عبد الحليم عبد الحليم !

مجموعة خواطر شعرية وأدبية !


أيهاذا الزمن !




http://soundcloud.com/hodhod-al-haq/1xuiumeqzqpa


أيَهاذا الزمن ..

المغرقُ في القدم، المتغلغلُ في أعماق التاريخ السحيق، الممتدُّ في هذا الكون !

تمخرُ عبابَ الحقيقة، وتنشرُ أشرعتَك العاليةَ في رياح المصير، فتدفعُكَ نحوَ النهاية التي تنتظرُك، كم شهدتَ وفوداً، وأمماً وجنوداً ، طَغَوْا وبَغَوْا وأفسدوا، كم عاينْتَ أقواماً وممالكَ ظنَّتْ أَنَّها قد ملَكَتِ الأرضَ من قَرْنَيْها واقتادَتْها وهْيَ صاغرةٌ ذليلة !

ما لبثوا فيها غَيْرَ ساعةٍ من ساعاتِك، لا تُحِسُّ منهُمْ من أحدٍ، ولا تسمَعُ لهم رِكْزا !

كم شهِدْتَ من صولاتٍ وجولاتٍ بين الحقِّ والباطل، فيَتَنَمَّرُ الباطلُ حيناً، حتى لا يُرى للحَقِّ أثَرٌ، ثمَّ لا يلبثُ الحقُّ أن ينشدَ أهلَهُ فيستجيبونَ لهُ، فيدمغُ الباطلَ فإذا هو زاهق !

كم مِنْ طامعينَ خَلَّفْتَهم وراءَ ظهرِكَ لا يلْوونَ على شيءٍ، إلا ما قَدَّمَتْ أيديهم فذاقوا وبالَ أمرِهِمْ !

أيها الزمنُ ..

كم طويتَ من أيامٍ وليالٍ، وفصولٍ ومراحلَ، كم شَهِدْتَ من إشراقاتِ شمسٍ، وولادةِ قمرٍ، وحلول ربيعٍ، وكَرُّ الجديدَيْنِ فيكَ يأكلُ الساعاتِ واللحظات، وأنت في مسيرتك لا تزالُ، لا تَكَلُّ ولا تتعبُ، عجلتُكَ ماضيةٌ في اتجاهٍ واحدٍ، لا تتوقفُ ولا تتأفَّف ! 

أيها الزمن ..

مساكينٌ بنو البشر ، يظنُّون أنَّهم قادرونَ عليكَ وعليها، وأنهم يستطيعون إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، أو يدفعونها خُطوةً إلى الأمام، فلا يعتبرونَ بمنْ مضى، ولا يتَّعظون بما كان، ولا يتعلَّمون مما سمعوا، ولا يعقلون ما شاهدوا، ولا يعتبرون ما قرؤوا، ولكن أمواجك تمضي بهم، وتلفهم في أعماقها، وتطحَنُهُم طحنَ الرَّحى، ثم تلقي بهم في مجاهيل النسيان، فكم طحَنَتْ قبلَهُم، وكم ستفعلُ بهم، إلى أجلٍ محتومٍ، ومصيرٍ معلومٍ، وهم يظنُّون أنهم يملكونها، وهيَ تملِكُهُم، إنهم مساكينٌ، وإنها مفارقةٌ عجيبة !



أيها الزمن

https://www.facebook.com/groups/173854076039837/permalink/286078578150719/


lidia

مع تحياتي وتقديري لزيارتكم !

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2012 بواسطة lidia

ساحة النقاش

SALAMKALAWOUN

مساكينٌ بنو البشر !

عدد زيارات الموقع

9,930