متلازمة أسبرجر هي اضطراب طيف التوحد، ويظهر المصابون بهذا المرض صعوبات كبيرة في تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين، مع رغبات وأنماط سلوكية مقيدة ومكررة. والمرض يختلف عن غيره من اضطرابات طيف التوحد من ناحية الحفاظ النسبي على استمرارية تطوير الجوانب اللغوية والإدراكية لدى المريض.وعلى الرغم من أن التشيخص لا يعتمد على وجودها، فإن براعة المريض الجسدية واستخدامه للغة عير نمطية غالبا ما يذكران في التشخيص.

وتسمى كذلك اضطراب أسبرجر. وقد سمي هذا المرض باسم طبيب الأطفال النمساوي هَنز أَسبرجر، الذي قام عام 1944 بعمل توصيف الأطفال الذين يفتقرون لمهارات التواصل غير اللفظي، والذين يظهرون تعاطفا محدودا مع أقرانهم، ويتحركون -جسديا- بشكل أخرق أو مرتبك. وبعد مرور خمسين سنة، تم تسجيل وتشخيص المرض بشكل معياري، لكن هناك أسئلة حول جوانب كثيرة من المرض لا تزال قائمة حتى الآن. وعلى سبيل المثال، فهناك شك عالق حول ما إذا كان المرض يختلف عن التوحد عالي الأداء، وبسبب ذلك -جزئيا- فإن انتشار الأسبرجر ليس راسخا تماما. والسبب الدقيق للمرض ليس معروفا، وعلى الرغم من أن الدراسات والأبحاث تدعم احتمال وجود أسس جينية للمرض، فإن تقنيات التصوير الدماغي لم تتعرف بعد على أمراض واضحة مشتركة مع أسبرجر.

ولا يوجد علاج واحد للمتلازمة، كما أن فاعلية بعض التدخلات الخاصة لا يزال مدعوما عبر مجموعة محدودة من البيانات. ويهدف التدخل إلى تحسين الأعراض والوظيفة.ويشكل العلاج السلوكي الركيزة الأساسية لإدارة المرض، بحيث يتم التركيز على معالجة العجز في خصائص محددة مثل فقر مهارات التواصل، الهوس أو الأفعال الروتينية المتكررة، ومدى البراعة الجسدية.معظم الأشخاص يتحسنون بمرور الوقت، لكن صعوبات التواصل، والتكيف الاجتماعي والعيش المستقل تستمر حتى مرحلة البلوغ.وقد دعى بعض الباحثين وبعض الأشخاص المصابون بالأسبرجر إلى التحول في الموقف تحاه المرض، قائلين بأنه عبارة عن "فرق" بين شخص وآخر، أكثر من كونه "إعاقة" يجب التعامل معها أو علاجها.

<!--التصنيف

متلازمة أسبرجر AS هي واحدة من اضطرابات طيف التوحد ASD أو الاضطرابات النمائية الشاملة PDD، والتي تشكل طيفا من الحالات النفسية التي تتسم بشذوذ في التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين والأداء الفردي، وبالرغبات والأنماط السلوكية المقيدة والمتكررة.ومثل غيره من اضطرابات النمو النفسي، يبدأ الـ ASD في سن الرضاعة أو الطفولة، ويسلك مسارا ثابتا دون كسل أو انتكاس، وله عاهات تنجم عن تغيرات في نظم مختلفة داخل المخ، وتكون متعلقة بالنضوج.وبدوره، فإن الـASD يشكل مجموعة فرعية من نمط أوسع من التوحد يسمى BAP، والذي يصف أفرادا قد لا يكونون مصابين بالـ ASD لكنهم مصابون بصفات مثيلة للتوحد، مثل العجز الاجتماعي.ومن الأشكال الأربعة الأخرى لـ ASD، يكون التوحد هو الأكثر شبها بعلامات متلازمة أسبرجر AS، وأسبابه هي الأكثر شبها بأسباب الـ AS، لكن تشخيصه يقتضي إعاقة في التواصل، وتأخر في النمو الإدراكي، فمتلازمة "ريت" Rett والاضطراب النمائي الشامل لم ينصا على خلاف ذلك (PDD-NOS) ويتم تشخيصهما عندما يتم تقديم معايير أكثر تحديدا للمرض.

