محمد اللكود ..... الحرية اختيار حياة

مساهمات متنوعة لتنمية المجتمع الإنساني

يقول الشيخ الشعراوي عن آية سورة البقرة: "الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون":

إن المؤمن يستقبل كل مصيبة متوقعاً أن يأتي له منها خير، وعلى كل مؤمن أن يقيم نفسه تقييماً حقيقيا (هل لي على الله حق؟ أنا مملوك الله وليس لي حق عنده، فما يجريه علي فهو يجريه في ملكه هو) ومن لا يعجبه ذلك فليتأب على أي مصيبة ويقول لها: لا تصيبيني.. ولن نستطيع درء أي مصيبة مكتوبة علينا، ومادمنا لا نستطيع أن نمنع وقوع المصائب والأحداث، فلنقبلها كمؤمنين، لأن الحق سبحانه وتعالى يريد بنسبتنا إليه أن يعزنا ويكرمنا..

وهو يدعونا أن نقول: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} وإننا بهذا القول ننسب ملكيتنا إلى الله ونقبل ما حدث لنا، ولابد لنا هنا أن نأتي بمثال - ولله المثل الأعلى- هل رأيت إنسانا يفسد ملكه بيده؟ أبداً.

فصاحب الملك يعمل كل ما يؤدي إلى الصلاح في ملكه، وإن رأى الناس في ظاهر الأمر أنه فساد، فما بالنا بالله سبحانه وتعالى ونحن ملك له، وهو سبحانه لا يُعرِّض ملكه أبداً للضرر، وإنما يقيمه على الحكمة والصلاح..

{إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أي نحن مملوكون لله، ونحن راجعون إليه، وحتى إن كان في مصائب الدنيا ظلم لنا وقع علينا من طرف إنسان، فسوف نأخذ ثواب ما ظُلمنا فيه عند الرجوع إلى الله، إذاً فنحن لله ابتداء بالملكية، ونحن لله نهاية في المرجع؛ هو سبحانه ملك القوسين؛ الابتداء والانتهاء، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أي مصيبة تصيب الإنسان أن يسترجع؛ أي أن يقول: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.. وزادنا أيضا أن نقول: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.. وإنك إذا ما قلتها عند أي مصيبة تصيبك فلابد أن تجد فيما يأتي بعدها خيراً منها، وحتى إن نسي الإنسان أن يقول ذلك عند وقوع المصيبة، ثم تذكرها وقالها فله جزاؤها، كأنه قالها ساعة المصيبة..

وهناك قصة عن أم سلمة رضي الله عنها، حين مات أبو سلمة زوجها وكان ملء السمع والبصر وجزعت عليه أم سلمة، فقيل لها قولي ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وما علمكم؟ قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، فقالت ما قيل لها، فإذا بها بعد انقضاء عدتها يذهب إليها النبي خاطباً، فقيل لها: أوجد خير من أبي سلمة أم لم يوجد؟ قالت: ما كنت لأتسامى أي أتوقع مثل هذا الموقف..

وجزاء الصابر الداعي بهذا الدعاء بقوله سبحانه وتعالى: {أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}..

المصدر: الشعراوي
lkoud

متميزون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 122 مشاهدة
نشرت فى 11 يناير 2023 بواسطة lkoud

عدد زيارات الموقع

107,810

ابحث

تسجيل الدخول

محمد اللكود

lkoud
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »