الإدمان أو الاعتماد (بالإنجليزية: Addiction) عبارة عن اضطراب سلوكي يظهر تكرار لفعل من قبل الفرد لكي ينهمك بنشاط معين بغض النظر عن العواقب الضارة بصحة الفرد أو حالته العقلية أو حياته الاجتماعية. العوامل التي تم اقتراحها كأسباب للإدمان تشمل عوامل وراثية، بيولوجية، دوائية واجتماعية.
ويوجد نوعين من الإدمان هما الإدمان الجسمي والإدمان النفسي
الاعتماد الجسمي physical dependency : يحس المريض بأعراض جسمانية في أعضاء جسمه المختلفة عند الايقاف المفاجئ للدواء أو عند الانقطاع الغير متدرج.
ويحصل الاعتماد الجسمي عند استخدام المسكنات المركزية لفترة طويلة بغض النظر عن وجود الألم أو عدمه، إن حدوث الاعتماد الجسمي أمر متوقع في التعاطي للمادة الطويل الأمد كما يحدث تماماً مع زمر أخرى كحاصرات بيتا أو الكورتيزونات يظهر عند الانقطاع المفاجئ للدواء المسكن أعراض قمه ورعاش وألم بطني وزيادة في ضغط الدم وتعرق وتبدأ الأعراض الانسحابية الجسمية بعد توقف المتعاطي للمخدر عن تناوله للجرعة المعتادة ويكون ذلك بعد يوم واحد كحد أدنى حتى عشرة أيام. وينصح بالوقف التدريجي للمسكنات أسوةً بالكورتيزونات تجنباً لأعراض الانسحاب.
التحمل Tolerance : يصف هذا المصطلح حالة توقف المسكن عن إعطاء التسكين بنفس الدرجة السابقة ويحصل التحمل عند معظم مرضى الادمان وبسببه يحتاج المريض إلى زيادة الجرعة وقد اختلف الخبراء في تفسير هذه الظاهرة هل هي بسبب تغير في المستقبلات أو الحرائك الدوائية أو بسبب عوامل أخرى ويعتبر التحمل من الأعراض الرئيسية للادمان والدليل على ذلك ان المرضى الذين يتلقون المسكنات من مشتقات الافيون لأسباب علاجية وليس بسبب الادمان (مثل المصابين بالسرطان) لا يحتاجون لزيادة جرعة المسكن على العكس من المدمنين على نفس المادة
الاعتماد والإدمان لمادة مخدرة يشمل آليتين :
آلية مكافأة دماغية عامة
وتغيرات خلوية وجزيئية أطول أمداً
ويعتبر مرضاً دماغياً نكوساً ومزمناً يمكن تجنبه، ولهذا يعد مشكلة صحية عامة.
يقل الاهتمام حالياً بالاعتماد النفسي والجسدي المتمثل بتناذر سحب الدواء في استيعاب قضية الإدمان، مقابل الاهتمام بالسلوك العدواني وسوء استعمال الدواء المخدر غير المضبوط، إن مكونات أنواع الإدمان الصعبة تحتاج إلى تعميق الاستكشاف والفهم من الناحية العصبية وغير العصبية ،بما فيها : التكيف المعاكس، والتحسيس، والامتناع، وسورات الرغبة، والنكس.
وهذا الأمر ممكن بالاستعانة بالتصوير المتطور والتقنيات الوراثية والنماذج الحيوانية للإدمان مع الدراسات البشرية ذات الصلة
أثر الإدمان الاقتصادي والاجتماعي
من ناحية المشكلة اجتماعية:
إن اجتماعيات استعمال المخدرات يجب أن تركز على عدة أبعاد اجتماعية مهمة بما فيها :
الشدة النفسية /الكرب/
الفقر
العنف المنزلي والاجتماعي
والأمراض المختلفة التي تنتشر بالتعاطي والإدمان
كلفة الإدمان كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فالإدمان لا يزال من أهم القضايا الصحية، ويكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات في عدد من المجالات ومنها:
تكاليف الرعاية الصحية
قدرت كلفة إدمان الكحول والمخدرات عام 1992 بحوالي 246 مليار $ والكحول وحده كلف 148 مليار $ ،وكلفة المخدرات وإدمان الأدوية 98 مليار $، قدرت كلفة حوادث السير الناجمة عن الكحول بـ 27.4مليار $ زيادة عبء معالجة المدمنين على الرعاية الصحية 18.8 مليار $ لمشاكل الكحول وتكلف خدمات علاج المدمنين وتأهيلهم 5.6مليار $ أما كلفة علاج الحالات الصحية الناجمة عن الكحول 13.2 مليار $، كما قدرت كلفة تناذر الكحول الجنيني بواحد مليار $ حيث يعيش هذا الولد (لأم مدمنة كحول) متخلف عقلياً.
تقرير (داون) شبكة التحذير من المخدرات الأمريكية
يقدر تقرير شبكة الترصد داون بوجود 1.449.154 حالة إدخال لقسم الإسعاف مرتبطة بسوء استعمال الأدوية -مخدرات- أو خطأ الاستعمال وتصنف هذه الزيارات لقسم الإسعاف حسب ما يلي
31% مخدرات غير شرعية فقط
27% أدوية فقط
7% كحول فقط لمرضى دون 21 عاماً
14% مخدرات غير شرعية مع كحول
10% كحول مع أدوية
8% مخدرات غير شرعية مع أدوية
4% مخدرات غير شرعية مع أدوية ومع كحول
ملاحظة-1
35% من الحالات كان الكحول موجوداً كجزء من المشكلة
ملاحظة -2
49% من الحالات ارتبطت بالأدوية النظامية -الأدوية التي يبيعها الصيادلة،
هذا يضع على كاهل الصيادلة مسؤولية مضاعفة في قضية الإدمان وكانت 55% من الحالات لأدوية متعددة وأهم الأدوية هي المسكنات الأفيونية، وأشار التقرير إلى زيادة 21% في سوء استعمال الأدوية النظامية خلال عام واحد.
