سيهزم الجمع ويولون الدبر
المؤمن كما يقولون يرى المنح في طيـات المحن وينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء ، والناظر الى الاحداث الان قد يتملكه اليأس من انصلاح الحال - على الاقل في الامد القريب - لكن تجارب الحياة تخبرنا انه كلما اشتدت الخطوب وتمادى الظلمة في غيهم فان بشائر النصر تلوح في الافق ، وغيامات الجهل تبددها انوار الصلاح ، واخلاص العامة يقينا تدبير الخاصة ، ولو أخذت عواقب الامور بمجريات الاحداث لما اعتقد احد بنصر قريب أو بعيد ، لكنها سنة الله في خلقه يوم خلق السموات والارض ، النصر صبر ساعة ، ينصر الله جنده المتوكلين عليه المخلصين لقضايا أمتهم ولو قل عددهم وعدتهم ويخذل جند الشيطان ومن اهمتهم انفسهم على حساب اوطانهم ولو كثر عددهم وعدتهم.
ولو قلنا ان ما يحدث ابتلاء يمحص الله به الصالح من المفسد والعامل من العميل ، فسيقول قائل طال التمحيص واشتد البلاء وطالت ايدي الظلمة رقاب الابرياء وارواحهم ، نقول له ، لم تعدم الدنيا خونتها ، ولو عدمتهم لصارت جنة يسكنها الصالحون ، ولو ان صدق النية وصفاء النفس وايمانها ودماثة اخلاقها تعصم صاحبها من السفهاء والجهال لما عذب نبي ولا أوذي صحابي ، لكنه الابتلاء تقبل به الدنيا على اهل المعصية وتدبر بسببه عن اهل الطاعة ، وتنظر فيه الى الصالحين نظر المشفق يتمسكون بعرى الدين ويدورون مع الحق حيث دار لا يثنيهم عن الحق رهبة ولا يحملهم على الخنوع قتال في محنة مهلكة يتداعى امامهاالوطن ، بينما تتخطفهم طير جارحة نشبت مخالبها في اجسادهم ، وولغت في دمائهم الزكية كلاب مسعورة.
وتنظر الى المفسدين يبذرون بذور الفتنة - معتصمين بحبل الشيطان يستصرخون الدنيا علينا - نظر المتعجب من شعاراتهم المضللة مؤزرة بالمال والسلطان - لا يردها خجل ولا حياء – تضلل السذج والعوام راكبة العاطفة الوطنية تارة ومستثيرة لحماسة الشباب واندفاعهم تارة اخرى ، للتمويه عن أهدافهم الخفية وما هي بخفية ، والتي أحسبها تافهة تفاهة مريديها أعظمها كرسي حكم فصل الشعب في احقيته من قبل.
وخليق بنا - وليس اليوم يوم لعب ولهو – في سعينا الحثيث نحو نيل حريتنا ممن سلبها منا سنينا عددا ان لا نقبل الضيم وان نعتصم بحبل الله جميعا دونما استصغار لمكانتنا او تحقير لقيمتنا بل امل ندفع به الحسرة عن قلوبنا ورجاء يشفي الله به صدورناوغد يتحقق فيه النصر ويمكن فيه لدين الله ، لنستعيد بلدنا وان بعدت الشقة وبدا الدرب شاق والمخاض عسير ، شاءت تلكم الشرذمة الهالكة أم ابت ، لأن النصر من عند الله ، في معركة كان وما يزال النصر فيها لأوليائه وإن بدا لأعدائه غير ذلك ...انه سميع بصير ،،،، .
ساحة النقاش