Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

:

التلوث النفطي وتأثيره على عمليات الصيد والأسماك والأحياء والطيور البحرية

من المعروف ان التلوث البحري بالبقع النفطية له آثار خطرة مباشرة على البيئة البحرية، كما ان له آثارا غير مرئية وبعيدة المدى على الاحياء المائية، خصوصا التي تعيش في قيعان البحر.

وما حدث في الجون لا يمكن لأحد ان يعرف حقيقة هذه الكارثة البيئية، الا من يلمس بنفسه ما تفعله طبقة من الزيت المتسربة بالمكان وسكانه من الكائنات الحية، لا سيما ان المنطقة غنية بأنواع عديدة من اهم الاسماك والاحياء المائية باعتبارها موقع حضانة.. او كما اطلق عليه الباحثون بأنه بنك مركزي للاسماك.

كما ان حوادث تسرب النفط تؤدي الى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر والتي تساهم بدرجة كبيرة في تغذية الانسان.. وفي ما يلي عرض موجز لأهم ما جاء بالدراسات التي انجزت حول تأثير التلوث النفطي على المصادر المختلفة للثروة البحرية.

ان تأثير التلوث النفطي على عمليات الصيد والأسماك من أهم مظاهر انخفاض انتاجية المصائد الذي يعزى الى انخفاض في العمليات الحيوية كالنمو، او قد يعود الى عزوف الناس عن شراء الاسماك خوفا من اخطار التلوث، او ان الصيادين انفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد في النقص الغذائي, كما حدث في خليج تاروت السعودي عندما تسرب حوالي 100000 برميل من النفط عندما حصل انفجار في انابيب النفط سنة 1970 مما ادى الى عدم تناول الاسماك لرداءة طعمها لفترة ستة اسابيع وعرقل عمليات الصيد لفترة ثلاثة اشهر تقريبا.

وعلى الرغم من الكميات الكبيرة من النفط، التي تدخل العمود المائي عند حدوث تسرب نفطي، فانه لا يوجد اي اشارة سابقة عن حدوث نفوق واسع بين الاسماك السطحية نتيجة النفط الخام الثقيل، كما ان الاسماك تختلف عن الطيور لكون جسمها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق فيها. ولعل قدرة الاسماك على تحاشي المناطق الملوثة بالهجرة منها يؤدي الى تقليل حالات النفوق.

في حين بيض ويرقات العديد من الاسماك، التي تمثل العديد من الانواع التجارية كالسردين طافية على سطح البحر او تقطن الطبقات العليا منه، فإنها تكون معرضة لتأثير النفط المتسرب وستعاني حالات النفوق الكبيرة كما يحدث عند اقترابها من مداخل محطات القوى المنتشرة على سواحل منطقة عمل المنظمة.

تأثير التلوث النفطي في الهائمات النباتية والطحالب

تعتبر الهائمات النباتية المسؤول الاول عن تثبيت الطاقة في البيئة البحرية بوساطة عملية التركيب الضوئي وهذه الهائمات تتغذى عليها الحيوانات البحرية بصورة مباشرة او غير مباشرة. وقد اظهرت الدراسات الحديثة قياس تراكيز النفط الخام اللازمة لحدوث حالات النفوق او منع انقسام الخلايا على عدة انواع من الهائمات النباتية، ووجد أن التركيز الذي يؤدي الى النفوق يتراوح بين 10000.0 ــ 1 مليليتر ــ ليتر، وان تأخر او توقف انقسام الخلية يتراوح بين 10000.0 ــ 1.0 مليليتر ــ ليتر، أما تأثير التلوث النفطي فهو اقل من الاحياء الاخرى بسبب قدرتها على استرجاع قابلية نموها بعد فترة من الزمن واضافة فروع جديدة بالقرب من قواعد الفروع القديمة.

التأثير في الرخويات

تعاني الرخويات (المحار) حالات نفوق هائلة عند حدوث حالات تسرب للنفط ووصوله الى منطقة الساحل، وحادث انسكاب زيت الديزل قرب شواطئ كاليفورنيا، الذي ادى الى قتل اعداد هائلة من المحار، خير دليل على ذلك.

كما لوحظ من الدراسات ان تراكيز النفط المؤثرة جدا على عملية الاخصاب تراوحت بين واحد الى الف جزء بالمليون، ولوحظ ايضا انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الاحياء البحرية على السباحة.

التأثير على القشريات

إن مجموعة القشريات (الروبيان والسرطان) ليست تحت تأثير مباشر مع الملوثات النفطية المتسربة كسابقتها (الحيوانات الرخوية والقشريات الثابتة غير المتحركة)، لان هذه المجموعة لها القابلية على الحركة مما يجعلها اكثر قدرة على تحاشي التعرض للتراكيز العالية من النفط عدا صغارها ويرقاتها وبيضها التي لا تستطيع الفرار مما يؤدي الى حالات نفوق كبيرة.