انخفاض أو انعدام الإنتاجية
قدرت كلفة انخفاض الإنتاجية 67.7 مليار $ بسبب الكحول لوحده (عمل لم ينفذ، عمل منزلي لم يمارس)
أثر الإدمان الاجتماعي
وفاة العائل
من أثر الإدمان الاجتماعي وفاة المدمن وبالتالي فقد أسرته لمصدر رزقها في عام 1992 قدر عدد الوفيات بسبب الكحول بـ 107.400 ومعظمها كان لمدمنين بين 20 و 40 عاماً
أثر الإدمان في زيادة الجريمة
قدرت كلفة ازدياد الجريمة المرتبطة بالكحول حوالي 19.7 مليار $ وقدر أن الكحول مسؤول عن 25 إلى 30% من الجرائم العنيفة كان إدمان الكحول والمخدرات لوحده سببا كافيا لحصول المواطن الأمريكي على مساعدة حكومية(مالية) وحالياً ألغي هذا الإجراء. معظم تكلفة الكحول والمخدرات على المجتمع يتحملها أناس غير مدمنين
ترافق الإدمان مع اضطرابات أخرى كالقمار
وهذا الارتباط الذي ثبت بالإحصاء بين الخمر والقمار يذكرنا بالآية الكريمة : (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)، والآية (ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير)
نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً دراسات أكدت أن الدول الفقيرة يصرف المواطن فيها حصة كبيرة من دخله على الخمر مقارنة بالدول المتقدمة وأنه يشرب الخمر أكثر من نظيره الغربي ويعاني أكثر من ويلاتها كالعنف الأسري والجريمة
ملاحظة :
حسب تعريف المادة الخاضعة لقانون المخدرات الأمريكي (مادة منبهة أو مثبطة قد تؤذي مستخدمها أو المجتمع) يدخل الكحول فيها كمادة مخدرة لكن القوانين الأخرى استثنته من الحكم.
توزع الإدمان حسب عدد المتعاطين
أكثر أنواع الإدمان انتشاراً في المجتمع الإدمان الكحولي ويليه إدمان الحشيش أو الماريجوانا ثم يأتي بعد ذلك بقية أنواع المخدرات وهي كثيرة. هذا طبعا بالنسبة للمجتمعات الغربية والتي يبلغ فيها نسبة استعمال الكحول لقرابة 90% من الناضجين ولذلك يرتفع فيها بالتبعية نسبة الادمان على المادة حيث ينظر لها على أنها مادة مشروع تعاطيها ولكن بالنسبة للمجتمعات العربية المسلمة فان الحشيش هو المادة الأكثر استعمالا ويليها المواد المنشطة
رات== أثر الإدمان على الأطفال والمراهقين == من أضرار المخدرات والكحول والدخان الكثيرة على حياة الأطفال والمراهقين
ولادة الأطفال مدمنين على المخدرات أو متأذين بالتعرض للكحول وهم في أرحام أمهاتهم،
ثم يعيشون بعد ذلك في فقر وفوضى اجتماعية مع الإهمال والاعتداءات
والتشرد لأن آباءهم يعانون من المخدرات أو الإدمان الكحولي،
ثم التسرب من التعليم
واحتمالات متزايدة للأمراض النفسية
وهم عرضة أكثر من غيرهم ليكونوا ضحايا العنف والحوادث وأذى الذات
وأولاد المدمنين هم المرشحون الأوائل لدخول عالم الإدمان على النيكوتين والخمر والمخدرات فالبيئة مشجعة والمواد متوفرة وتقليد الكبار والأصدقاء يسير في هذا الاتجاه
وجدير بالذكر أن الاستعمال المؤقت /التعاطي/ يشترك مع الإدمان في الأضرار
المصدر: أ/خالد القلفاط
"إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها".
نشرت فى 13 سبتمبر 2015
بواسطة khaledelqolfat
أ/ خالد القلفاط
مدرس اللغة الفرنسية ، بالتربيه والتعليم »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
18,519
حيــــــاتى كلـــــها لله
يكفيك من نعيم الدنيا نعمة الإسلام ومن الشغل الطاعة ومن العبرة الموت.
اللهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم:وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا.
لتكن خطواتك في دروب الخير على رمل ندي لا يسمع لها وقع ولكن آثارها بينة.
ذكر الله يرضي الرحمن ويسعد الإنسان ويذهب الأحزان ويملأ الميزان.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا أنك أنت الوهاب.
-الفشل لايعني نهاية الحياة.. لكنه مؤشر لتصحيح المسار.
اللهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم:وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا.
لتكن خطواتك في دروب الخير على رمل ندي لا يسمع لها وقع ولكن آثارها بينة.
ذكر الله يرضي الرحمن ويسعد الإنسان ويذهب الأحزان ويملأ الميزان.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا أنك أنت الوهاب.
-الفشل لايعني نهاية الحياة.. لكنه مؤشر لتصحيح المسار.
ساحة النقاش