تـكـنـولوجـيا التـعـلـيم والـمـعـلومـات

الـدكـتـور/ خــالــد فــرجــون

    شـبكة الويب التـعليمي المحـيـطي ونـظريـاتـها المـعرفـيـة  

الدكتور / خــالــد مــحـمـد فــرجــون

أستاذ تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم – جامعة حلوان

لــلمؤتمر العلمي الرابع عشر للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم

بعنوان "تكنولوجيا التعليم الإلكتروني وطموحات التحديث في الوطن العربي"

في الفترة من 16- 17 إبريل 2014

      إذا كنا نتسابق مع انفسنا لإصلاح نظامنا التربوي بهدف إعداد المتعلم لعالم جديد، وإذا كنا نسعى لتنشيط فكرنا التربوي للوصول لأعلى مستوى من الفاعلية التعليمية، علينا أن نواجه كافة التحديات والتحولات في التعليم الحالي،  علينا التحرر من الفكر التقليدي إلى الفكر التطوري المعتمد على نشاط المتعلم وتفاعله داخل بيئته التعليمية ، فينعكس في مناهجنا التربوية، خاصة وانه لم يعد الهدف إكساب المتعلم للمعارف والحقائق فقط ، بل تعداه إلى تنمية مهاراته وقدراته وبناء شخصيته ليكون شخصا قادرا على التفاعل مع متغيرات العصر وعلى صناعة حياة جديدة قائمة على الاستقلالية لا التبعية وفق تعليم دينه ومجتمعه.  

    من هذا المنطلق نسعى في مجال تكنولوجيا التعليم للأخذ بمختلف اتجاهات وأنماط التقنيات المستحدثة في الفترات القليلة الماضية ، ونطرحها على الوســط التربوي بحيث يصبح توظيفها وفق فكر موضوعي ومقنن يهدف بالوصول للعملية التعليمية إلى الهدف المنشود.

    لذا مع ظهور العديد من المشكلات ذات الصلة بتعدد مصادر المعلومات في بيئات للتعلم الإلكتروني، وتعدد صفحات الويب داخل شاشة عرض الويب ، وما تسببه من مشكلات ترتبط بتعدد المثيرات البصرية والسمعية وما بها من ارتباطات تشعبية في نطاق هذه الشاشة، وما صاحبته من صعوبة في متابعة محتوها، مما تتطلب الأمر البحث عن تقنية جديدة تقلل من تواجد هذه المثيرات في هذا الحيز المكاني، وذلك بالبحث عن تقنية تحمل عدد من المخرجات ، لتوزيع عليها هذه المثيرات بحيث يتولى البعض منها عرض المحتويات الإضافية الفرعية، وتترك الشاشة الرئيسة للموضوع الأساسي للتعلم، حتى إذا احتاجها المتعلم لجأ إليها، دون الحاجة لمحو محتوى الشاشة الرئيسية.

     تعد تقنية "الويب المحيطي "Surround Web نمط من أنماط التصفح المستحدثة في الشهور القليلة الماضية من عام 2014 التي إذا استخدمت بطريقة صحيحة؛ لأتاحت الفرصة للمتعلم للتكيف الصحيح داخل بيئته التعليمية الإلكترونية، خاصة لما تتميز به من توزيع للمحتوى التعليمي على اسطح وأجسام محتويات الغرفة التي يقطنها المتعلم، حيث توظف البيئة الحقيقية لتخليق البيئة الافتراضية، فتتوافر داخل هذه الغرفة كافة السبل للتصفح ثلاثي الأبعاد المحيطي Web Surround  3D  مع إمكانية التفاعل مع كل أجزاء هذه البيئة الافتراضية.

