<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

 

 في هذه الاثناء والاوقات الحرجة التي تتسم بالتخبط وغياب الرؤية الصحيحة واللجوء الى التكهنات والاستنتاجات ، يعيب البعض منا – جهلا – التمسك بلجج العناد والمجادلة والمراء بشكل لا تخطئه عين الملاحظة ، وينشغل الجميع بالقيل والقال واحاديث الاسمار تاركين همهم الاكبر ومسئوليتهم الحقيقية تجاه بناء هذا الوطن وهذه الامة واعادة ما تهدم منهما والوقوف امام المتربصين به أو على الاقل استشعار أهمية ان لا يكون أحدنا أداة لهدم هذا الوطن والعبث بأمن مواطنيه وسلامتهم ، ومالا يغيب عن البديهة والمنطق أن معاودة البناء والتزام كل فرد بالقيام بوظيفته وواجبه فقط هو ما سيقيل عثرة هذا الوطن ويقيم مساره ويضعه على طريق التنمية والتقدم وأن الانشغال بنقض ما بنيناه وبناه الاباء والاجداد اما بقصد كما يفعل من يظن أن البلطجية والمخربين سيعيدنهم الى السلطة والتمكين أو بدون قصد كما يفعل الناقدون المتشدقون بالكلام اصحاب الايدي الناعمة والياقات البيضاء لهو الصراط المعوج والخراب العاجل المبير .

ان هذه المرحلة الهامة والفارقة من مراحل تاريخنا والذي نشترك في بنائه جميعا لا تكتمل صورته واركانه بتخلي احدنا عن دوره في البناء او بعدم اتقانه لدوره وتأديته بصورة باهتة ضعيفة تستثنيه من اللوم والحرج وتعفيه من المسئولية أو المسائلة ، بل إن الرغبة الصادقة والنية الأكيدة النابعة من حب الوطن والانتماء اليه والتضحية من أجله هي ما سيبني هذا الوطن ويشيد ما هدم من أركانه ويقيم ما اعوج من دعاماته .

هذه المهمة العسيرة المنوط بها الكبير والصغير والتي لا تتجاوز قيام كل فرد بوظيفته فقط ، لم تكن عسيرة - كما هي الان - لصعوبة القيام بها أو لاحتياجها لتقنية عالية او حرفية ومهنية مفقودة لدينا وإنما قست تلك المهمة وبعدت شقتها لما نعانيه من تخبط وسكرة لا فواق منها الا بتغليب المصلحة العامة على كل مصلحة ، وبالنظر الى مستقبل ابنائنا حيث نساهم الان في بنائه أو هدمه .

ان اشد ما يحزن ان يشترك ابناء الوطن الواحد في هدمه بقصد أو بدون قصد كمن يلقي بأبنائه في لجة عميقة لا شاطيء لها وسط ظلمات لا يعقبها نور وينتظر رجوعهم ، اي وهم تملك عقولنا لنهدم بايدينا ما بنيناه طيلة عمرنا بل ونكبل اجيال قادمة بسوءاتنا وذنوبنا ونقضي على امالهم بحياة كريمة حرصنا على تقديمها لهم وبذلنا في سبيلها الغالي والرخيص ، كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا...

والعجب كل العجب ان ننتهي من الجزء الصعب ، بل المستحيل نظريا ، ثم نرتكس على اعقابنا نتقاتل ونتشرذم من اجل لا شيء وفداءا للاشيء اللهم استجابة لصوت الفتنة ونداءات الفرقة ، فبعد ان من الله علينا بذهاب الطاغية واعوانه والقضاء على الفسدة واللصوص وكان حلما صعب المنال اعتقدنا ان ما يعقبه أهون واقل ، لا نستطيع ترويض انفسنا ولجم طموحاتنا وتقبل ما حققناه وادارته ادارة واعية صحيحة.

 ان عشر سنين او عشرين سنة شيء لا يذكر في عمر الامم وتصانيف التاريخ ربما يغفلها مؤرخ او ناقد بل ربما يسقطها باحث في شأن الامم حين يختصر تاريخها ، لكن الحال الان وما سيتأتي في العشر القادمة أو العشرين سيفرد له الباحثون صفحات وصفحات وسيؤرخ له التاريخ تصنيف يختلف عن سابقه اختلاف الليل عن النهار والانتصارات عن النكبات ، فاليوم واليوم فقط اختار الشعب حريته وسعى في تحقيقها وانه ليس كافيا الضرب بيد من حديد على كل ساع لفرقة هذا الوطن وهدمه وتقويضه قولا أو فعلا ، فالقوة لا تكفي وحدها بل لابد من العمل على تنقية النيات ورسم صورة واضحة جلية لمستقبل هذا الوطن وتفعيل برامج انمائية سريعة يستطيع المواطن استشعار أثرها عليه وعلى اسرته فالناس عطشى للتغيير لكنهم ملوا الصبر والتسويف ، ثم تأتي بعد ذلك الخطط الطويلة الاجل والاستراتيجيات المستقبلية بعد أن تهدأ النفوس وتطمئن الصدور.

  دمتم بخير

المصدر: شخصي
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 310 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2011 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,871