8 تأثيرات للتغير المناخي على البحار
كشف أمين عام الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن البروفيسور زياد حمزة أبو غرارة عن ثمانية تأثيرات واضحة للتغير المناخي رصدتها التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية على بيئة بحار العالم، أبرزها غمر المناطق والجزر المنخفضة في المناطق الساحلية في بعض البحار وتراجع الشواطئ بفعل التعرية، لافتا في حوار لـ «عكاظ» إلى أن التغير المناخي، ووفقا للدراسات، يؤدي إلى تأثيرات صحية واجتماعية تنشأ من حدوث موجات الحر الصيفية وتزايد حدتها، وانتشار الأمراض الوبائية إلى مناطق خارج نطاقاتها المعروفة، كما أن الكوارث التي يمكن أن تحدث ستصاحبها خسائر اقتصادية أو بشرية، أو أزمات، وفيما يلي نص الحوار :
يشهد العالم حدوث أعاصير وفيضانات وكوارث طبيعية أرجعها المختصون إلى التغير المناخي، ماهي جهود هيئة بيئة البحر الأحمر وخليج عدن في مواجهة التغير المناخي ؟
** أولت الهيئة باعتبارها منظمة إقليمية حكومية تُعنى بالمحافظة على البيئة البحرية وتضم في عضويتها إلى جانب المملكة مصر والأردن والسودان واليمن وجيبوتي والصومال، موضوع التغير المناخي أهمية خاصة نظرا للخصائص التي يتميز بها البحر الأحمر عن غيره من بحار العالم، حيث تعتبر درجات الحرارة المرتفعة ومعدلات الترسيب المنخفضة نسبيا مع ارتفاع معدلات التبخر تجعل من طبيعة المناطق الساحلية جافة أو شبه جافة تعاني بطبيعتها من أوضاع حرجة من حيث الخصائص المناخية والموارد المائية، مما يزيد من احتمالات قابلية التأثر بنتائج التغير المناخي وحدة التأثيرات وتسارع حدوثها، كما أن طبيعة البحر الأحمر كجسم مائي شبه مغلق يتميز بمدى محدود للتغيرات الموسمية يجعله مؤشرا جيدا لرصد التغير المناخي، وبذلك يكتسب أهمية خاصة في النظام العالمي في هذا المجال، وكانت الهيئة قد أعدت إستراتيجية إطارية للتأقلم مع التأثيرات المحتملة للتغير المناخي، تضمنت حزمة من التدابير والإجراءات الخاصة بالبيئات الساحلية والبحرية وقامت بتطوير برامج متكاملة يتم تنفيذها من خلال إدراجها في الإستراتيجيات الوطنية والإقليمية القائمة،
التأثيرات المتوقعة
* بصفتكم مسؤولا عن بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، ماهي أهم التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي على بيئة بحار العالم ؟
** هناك ثمانية تأثيرات واضحة رصدتها التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية وتتمثل في الآتي:
أولا: ارتفاع في منسوب مياه البحر :وتتضمن التأثيرات المباشرة لذلك غمر المناطق والجزر المنخفضة في المناطق الساحلية في بعض البحار وتراجع الشواطئ بفعل التعرية، وقد يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر أيضا إلى ارتفاع الأمواج إلى ما فوق مستوى الشعاب المرجانية، وهذا يزيد من درجة تعرض السواحل للنحر والتعرية والأعاصير، وفي هذا الحال تتضاعف معدلات قابلية التأثر والمخاطر، وقد تشمل المنتجعات السياحية والعديد من المناطق المأهولة والبنى التحتية في المناطق الساحلية مثل الموانئ والمنشآت وخطوط الأنابيب ومحطاتها الساحلية والطرق، ومناطق الإرث الطبيعي والتاريخي والموارد الساحلية.
ثانيا: ارتفاع في معدلات درجة حرارة مياه البحر
:حيث من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيرات في الخواص الكيميائية لمياه البحر وتغيرات في حركة التيارات ومعدلات التبخر، والتوزيع المكاني والموسمي للأنواع وتكاثرها والتركيب النوعي للعشائر. كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة أيضا إلى ابيضاض الشعب المرجانية.
ثالثا : زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر، حيث يؤدي زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحار إلى تغيرات في الخواص الكيميائية، ومن أهم نتائج ذلك التأثير على نمو الأنواع الكلسية وتشمل هذه الكثير من الهوائم والأنواع المرجانية واللافقارية الأخرى.
