خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

*الحلم

*الحلم لغة:

مصدر حلم فلان أي صار حليما، وهو مأخوذ من مادّة (ح ل م) الّتي تدلّ على ترك العجلة قال ابن فارس: الحلم خلاف الطّيش،وقيل هو: الأناة والعقل وهو نقيض السّفه وجمعه أحلام وحلوم، وفي التّنزيل العزيز قال تعالى: (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـَذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) [سورة: الطور - الأية: 32] { أحلامهم } عقولهم وألبابهم

*الحلم اصطلاحا:

اختلف في الحلم اصطلاحا على أقوال أهمّها:

الأوّل: قال الرّاغب: الحلم ضبط النّفس والطّبع عند هيجان الغضب .

الثّاني: قال الجاحظ: الحلم ترك الانتقام عند شدّة الغضب مع القدرة على ذلك .

الثّالث: قال الجرجانيّ: الحلم هو الطّمأنينة عند سورة الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظّالم (أي مجازاته بظلمه) .

الرّابع: قال ابن المناويّ: الحلم هو احتمال الأعلى الأذى من الأدنى أو رفع المؤاخذة عن مستحقّها بالجناية في حقّ مستعظم. أو هو رزانة في البدن يقتضيها وفور العقل

* من أسماء اللّه الحسنى «الحليم»

قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: الحليم: هو الّذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثمّ لا يستفزّه غضب، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع غاية الاقتدار عجلة وطيش كما قال تعالى ( وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً)

* وأسباب الحلم الباعثة عليه

(1) الرّحمة للجهّال (2) القدرة على الانتصار      (3) التّرفّع عن السّباب        (5) الاستحياء من جزاء الجواب

(6) التّفضّل على السّابّ،   (4) الاستهانة بالمسيء      (7) استنكاف السّبابّ وقطع سببه

* الحلم خلق يحبه الله

عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتني أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس قال لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله قال وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة قال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما قال بل الله جبلك عليهما قال الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله .

* الحلم بالتحلم:

عن رجاء بن حيوة عن # أبي هريرة # " إنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتوق الشر يوقه " .

 مرفوعا به .   و هذا إسناد حسن      قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 605 :

الحلم على ضربين:

أحدهما: ما يرد على النّفس من قضاء اللّه من المصائب

والآخر: ما يرد على النّفس بضدّ ما تشتهيه من المخلوقين

بين الحلم وكظم الغيظ:

قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: الحلم أفضل من كظم الغيظ؛ لأنّ كظم الغيظ عبارة عن التّحلّم أي تكلّف الحلم

* الحلم من صفة الأنبياء عليهم السلام:

قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ إِلاّ عَن مّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ للّهِ تَبَرّأَ مِنْهُ إِنّ إِبْرَاهِيمَ لأوّاهٌ حَلِيمٌ) [114] سورة: التوبة

قال تعالى: (إِنّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مّنِيبٌ) [75] سورة: هود

قال تعالى: (وَقَالَ إِنّي ذَاهِبٌ إِلَىَ رَبّي سَيَهْدِينِ) [99] (رَبّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينِ) [100] (فَبَشّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ) [101] سورة: الصافات

أنه يبلغ أوان الحلم ، وأنه يكون حليماً ، وأي حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح ، فقال : { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، ثم استسلم لذلك . وقيل : ما نعت الله الأنبياء عليهم السلام بأقل مما نعتهم بالحلم وذلك لعزة وجوده ولقد نفت الله . به إبراهيم في قوله : { إِنَّ إبراهيم لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [ التوبة : 114 ] ، { إِنَّ إبراهيم لحليم أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } [ هود : 75 ] لأنّ الحادثة شهدت بحلمهما جميعاً

* حلم النبي

يكفيه شرفا أن الله زكاه فى كل أخلاقه فقال وإنك لعلى خلق عظيم

« عن الحسن بن علي قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي - وكان وصافاً - عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قلت : كيف كان سكوته ؟ قال : كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكر ،

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في (الحلم)

* عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُأَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ قُلْتُ اللَّهُ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ-

من أقوال العلماء

-* (قال ابن مسعود- رضي اللّه عنه-:«ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما سكينا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخّابا ولا صيّاحا ولا حديدا «3»»)* «4».

-* (قال طاووس- رحمه اللّه تعالى-:«ما حمل العلم في مثل جراب حلم»)* «3».

-* (قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (الفرقان/ 63): «حلمآء إن جهل عليهم لم يجهلوا»)* «5».

20- وقال أيضا: «اطلبوا العلم وزيّنوه بالوقار والحلم»)* «6».

24-* (قال عطاء بن أبي رباح- رحمه اللّه تعالى-: «ما أوى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم»)* «10».

 

 

 

 

kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

151,697

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله