أ.د. خيرى حامد العشماوى --- المركز القومى للبحوث

 

زراعة الأسطح ......والحل الأمثل لتوفير غذاء آمن صحيآ

بقلم أ.د. خيرى حامد العشماوى 

 

تعتبر زراعى الأسطح أحد الوسائل الهامة لتوفير غذاء صحى وآمن بسعر رخيص ، وخاصة فى ظل ما تعانيه المدن المصرية من مشكلة التكدس السُكاني غير المتوافق مع مساحتها وخاصة مدن القاهرة والجيزة والاسكندرية، كما تعتبر أسطح المنازل مصدرآ دائمآ للتلوث وانتشار الاتربة نتيجة تكدس المخلفات المنزلية عليها. ولذا فإن تقنية زراعة الأسطح بدون استخدام التربة لبعض حاصلات الخضر أحد الوسائل الهامة لتحقيق الاكتفاء الذاتى للأسر المقيمه بالمنزل أو أحد المشروعات التجارية الصغيرة التى يمكن أن تحقق عائد مجز للأسرة. وكذلك قد تعوض زراعة الأسطح جزءا من مساحة الاراضى الزراعية المفقودة نتيجة عمليات البناء عليها والتى تقدر بحوالى 650 ألف فدان خلال الفترة (2012-2017). الأمر الذى يستدعى ضرورة إصدار تشريع فى المستقبل يلزم كل من يقوم ببناء منزل جديد فى كردون المدينة او الريف يتعهد بزراعة أسطح منزله، بما يحقق زيادة فى الناتج الزراعى والدخل القومى للبلاد بمختلف طرق الزراعة بدون تربة.  ويمكن استبدال عملية تخزين المخلفات وما يترتب عليها من مشاكل بيئية بزراعة الأسطح بالخضراوات الطازجة الآمنة صحياً وغذائياً رخيصة الثمن، بالإضافة إلي توفير شكل جمالي وصحي أفضل.وتشير نتائج الدراسات العلمية إلى أن زراعة متر مربع تزيل 0.20 كجم من ملوثات الهواء، وزراعة 1.5م2 يوفر الاكسجين النقى لفرد لمدة عام. كما تعد زراعة الأسطح بعدا رئيسيا من أبعاد التحديات التى تواجها البلاد النامية خاصة فى ظل النقص المستمر فى الغذاء وإرتفاع أسعار تداوله مما يحرم المواطن البسيط – محدود الدخل- من الحصول على أحتياجاته الغذائية، ومن ثم التأثير على حالته الصحية ، الأمر الذى ينعكس على إنتاجيته وما يستتبعه من آثار سيئة على المجتمع.  وقد أثبتت تجارب كثيرة نجاح تلك الزراعات بمناطق كثيرة على مستوى الجمهورية وقد نفذ مشروع تنمية المشروعات الزراعية الصغيرة بمحافظة شمال سيناء عام 2015 تلك الزراعات على أسطح أحد المبانى بمديرية الزراعة بالعريش وثبتت جدواها الاقتصادية.

 

 

ويعتبر استخدام الطرق المختلفة للزراعة بدون تربة لزراعة الأسطح هى طرق حديثة لا تؤدى الى حدوث تسريب للمياه كما أنها لا تؤدى الى حدوث أحمال على الأسطح الامر الذى يؤدى الى التخلص من كافة المشاكل البيئية مثل إستبدال عملية تخزين المهملات وما يترتب عنها من أضرار بيئية وصحية بنظم إنتاج الخضراوات الطازجة النظيفة والخالية من المبيدات وملوثات البيئة والتي تستخدم من وجهة نظر أصحاب المنازل فى حالة تطبيقها بمساحات صغيرة. كما تعتبر تلك المشروعات أحد نماذج المشروعات الصغيرة التى تدر ربح لشباب الخريجين غير العاملين عند استخدام النظم التى تناسب ذلك بشرط توفر المساحة الكافية، كما إنها تعتبر أحد الحلول المقترحة لحل مشكلة توفير الغذاء بالمدن الجديدة، بالإضافة إلى إمكانية زيادة المسطحات الخضراء بالمدن وبالتالي يؤدى الي تنقية هواء المدن من الملوثات ويعطى المواطن حقه فى استنشاق هواء نظيف، كما إنها تؤدى الى تظليل الأسطح بما يؤدى إلي خفض درجة الحرارة نسبياً بالمدن.   

وتزيد الأهمية الاقتصادية لزراعة الأسطح فى ظل ما تعانيه الأسر المصرية من إرتفاع فى أسعار معظم السلع الغذائية وخاصة الأسماك والخضر الطازجة مثل البامية والفاصوليا الخضراء والتى تعدى سعر الكجم الواحد منهما العشرون جنيهآ كحد أدنى . ولذا فإن إنتاج الأسماك والخضروات الطازجة بالاضافة إلى نباتات الزينة على الأسطح تعتبر أيضآ أحد المشروعات الصغيرة التى يمكن أن تتبناها وتنفذها السيدات بالمنازل 

ومن هنا يمكن القول بأن مثل هذة الزراعات التي لا تشغل من الأرض الزراعية شيئاً والتي تحقق للأسر المصرية الإكتفاء الذاتي من كثير من حاصلات الخضر والتى ترفع من مستوى معيشة السكان بجانب حماية البيئة من التلوث يجب العمل على نشرها.

 

المصدر: أ.د. خيرى حامد العشماوى أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الزراعى المركز القومى للبحوث
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 137 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2017 بواسطة khairy60

أ.د. خيرى حامد العشماوى --- المركز القومى للبحوث

khairy60
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

8,443