التأثير على الأحياء البحرية الأخرى

تعتبر شوكيات الجلد وخيار البحر من اكثر الاحياء حساسية وتأثرا بالنفط المتسرب واسباب التلوث، اذ لوحظ اختفاؤها او انقراضها من بيئات تعرضت لحوادث التلوث النفطي. وفي المنطقة البحرية لدول الخليج العربي حدثت حالات كثيرة جدا من النفوق في الاحياء البحرية اثناء فترة تشكيل بقعة زيت نوروز وبقعة النفط من الكويت، وبصورة خاصة الحيوانات الفقرية التي تتنفس الهواء كالافاعي والسلاحف والدلافين وقد وجد ان الكثير منها يصعد الى الشاطئ لتموت هناك بعد اصابتها بضيق في التنفس وبالتهابات جلدية ونزف داخلي.

تأثير التلوث النفطي في الطيور

تعتبر هذه المجموعة من اكثر المجاميع البحرية تاثرا بالتلوث النفطي، اذ لوحظ انقراض انواع عديدة منها من البيئة التي تتعرض طويلا لاخطار التلوث، وخير مثال ما حصل على الشواطئ السعودية نتيجة حرب 1991، حيث نفق العديد من الطيور نتيجة بقعة الزيت التي امتدت على تلك السواحل. كما وتكون مواطن الطيور واعشاشها في الجزر المتناثرة (مثال جزيرة كبر في الكويت) التي يغلف النفط شواطئها لفترات طويلة اكثر تضررا من غيرها.

التأثير في مشاريع مياه الشرب


يعتبر النفط ومخلفاته من اصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل التقطير والتحلية لمياه البحر في منطقة الخليج العربي، فضلا عن البقع النفطية الناتجة من التسرب النفطي. وذلك نظرا لامكان تأثيرها على جودة المياه المنتجة للشرب.

التأثير في الخدمات الملاحية وعلى جمال الشواطئ

يتسبب التلوث النفطي في شل حركة الملاحة بأنواعها، مما يؤثر سلبا في اقتصاد المنطقة، فضلا عن ان وجود التلوث النفطي او غيره يؤثر وبشكل سلبي في النواحي الجمالية للشواطئ ويحرم مرتادي الشواطئ من التمتع بالنواحي السياحية او الترفيهية في تلك المناطق (وخير مثال على ذلك الشواطئ الكويتية والسعودية التي تأثرت نتيجة بقعة الزيت في عام 1991).


*

ملوثات الإنسان للبحر بنسبة %77

التلوث البحري، أياً كان مصدره فهو من فعل الإنسان، الذي يعيش طبيعياً على اليابسة، ويتجول بسفنه وبوارجه في البحار، في حياته على اليابسة يصدر ملوثات للبحر تقدر بحوالي %77 من مجمل الملوثات التي تصل منه إلى البحر، والباقي وهو حوالي %23 من الملوثات يصدرها الإنسان للبحار اثناء تجواله فيها، ويمكن تصنيف مصادر التلوث، كما يأتي:

%44 ملوثات الصرف من البر إلى البحر.
%33 ملوثات تصل إلى الهواء فوق البحار من النشاط البري للإنسان.
%12 ملوثات تنتج عن سير البواخر.
%10 ملوثات تلقى في المحيطات، حيث تستخدم بعض الدول الصناعية المناطق العميقة من المحيطات لدفن النفايات العسكرية والنووية والسامة، رغم المنع الدولي لذلك.
%1 ملوثات تنتج عن التعدين البحري وتشمل حفارات البترول البحرية في المياه القريبة من الشواطئ.

تتسبب جميع الملوثات البحرية في نقص المحصول السمكي العالمي بحوالي %20 عن المعتاد.
الى جانب جميع التلوثات السابق الحديث عنها، فإن الإنسان أحدث أضراراً أخرى بالبيئة البحرية نتيجة ادخاله أنواعا من الاحياء غريبة عن المنطقة التي ادخلت بها.. يستوردها من مكان وبدخلها في مكان آخر غريب عنها وسط احياء مختلفة عن مخالطيها في بيئتها الأصلية فيخل بالتوازن بين الاحياء البحرية، مما يعتبر هذا تلوثا ورائيا، وقد أدى فتح قناة السويس واتصال مياه البحرين الأحمر والأبيض المتوسط إلى ظهور حوالي 250 نوعا من أحياء البحر الأحمر في مياه البحر الأبيض المتوسط، من ذلك نوع قنديل البحر روبيليما نوماديكا Rhopilema nomadica، مما قلل من المحصول السمكي بشرق البحر الأبيض المتوسط وأثر تأثيراً واضحاً في سياحة الشواطئ.

اعداد م لبنى نعيم

 

المصدر: مدونة نوافذ بيئية

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

921,345