والحقيقة أن مدى التداخل بين متلازمة أسبرجر والتوحد على الأداء HFA (وهو التوحد الغير مصحوب بالتخلف العقلي) غير واضح.والتصنيف الحالي لـ ASD هو ناتج إلى حد ما عن كيفية اكتشاف مرض التوحد، وربما لا يعكس الطبيعة الحقيقية لطيف الأمراض.وقد لاحظ فريق من الخبراء عام 2008 في أثناء انعقاد مؤتمر خاص بالتخطيط لبحوث متعلقة بتشخيص التوحد، لاحظوا صعوبات في تصنيف متلازمة أسبرجر كمجموعة فرعية من ASD (اضطرابات طيف التوحد)، وقد أوصت مجموعتين من الباحثين أن يتم حذف متلازمة أسبرجر -كمجموعة فرعية- واعتباره ذو تشخيص منفصل، في الإصدارات القادمة من الدليل الإحصائي للإضطرابات العقلية ومن التصنيف الإحصائي العالمي للأمراض وللمشاكل المتعلقة بالصحة.

<!--الخصائص

الأسبرجر هو اضطراب تنموي متفشي، ويتميز بنمط من الأعراض بدلا من عرض واحد محدد.ويتميز بضعف نوعي في التفاعل الاجتماعي (كعدم الذهاب إلى المناسبات أو عدم زيارة قريب مريض في المستشفى)، من خلال أنماط محدودة ومقولبة من السلوك والأنشطة والرغبات، ولا يميزه أي تأخر هام في نمو الإدراك أو تأخر عام في الناحية اللغوية.بعض الأعراض الأخرى لحالة مريض الأسبرجر هي: الانشغال المكثف بموضوع واحد ضيق، الإسهاب من جانب واحد، والتصرف الأخرق جسديا، لكن تلك الأعراض ليست بالضرورة مطلوبة ليتم تشخيص المرض.

<!--التفاعل الاجتماعي

ربما يكون نقص تعاطف المصاب مع الآخرين هو الجانب الأكثر اختلالا عند مريض الأسبرجر.ويعاني الأفراد المصابون بالأسبرجر من صعوبات في القيام بعناصر التفاعل الاجتماعي الأساسية، مما قد يؤدي إلى فشل في تكوين صداقات جديدة أو السعى للحصول على المتعة أو عمل إنجازات مع آخرين (على سبيل المثال، يصعب عليه التعبير عن الأشياء التي يحبها للآخرين)، كذلك فهو يعاني من نقص في تقديم المعاملة بالمثل اجتماعيا وعاطفيا، ويعاني من ضعف في السلوكيات اللالفظية مثل التواصل بالعين، التعبيرات عن طريق الوجه، أوضاع الجلوس، والإيمائات.

وعلى عكس أولئك المصابين بمرض التوحد، لا ينسحب مرضى الأسبرجر من حول الآخرين، بل إنهم يقتربون من الآخرين، حتى ولو على نحو مرتبك.وعلى سبيل المثال، فإن شخصا مصابا بالأسبرجر قد يشارك في خطاب من جانب واحد مع شخص آخر، ويبدأ في الحديث المطول عن موضوع مفضل، دون أن ينتبه إلى مشاعر المستمع أو إلى ردود فعله، مثل حاجة الآخر إلى الخصوصية أو إلى تعجله للرحيل من المكان.هذا الارتباك الاجتماعي يطلق عليه اسم "نشط لكن غريب" Active but Odd.هذا الفشل في الرد بشكل مناسب مع التفاعلات الاجتماعية، قد يظهر على أنه عدم احترام لمشاعر الآخرين، ويمكن أن يفهمها الأخرون على أنه "تبلد شعور" من قبل المريض.