      لذا تناولت الورقة الحالية التعريف بالبيئات الافتراضية والفرق بينها وبين بيئة التعلم الافتراضي القائمة على الويب المحيطي، كما تناولت مكونات هذه البيئة الجديدة وما بها من وحدة مركزية لمعالجة المعلومات والمقصود بالعارض في هذه البيئة المسمى بـ SurroudWeb Renderer ومهامه وفق نظامين أساسيين هما الهيكل العظمي للحجرةRoom Skeleton  وصندوق كشف وتوظيف المعلومات Detection Sandbox، والدور الأساسي لوحدة قياس العمق ثلاثي الأبعاد المقترن بالكاميرا بنظام RGB وأهميته في مسح محتوى الأجسام في الغرفة فيكون هيكل يشبه الهيكل العظمي لأجسام الأشياء المزمع توظيفها في تكوين البيئة الافتراضية المحيطة، مع إمكانية الرجوع إليها في وقت لاحق لاحتفاظه بمواصفات هذه الأجسام داخل الغرفة، مع التحكم في درجات الظل والإضاءة داخل الغرفة، وإمكانية تعديل ألوان الحوائط والأجسام، بحيث تظهر للمتعلم وفق متطلبات البيئة الافتراضية الحالية.

     كما تناولت الورقة توفير هذه التقنية الجديدة للمعلومات الأساسية على الشاشة بينما المعلومات الإضافية تترك وفق حاجة المتعلم للاستفادة منها، ولذا قد يطلق عليها البعض مسمى العرض ثلاثي الأبعاد، وهذا ربما لاعتقادهم بأن المتعلم يتواجد داخل قاعة متعددة الحوائط مما يمكنه المتابعة لأكثر من زاوية ، وان كنت اختلف في ذلك لان هذا النمط يعتمد على فصل صفحات الويب الواحد في شاشات منفصلة Separate Screens  وهذا ربما يكون طريقة في العرض قد تحد من العبء الإدراكي والمعرفي الناتج عن تعدد الطبقات الناتجة عن وجود اكثر من نافذة أو صفحة داخل الويب التعليمي الواحد.

     كما تناولت الورقة الإشارة لتقنية تسجيل نقاط ضوئية على أصابع يد المستخدم بحيث تصبح أماكن نشطة يمكن من خلالها أن تحول اليد لوحدة إدخال تشبه الماوس لكي تمكن المتعلم من التعامل مع أي مكان داخل بيئة الويب المحيطي وفق اطار تفاعلي منظم مما يساعد على التوغل فيه.

    كما أشارت الورقة للـصـوت المحـيـطـي داخل شبكة الـويـب الـمحـيـطي وكيفية توزيع عناصره من تعليق صوتي وموسيقي ومؤثرات صوتية وخلفيات موسيقية بحيث تحيط بالمتعلم فيدرك محتواها السمعي، ثم تناولت الورقة أيضا خصـائـص نـظـام شبكة الـويـب الـمـحـيـطي، وأوجه قـصـور شبكة الـويـب الـمحـيـطـي.   

 

     واختتمت الورقة بالنـظـريـات المـعـرفـيـة وربطها بـشبكة الـويـب المحـيـطـي مثل نظرية انتقاء المعلومات "لبرودبيد "Brodbend  و ما للعوامل الخارجية في تصميم هذه التقنية وفكرة توزيع المثيرات وتغير مكان المثير وقوته، والـجــــدة في عرض المثيرات الجديدة وكذلك عنصر الألـــــــوان وأهميته في بيئة الويب المحيطي، علاوة على ما بها من الأصوات المحيطة، كما أشارت الورقة للعوامل الداخلية للتعلم من صفحات الويب المحيطي ، كما ربطة بين فـرض التـرميـز الـفـاصــل Boundary Encoding Hypothesis   ، وفرض الترميز الثنائي المنفصل the separate dual code hypothesis، من جهة ، وكيفية انتقاء المعلومات من خلال شبكة الويب المحيطة، وكيفية التـنـظيم والـدمـج للمعلومات ، وما العلاقة بين نظرية الحمل المعرفي Cognitive lode theory وتقنية الويب المحيطي كتقنية نسعى لتوظيفيها في التعليم.

لمشاهدة رابط المؤتمر لمتابعة العرض الخاص بالورقة البحثية:

https://drive.google.com/file/d/0B1ogFNQPGeyIeUY5S18xbEl0aDA/edit?usp=sharing
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2528 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2014 بواسطة khaledfargoun

ساحة النقاش

أ.د.خـالـد محـمد فـرجـون

khaledfargoun
اســتاذ تـكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ (حاليا) - رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وقائم بعمادة كلية التربية بجامعة حلوان (سابقا) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,886