توظيف بيئات التعلم الافتراضية المجسمة لمواجهة مشكلات التعليم
ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثاني للحاسوب التعليمي
(بيئات التعلم الافتراضية ومستقبل التعليم في مصر والعالم العربي)
26-27 مارس 2014
إعداد الدكتور / خـالـد مـحـمـد فـرجـون
أســتاذ تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب – جامعة حلوان
ترتبط مشكلات التعليم في أي بلد بأيديولوجيته ، أي صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس بداخله، وخاصة الصفوة منهم وما تنقله عنهم وسائل الإعلام ، ومن ثم تصبح هذه الأفكار طريق هذا المجتمع لحل مشكلاته وخطط تطويره المستقبلية أو قد تكون غير ذلك ، ومن ثم لا يمكن أن يأتي هذا المجتمع بالحلول التقنية المستوردة دون تعديل في وعي مستقبليه عن قيمة هذه المستجدات.
ومع تعدد المشكلات التعليمية التي لا تنتهي في المجتمعات النامية غير المتحضرة ، كمشكلة ازدحام الفصول وعلاقتها بانخفاض الكفاءة في العملية التربوية، ومشكلة الأمية المتجددة، ونقص أعضاء هيئة التدريس الأكفاء، وتدني حالة الأبنية التعليمية والعجز في أعداد الفصول الدراسية وسوء الإضاءة والتهوية؛ فرض على القائمين حل هذه المشكلات ، والبحث عن منهجية صحيحة مقننة للوصول لحلول قاطعة، خاصة أن التركيز على الدقة في كل جزئية في إطار المنظومة التعليمية ، مع مراعاة العلاقات الموجودة بين مكونات هذه المنظومة ، غالبا ما يؤدي إلى اكتساب منهج عقلاني علمي يضع جميع الأمور في نصابها المثالي وبكل سهولة وسلاسة ودون أي عناء، بل ويساعد هذا المجتمع على الابتكار والإبداع .
وفي الجهة المقابلة فإن غياب المنهجية يأتي بما لا يحمد عقباه ، فالعشوائية وعدم الضبط وتفكك الأفكار وتناولها بطريقة سطحية وجملة واحدة دون تحليل ولا تبرير ولا دعوى إلى التبرير، ولا إلى العلاقات ولو بإشارة بسيطة يجعل أي نوع من الإنتاج دون قيمة.
البيئات الافتراضية المجسمة Stereoscope Virtual Environments
تقوم فكرة هذه البيئات على تهيئة المتلقي من خلال الإنترنت ثلاثي الأبعاد 3D Internet بأن يتصور أنه في مكان ما، وعنده يعتقد أنه يفعل أشياء لا يفعلها في الواقع، شرط أن تحاكي هذه التجربة الواقع، بحيث تستحوذ على ذهنه ، فتوفر له هذا الواقع مكتملاً”، بحيث يحل المكان الافتراضي في مخيلته بدلاً من المكان المادي.
يتميز هذا المكان الافتراضي المجسم عن ما هو مرئي في الشاشة ثنائية الأبعاد بأنه بيئةُ محاكاةٍ مجسمة تمكِّن المستخدِمَ من التفاعل معها كأنها عالَمٌ طبيعيٌّ حقيقي. ولذا يستلزم استخدام تقنيات متطورة لتوليد بيئةٍ مُحاكاةٍ تشعر المستخدم أنها تتضمن أغراضاً وأحداثاً من العالم الحقيقي، بحيث يستطيع الشخص بمساعدة أدوات مصممة خصيصاً، أن يتفاعل مع الصور المعروضة، ويمسك بالأغراض الافتراضية ويحركها، ويقوم بأفعال أخرى بحيث يصبح لديه إحساس بالوجود الفعلي، فينغمر في المشهد الافتراضي لحركات جسم المستخدم، إذ تأتي النتائج المحسوسة مطابقة دوماً لما يتوقع المستخدم حدوثه عند إجراء الفعل في العالم الحقيقي .
ويتوقع الباحث من خلال توصيات العديد من المؤتمرات بدولة ألمانيا أعوام 2012-2015 أن يتغير شكل الإنترنت كليا خلال الخمس سنوات المقبلة 2015-2020، ليشمل كماً أكبر من المحتويات ثلاثية الأبعاد لأن مزودي محتويات الإنترنت لا يرغبون في التصرف بمصادرهم وإنفاقها على إنتاج محتويات ثلاثية الأبعاد، ما لم يكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يملكون أجهزة ثلاثية الأبعاد موصولة بالإنترنت». ، وفي هذا الصدد اجرى الباحث دراسة عن توظيف هذه التقنية ضمن التعليم الطبي ، تجمع بين التقنية المجسمة لصورة الفيديو والصوت المحيطي Surround Sound ، حتى يمكن الإفادة منها في التعليم المصري في الآونة القريبة .
يمكن متابعة الورقة البحثية من خلال كتيب المؤتمر
ساحة النقاش