تربيـــــة المحـــــار..بوابــــــــــــــــــــــة أخــري إلـــي عـــــالم الاستثمـــــار

المصدر: المجلة الزراعية  - الأهرام الرقمى

بقلم:   محمد مصطفى الجارحى-  حسن محمد صالح -  سعيد جاد - نشوة احمد السيد

 

بعد محاولات كثيرة جادة وناجحة في مجالات استثمارية مختلفة ومتنوعة، سواء بالنسبة لكبار المستثمرين أو صغارهم، أصبح اختراق مجالات لم تكن مطروقة من قبل بشكل واسع، وابتكار أفكار جديدة بمثابة النافذة الوحيدة أمام المستثمرين الجدد، خاصة الصغار منهم، الذين يبحثون عن نقطة انطلاق قوية ومربحة ومضمونة النجاح، لذا يعد استزراع وتربية المحار أحد المجالات التي يمكن أن تحقق غاية كل مستثمر حيث تحقق أرباحا ـ بعد الالتزام بشروط التربية السليمة ـ تصل إلي 100% 


ـ يعتبر المحار من الحيوانات المائية التي تعيش في المياه المالحة والعذبة والمستنقعات أيضا وهي نوع من القواقع يمكن تربيته واستثماره، لها أنواع عديدة منها مايوجد في البحر الأحمر وتتم تربية هذا النوع تجاريا وكذلك الفصيلة الصدفية (محار اللؤلؤ) وتستخدم في انتاج اللؤلؤ وتوجد في البحر الأحمر وخليج السويس والبحر المتوسط أما النوع الثاني من المحار فهو ذو المصرع الواحد (الصدفة الواحدة) ومن فصائله الفصيلة البوقية.

- طعام شهي ومظهر خلاب

للمحار استخدامات عديدة ومتنوعة، فلحومها ذات قيمة غذائية عالية ولها مذاق خاص بالاضافة إلي استخدامها في صناعة التحف المنزلية، لعب اطفال، اغطية المصابيح الكهربائية فضلا عن استخدامها في انتاج اللؤلؤ وليست جميع أنواع المحار منتجة للؤلؤ وإنما الأنواع التي تتكون بلورات أصدافها من مادة الارجوانيت أما محار الاكل فبللورات اصدافه تتركب من مادة الكالسيت أي يدخل فيها عنصر الكالسيوم ولاتستطيع إفراز المادة اللؤلؤية ويعزي بريق اللؤلؤ المعروف إلي إنكسار الضوء علي بللورات الأرجوانيت، وتكثر مصائد اللؤلؤ عادة في الاماكن التي تنمو فيها الحيوانات التي تفرز مادة الارجوانيت وقد عرفت هذه المصائد منذ وقت قديم في المحيط الهندي وفي بحر العرب والخليج العربي والبحر الأحمر والآن يشيع وجود محار اللؤلؤ في البحر الأحمر وخليج السويس والبحر الابيض المتوسط وايضا في انهار أوروبا وأمريكا واسيا ويتم اصطياده من قيعان البحر بواسطة غواصين يستخدمون قفازات سميكة نظرا لحدة المحار وبعد الصيد مباشرة يتم حقنه بمواد غريبة "حبات رمل" وذلك في الطبقة الواقع بين البرنس وسطح الصدفة الداخلي بعد ذلك يقوم المحار "الحيوان" يفرز مادة لؤلؤية حول الجسم الغريب تأخذ شكل حلقات بعضها فوق بعض وينجم عنها بمضي الوقت عامين مايعرف باللؤلؤ ويلاحظ "بالنسبة لمربي المحار" ضرورة اعادته إلي الحوض مرة أخري بعد عملية الحقن حتي يمكن الحصول علي اللؤلؤ بعد نحو عامين من التربية ويلاحظ ايضا اختلاف مواصفات اللآلئ الناتجة من حيث الحجم والشكل واللون واللمعان وتعد افخر اللآلئ واثمنها تلك التي يتم استخراجها من محار استراليا أو مرجرتيفرا.


خطوات التربية

لتحقيق تربية ناجحة ومربحة لابد علي مربي المحار الالتزام بعدة خطوات دقيقة أولها اختيار المحار الذي سيتم اكثاره.. إما من محار مستزرع في مزارع تربية المحار أو من محار تم صيده من البحر مباشرة "أواخر الشتاء وأوائل الربيع" وينقل المحار الذي تم اختياره خلال يوم من صيده الي تنكات معده لذلك تكون مصنوعة من مادة الفيبر جلاس وتختلف احجام التنكات حسب كثافة المحار الذي يتم تربيته ويراعي أن تكون درجة حرارة التنكات أعلي من درجة حرارة ماء البحر بمعدل 3:2 درجة مئوية بحيث تكون في التنكات 25درجة مئوية وتعد هذه الدرجة ملائمة لنمو المحار كما يراعي تغذية المحار في تلك الفترة علي علف الاسماك أو علي الطحالب الخضراء وحيدة الخلية بمعدل 3% من كثافة عدد المحار ويتم وضع الذكور والإناث في تنكات منفصلة كل علي حدة حتي ميعاد التزاوج أو النضوج الجنسي والذي يتم بعد شهرين من التربية في التنكات وعند اجراء التزاوج توضع الذكور والاناث في تنك واحد بمعدل 50ذكرا إلي 150أنثي حيث يتم وضع البيض بواسطة الاناث ثم يلقح البيض خارجيا بواسطة الحيوانات المنوية من الذكور ويتراوح عدد البيض من 5:3 ملايين بيضة قطر البيضة الواحدة حوالي 65:72مليمتر ويراعي المربي بعد إتمام عملية إخصاب البيض أخذه بواسطة شباك مصنوعة من النايلون ونقله إلي تنكات بها ماء بحر جاري "مفلتر" حيث تعتبر هذه التنكات بمثابة حضانات ويتم ضبط درجة الحرارة بها عند 20:30درجة باستخدام سخانات إذا لزم الأمر وبعد ثلاثة اسابيع من عملية الاخصاب يتحول البيض إلي يرقات يتم فرزها واختيار الاكثر نشاطا منها حيث تبقي اليرقات النشطة والسليمة في طبقة الماء العليا بينما تهبط اليرقات غير النشطة إلي قاع التنك ويلاحظ أن اختيار اليرقات السليمة يضمن للمربي الحصول علي محاريات ذات كفاءة انتاجية عالية أما بالنسبة لتغذية اليرقات فتتم في تنكات الحضانة علي طحالب دقيقة بمعدل 3% من كثافة عدد اليرقات لمدة شهر ويتم تربية هذه اليرقات في درجة حرارة 20درجة وملوحة تتراوح بين 25:35جزء من الألف "ملوحة ماء البحر" بعد ذلك يتم تجميع اليرقات بواسطة ركائز توضع في تنكات تربية المحار حيث تلتصق اليرقات بالحبال الموجودة في الركائز والمصنوعة من ألياف النايلون أو البولي اثيلين ويجب أن يكون لهذه الخيوط ألوان صفراء أو حمراء وسوداء حيث تفضل اليرقات هذه الألوان وبعد تغطية الحبال بالمحار تؤخذ الي موقع الاستزراع "أحواض ترابية" في نفس اليوم حيث تلف هذه الحبال علي قوائم خشبية ويتم غرس هذه القوائم في قاع الحوض جيدا وتوضع القوائم الخشبية في موقع المد والجزر بطول 1.5:1متر للقائم وعرض 2سم، ولجعل القائم اكثر ثباتا وتماسكا في قاع الحوض تثبت القوائم الخشبية الرأسية في قوائم أفقية ويمكث المحار في هذا الوضع فترة تربية تتراوح بين 9:10أشهر حيث يصل إلي مرحلة النضج ويصبح ارتفاع العدد فيه 3.9سنتيمتر وبعد ذلك يمكن تسويقه ويلاحظ أن الحصاد يتطلب شخصاً واحدا فقط لسهولة هذه العملية.
مبادئ أساسية

هناك عده مبادئ وشروط عامة يؤدي الحرص عليها إلي نتائج إيجابية وتربية ناجحة من بينها تنظيف المحار بعد صيده من أي عوالق ملتصقة به ويجب أن يستمر التنظيف لمدة 36ساعة وذلك برش المحار بالماء وذلك لأن عدم نظافة المحار يجعله غير آمن للاستهلاك الأدمي ويلاحظ أن بعض المحار يباع علي هيئة صدف والبعض الآخر يباع في صورة لحم مقشر وتوجد طريقة خاصة لفتح المحار ونزع اللحم حتي لايفسد اللحم أثناء التقشير كذلك فاللحم المنزوع من الصدف يوضع في عبوات ويحفظ في الثلاجات أو الثلج حتي يتم بيعه وعادة يباع للفنادق والمطاعم الفاخرة التي تقبل عليه لمذاقه الشهي وقيمته الغذائية العالية لذا يتوقف سعر البيع علي الحجم والشكل وأن كان المحار في تسويقه يتم تصنيفه إلي 4 درجات هي أ، ب، ج، د حيث يكون حجم الاول اكبر من 13سم بينما يكون الحجم الثاني من 11:13سم أما الثالث فيتراوح بين 9:11سم الرابع اقل من 9سم ويلاحظ أن الدرجات المتوفرة في السوق هي ج، د بينما يندر وجود الدرجتين الأولي والثانية لأنها تأخذ وقتا طويلا في النمو مما يقلل من الربح وتتراوح اسعار المحار في الاسواق بين 50.60جنيها مصريا لكل كيلو جرام.


ويتوقف معدل نمو المحار علي الطول الابتدائي لبذور المحار المستخدمه فعند استخدام محار طوله 1.5سم في مارس يمكن الحصول علي محار ارتفاع صدفته 3.9سم في ابريل من العام الذي يليه كذلك تدخل درجة الحرارة في معدل النمو ففي الصيف ينمو المحار بدرجة أكبر عما لو تم تربيته في الشتاء، ومن ناحية أخري تؤدي كثافات الاستزراع العالية الي زيادة التنافس علي الغذاء وبالتالي تؤثر علي نمو المحار ويلاحظ ايضا أن هناك من المحار أنواع بطيئة النمو بطبيعتها وهي تلك التي تعيش في المياه العميقة أسرع في معدلات نموها.


الجدوي الاقتصادية

يمكن معرفة الجدوي الاقتصادية للمشروع من حساب تكاليف الإنتاج التي تبلغ 5000جنيه تقريبا توزع علي الاخشاب التي يتم شراؤها 2000جنيه، ايجار أحواض التربية والتنكات 1000جنيه، زريع المحار 500جنيه، عماله تنظيف المحار والاحواض 500جنيه تغذية المحار 1000جنيه بينما تبلغ ايرادات البيع حوالي 10آلاف جنيه يبلغ الانتاج المتوقع 200كيلو ويبلغ سعرالكيلو 50جنيها وهكذا يصبح هامش الربح حوالي 5000 جنيه أي نسبة 100% خلال 6 شهور فقط.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 242 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2013 بواسطة lfrpdalibrary

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,710,776

اخر إصدارات كتب المكتبة