رابعا : تغير أنماط التصريف السطحي والسيول في المناطق الساحلية، ويرتبط هذا التغير بتذبذب معدلات الأمطار وفيضان الأنهار والسيول عبر المناطق الساحلية إلى البحر . ولذلك تأثيرات على الإنتاجية الأولية في البيئة البحرية، والمعدلات الطبيعية لترسيب التربة والنحر التي تلعب دورا أساسيا في تكوين الشواطئ، وعلى الغطاء النباتي في المنطقة الساحلية (بما في ذلك نباتات المانجروف)، وبيئات الشعب المرجانية التي تتأثر بزيادة الرسوبيات، كما يمكن أن يصاحب ذلك حدوث موجات جفاف أو فيضانات عارمة في المناطق الساحلية.
خامسا: تغير أنماط التيارات الساحلية وحركة الرياح والأمواج حيث تتفاعل التأثيرات المجتمعة لارتفاع معدلات حرارة الجو والمياه وزيادة منسوب مياه البحر لتحدث تغيرات في حركة الرياح والتيارات الساحلية والأمواج مما قد يترتب عليه حدوث أعاصير مصحوبة بالأمواج المدمرة، وتأثيرات على الإنتاجية والأحياء البحرية بتغير الأنماط المعروفة لحركة التيارات البحرية.
سادسا: زيادة الضغوط على موارد المياه العذبة، فمن التأثيرات المحتملة تدهور مصادر المياه الذي قد ينتج عن التذبذب المتوقع في معدلات الترسيب، بالإضافة إلى ولوج المياه المالحة داخل الأراضي الساحلية الذي قد يترتب عليه ارتفاع في منسوب مياه البحار.
سابعا: تقلبات في صناعة صيد الأسماك والاستزراع السمكي، حيث من المتوقع أن يحدث التغير المناخي تأثيرات سالبة على البيئات البحرية الرئيسية التي تشكل مواطن التكاثر والحضانة والغذاء للأسماك واللافقاريات التجارية مما قد يترتب عليه تدهور في المخزون وصناعة الصيد.
ثامنا: تأثيرات صحية واجتماعية وتشمل أهم التأثيرات الصحية المحتملة المشكلات الصحية التي تنشأ من حدوث موجات الحر الصيفية وتزايد حدتها، وانتشار الأمراض الوبائية إلى مناطق خارج نطاقاتها المعروفة، كما أن الكوارث التي يمكن أن تحدث وما يصاحبها من خسائر اقتصادية أو بشرية، أو الأزمات الاقتصادية الناتجة من تدهور موارد النظم البيئية قد تتسبب في حدوث مشكلات صحية نفسية. وقد تتأثر أيضا البنية التحتية للنظم والخدمات الاجتماعية، ومصادر الدخل في المجتمعات الريفية والحضرية، كنتيجة لفقدان الأراضي وتدهور خدمات وموارد النظم البيئية، مما يؤثر على عدة قطاعات اقتصادية مثل السياحة والصيد البحري والزراعة، وتأثيرات التغير في النمط الاقتصادي بصورة عامة في المناطق الساحلية.
البرامج الجديدة
* ماهي البرامج الجديدة التي تسعى الهيئة لتنفيذها مستقبلا ؟
**تسعى الهيئة حاليا لتطوير نموذج حاسوبي خاص بإقليم البحر الأحمر وخليج عدن بالتعاون مع خبراء من جامعة ساوثهامبتون، حيث سيتم اعتبار بعض الخصائص الأوثيونغرافية وأنماط العشائر والموائل التي تتميز بها البيئة البحرية في الإقليم ذات أهميته بصفة استثنائية، مثل تضمين مؤشرات خاصة لتقييم تأثر الشعاب المرجانية وتنوع الحياة في البحر الأحمر، بالإضافة للمدن والموانئ الرئيسية والمناطق التاريخية..
وفي إطار تقوية برامج الرصد الإقليمي، تقوم الهيئة بتقديم الدعم التقني للدول الأعضاء من خلال عدة أنشطة لتمكينها من تضمين المؤشرات المهمة لرصد ومراقبة التغير المناخي في برامج الرصد الخاصة بجودة مياه البحر والموائل البحرية الرئيسية والأنواع المهددة ، ويشمل ذلك مشاركة الفريق الفني للهيئة في أعمال الرصد والمسح: الدورية، وتزويد البرامج الوطنية ببعض الأجهزة والمعدات الحقلية والمعملية..
المصدر صحيفة عكاظ
اعداد م لبنى تعيم
ساحة النقاش