حمار في بلاد العجائز
(من الأدب الساخر)
خالد السيد علي
الحلقة الأولى
حمار تايه يا ولاد الحلال
تأليف
خالد السيد علي
-------------------------------------------------------
ضل الحمار الطريق، فوجد نفسه في بلاد العجائز؛ فصدم ونهق قائلا:
<!--حمار تايه يا ولاد الحلال..
تلفت حوله فإذ بشاب يقابله بهستيرية من الضحك المتواصل..استغراب الحمار..واستطرد قائلا:
<!--إيه أول مرة تشوف حمار..؟
رد الشاب وهو يقطع الضحك بغيظ وهو يكز على أسنانه:
<!--لأ وأنت الصادق أول مرة أتمنى أكون زيك..
<!--وإيه اللي مانعك
<!--(منكسرا)من اللي أنا فيه..هموم..متاعب..قرف كسل خنقه..عجزت بدري..يا عم ما تقلبش عليا المواجع..
<!--بس أنا شايف إنك لسه صغير..في العشرينات يعني!
<!--أصلك حمار..بصيت على شكلي من بره..إدخل جوه وشوفني
<!--يااااااااااا دا أنت ضايع خالص وفي زيك كتير هنا؟
<!--قوي قوي..نفس الحالة(بصرخة)يا نهار أسود ومنيل إيه دا حمار وبيتكلم إزاي..
<!--لسه واخد بالك دلوقتي..ألا قولي هي بلادكم دي اسمها إيه؟
<!--مملكة العجائز..عاجزين عن تحقيق أي حاجه ..وشخنا وكبرنا بدري بدري(بنبرة غنائية)بعد ما دابت أحلامي بعد ما نامت أيامي ..بعد ما غليت مشترياتي ..ألقاك حمار قدامي ..ألقاك حمار قدامي....
<!--يا عم المطرب.. إرحمني أنا تايه وعايز أرجع بلدي..
<!--أنت منين؟
<!--من مملكة الحمير..
<!--يا بختك ..ما تأخدنيش معاك وأنت مروح
<!--بقولك تايه ..هو البعيد حمار واللا بيستحمر..لمؤاخذة أنا أول ما شوفتك استحمرتك..
<!--نظريتك في محلها ..كل اللي في المملكة هنا زيي كده بعد ما عجزنا بقينا زي الحمير..زيك يعني لمؤاخذة..
<!--ولمؤاخذه ليه..شرف ليا إني حمار..ولعلمك أنا حمار كبير في بلدي..
<!--وإيه جابك هنا يا كبير..
<!--بقولك توهت..أنت ما بتفهمش..
<!--أهو بوادر الحمورية بدأت عليا..بركاتك يا عم الحمار..بس أنت شكلك يجيب على جحش..
<!--يا سيدي أنا حمار حمااااااار كبير..وعايز أرجع بلدي..بس مش عارف إزاي؟
<!--طب قولي جيت إزاي..عشان أعرف أرجعك في نفس السكة؟
<!--أنا ما جتش أنا توهت..أصل كنت نايم على مركب رحلة مع أهلي وأصحابي ..صحيت لقيت نفسي هنا في المملكة بتاعتكم..
<!--على العموم أنا مستعد أدور معاك على مملكة الحمير، وترجع لأهلك وأصحابك سالم غانم..بس بشرط
<!--قبل الشرط ..مين سالم غانم ده؟
<!--وأنا أعرف منين..خلينا في حالنا بلاش نجيب في سيرة حد ممكن يطلع قريب حد تاني..خلينا في الشرط..
<!--إيه هو الشرط؟
<!--وإحنا بندور على بلدك، عايزك تدينا كورس أنا والشباب العجائز اللي زيي إزاي نكون حمير بجد..
<!--شكلك عايز الجنسية بتاعتنا..
<!--حمار وبيفهم..أقطع هدومي يا عالم..
<!--بس أنا شايف إنك ما تقلش عني في حاجه..
<!--يا حمار بلاش نفاق ومجاملة..
<!--أنا أكره النفاق والمجاملة الزائفة..أنت مش بتمشي جنب الحيطة ساكت؟
<!--آه
<!--عندك ضمير..وذكي ووفي..وعارف طريق الشغل رايح جاي؟
<!--آه
<!--ومهما تتسك على قفاك وتضرب على ضهرك بالكرباج برضه صابر؟
<!--آه
<!--شوفت أهي ودانك وقفت وطولت..يعني حمار..
<!--برضه حتدينا كورس وبالمجان..
<!--لولا إني طيب وحساس وشاعر ما كنتش وافقتك
<!--هو أنت بتقول شعر
<!--الشعر في دمي من وأنا جحش صغير..أنا وبلا فخر ابتكرت شعر جديد في المملكة عندنا..أسمه شعر (الحماريات)..
<!--أكيد كل اللي بيسمعه بيتهبل، وبينهقلك
<!--ويرفس وحياتك من السعادة..
<!--طب سمعني حاجه كده على الماشي
<!--القصيدة اسمها ما تتأخرش يا حمار.. بتقول يا سيدي..
قوم ..روح..تعالى..ما تتأخرش بالبرسيم...روح..تعالى..قوم..ما تتأخرش بالبرسيم..تعالى..قوم..روح ما تتأخرش بالبرسيم..ما تتأخرش يا حمار وتعالى...
<!--إيه سكت ليه..ما تكمل..
رد الحمار متهكماً وهو يعبر الشارع:
<!--أكمل إيه مش لما ييجي البرسيم.
فجأة داهمت الحمار عربة طائشة، وهي تطيح به، صرخ الشاب:
-حاسب الحماااااااااار...
رد السائق وهو مهرولاً ولم يقف بالعربة:
<!--أحاسب إيه ..ما هو اللي معدي غلط.
بحلق الشاب في الحمار وهو مقطباً..رفع الحمار رأسه قائلاً:
<!--حتفضل تبحلق فيا كده كتير..قوم فز..اطلبلي الإسعاف..أنا بأنزف وبموت.
<!--(مندهشاً)إسعاف إيه يا حمار..دا أنت متفائل قوي..أنزف أنزف.. هو عندكم في مملكة الحمير بيجيبولكم إسعاف في الحالات اللي زي دي؟ ياحمار...ياحمار.. أنت مابتردش ليه؟
<!--أرد إزاي يا جحش مش بأقولك بأنزف وبموت .
تمت
#كتابات_أدبية_مسلسلة_خالد_السيد_علي
#أدب_ساخر_حمار_في_بلاد_العجائز
#الحلقة_الأولى_حمار_تايه_ياولاد_الحلال
#باق_حلقات_حمار_في_بلاد_العجائز_pdf
#الأحداث_من_وحي_الخيال_لعالم_الحمير
تم النشر وتصميم الغلاف
فريق عمل الموقع
مع تحياتنا