30 أيلول/سبتمبر: اليوم العالمي للبحر
·
إن إحياء اليوم العالمي للبحر هو مناسبة متجددة لإدراك أهمية البحر والتحديات البيئية المحدقة به.
30 أيلول/سبتمبر اليوم العالمي للبحر تاريخ يثير انتباه الرأي العام العالمي بأهمية وحساسية المجال البحري في الحياة اليومية للإنسان.
فلقد كانت ومازالت لمياه البحر أهمية بالغة لكل كائن ينبض قلبه بالحياة ، وهو عصب الحياة , وأهم مكون من مكوناتها، ونعمة مهداة من الخالق عز وجل لمخلوقاته كي تستمر في العيش إلى ما شاء الله لها .
وقد لوحظ منذ القدم أن الماء هو العنصر الأساسي لاستقرار الإنسان ، وله دور مهم في قيام ونشأة وازدهار الحضارات القديمة ، ووجود نظم بيئية وحياة مستقرة متوازنة منذ القدم ، فأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.
والبحر ليس فقط مكونا طبيعيا وبيئيا مهما في حياة الناس، وإنما أيضاً مصدر أساسي من مصادر قوته وطعامه لما يحتويه في أعماقه من موارد غذائية حيوية ومتنوعة، وهو أيضا مجال مائي مهم في عملية التواصل والتجارة والترفيه.
وحاول الإنسان أن يحمي البحر ويحافظ عليه، فتغنى به وبسحر غروبه ،فشاركه أفراحه و أتراحه، إلا أن التطور البشري المطرد، وما رافقه من مشاكل متزايدة عبر العقود والسنين أخذ ينعكس بشكل سلبي على المجال البحري .
و لحماية البحر وثروته من التحديات البيئية والأمنية ،أنشأت لهذا الغرض "المنظمة البحرية الدولية" سنة 1948،ومقرها في لندن، ولقد إنضوى تحت لوائها نحو 166 دولة.
وتقوم هذه المنظمة الدولية بمهام حيوية في مجال الحماية البحرية عبر عدد من اللجان المتفرعة عنها وخاصة لجنة السلامة البحرية ولجنة حماية المجال البحري المكلفة بتنسيق أنشطة المنظمة في ميدان الوقاية والتحكم في تلوث البحار.
أما من الناحية البيئية، فإن التلوث البحري أياً كان مصدره فهو من فعل الإنسان ، وله أوجه عديدة على سبيل المثال لا الحصر : التلوث النفطي ومخلفات المصانع الكيميائية والنفايات الصناعية السائلة ومياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي .
وبالتالي يجب أن تكون مياه البحر نظيفة صالحة للاستعمال لمنع تفشي الأمراض الخطيرة بين أفراد المجتمع ، وفي وقتنا الحاضر أصبح الحفاظ على ماء البحر أمراً شبه مستحيل في ظل الملوثات الكثيرة المنتشرة في البيئة .
وقد تبنت المنظمة البحرية الدولية عدة إجراءات وتدابير للوقاية ومحاربة التلوث الناجم عن السفن وضبطه وتخفيف أي أضرار تسفر عنها العمليات البحرية، وشرعت المنظمة، في هذا الإطار، في تنفيذ برنامج طموح على إثر انسكاب كميات كبيرة من الزيت في بعض المناطق البحرية.
ومن بين الآليات القانونية التي تم التوصل إليها في هذا السياق الاتفاقية الدولية لمنع "التلوث من السفن" والتي وضعت عددا من الشروط على السفن والناقلات البحرية الضخمة من أجل الحيلولة دون تسرب محتوياتها وملوثاتها إلى البحر.
ولن ننسى الكارثة البيئية التي حصلت مؤخراً والناجمة عن التسرب النفطي الهائل الذي حصل بعد انفجار غرق منصة بحرية لاستخراج النفط في خليج المكسيك ،لقد أعتبر هذا التسرب هو في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ولقد حصل تسرب نفطي آخر لمادة "الديزل" في محافظة أسوان المصرية.
هذا وأدرك الانسان أن الثروة المائية الى تناقص فإتجه الى الاستفادة من مياه البحر،وذلك بتحلية مياه البحر والاستفادة منها في حياته اليومية بشكل منتظم ، وقد أثبتت البحوث العلمية والدراسات الميدانية أن مياه البحر النظيفة لها أهمية كبيرة على الصحة العامة للإنسان .
اعداد م لبنى نعيم
ساحة النقاش