائل العلمية على نحو مشروع وتدعيم التكنولوجيا بسيناء ومشروع انتاج الادوية من المنتجات الزراعية بشمال سيناء ومشروع المزارع السمكية ومشروع جسر الربط البرى بين مصر والسعودية كشريان حياة جديد لسيناء ومصر مع باقى العالم العربي، وإنشاء شبكة رى لنقل المياه العكرة الى سيناء وإقامة تجمعات زراعية وسكنية عليها مع مراعاة اقامة محطات لتنقية المياه عليها وتدعيم طاقة مياه الشرب بالمحطات القائمة