وتتيح القدرة الإدراكية للأطفال المصابين بالأسبرجر أن يعبروا عن المعايير الاجتماعية في بيئة اختبارية، حيث يمكن أن يكونوا قادرين على توضيح فهمهم النظري لمشاعر الآخرين، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم عادة ما يواجهون صعوبات في تطبيق تلك المعرفة أثناء مواقف الحياة الفعلية.وقد يحلل ويستخلص الأشخاص المصابون بالمرض ملاحظاتهم حول التفاعل الاجتماعي إلى توجيهات سلوكية جامدة، ثم يقومون بتطبيق تلك "التوجيهات" بشكل مرتبك، وعلى سبيل المثال: إجبار المريض على استخدام تواصل بصري، يؤدي إلى تصرفات قد تبدو جامدة أو ساذجة اجتماعيا.ويمكن أن تتحول الرغبة الطفولية في الرفقة، إلى شيء فاقد الإحساس، عبر مجموعة متعاقبة من اللقائات الاجتماعية.

أما الفرضية القائلة بأن الأفراد الذين يعانون من الأسبرجر هم أكثر ميلا إلى السلوك العنيف أو السلوك الإجرامي. فقد تم البحث فيها لكنها غير مدعومة ببيانات يمكن الاعتماد عليها. بل أن العديد من الشواهد تشير إلى أن الأطفال الذي يعانون من المرض يكونون غالبا ضحايا أكثر منهم كمؤذيين للآخرين.وقد وجد تقريرا نشر عام 2008 أن عدد كبير جدا من المجرمين ذوي الطبيعة العنيفة والمصابين بالأسبرجر يعانون أيضا من اضطرابات نفسية تمنعهم من التعايش مع الآخرين مثل اضطراب الفصام العاطفي.

<!--الرغبات والسلوك المتقيد والمتكرر

غالبا ما يبدي مرضى الأسبرجر سلوكيات، رغبات وأنشطة تتميز بالتقيد Restriction والتكرار، وأحيانا تكون تلك الأمور مكثفة أو مركزة بشكل غير طبيعي.وقد يستمرون في القيام بإجراءات Routines معينة، يتحركون في أشكال مقولبة ومتكررة، أو قد يشغلوا أنفسهم مع أجزاء من بعض الأشياء Objects.

ويعد السعي نحو مناطق معينة من الرغبات، هو واحد من أبرز سمات الأسبرجر.وقد يجمع الأشخاص المصابون بالمرض مجلدات من المعلومات التفصيلية عن موضوع واحد ضيق محدد، مثل "الديناصورات" أو "أعضاء الكونجرس"، بدون أن يكون لديهم فهم حقيقي حول الطبيعة الأشمل للموضوع.وعلى سبيل المثال، يمكن لطفل أن يختزن أرقام طرز كاميرات فوتوغرافية مختلفة في ذاكرته، دون أن يكون لديه أي اهتمام بالتصوير الفوتوغرافي.ويظهر هذا السلوك بشكل واضح عادة قبل سن المدرسة الابتدائية، أي: سن الخامسة أو السادسة في الولايات المتحدة.وعلى الرغم من أن أوجه الاهتمام هذه Interests قد تتغير من وقت للآخر، فإنها غالبا ما تتطور لتصبح أكثر غرابة وأضيق أفقا من ذي قبل، وغالبا ما تهيمن على تفاعل الطفل الاجتماعي بدرجة كبيرة، لدرجة أن الأسرة بأكملها قد تصبح خارج دائرة اهتمامه.ولأن الموضوعات الضيقة غالبا ما تستحوذ على اهتمام الأطفال -بشكل عام-، فإن ذلك العرض يمكن ألا يلاحظ عند التشخيص.

وتعتبر التصرفات النمطية والتكرارات الحركية جزئين أساسيين في تشخيص الأسبرجر والأنواع المختلفة من ASD.تتضمن تلك الحركات بعض الحركات باليد مثل لوي اليدين أو خفقهما، بجانب حركات معقدة تشمل الجسم كله.وعادة ما تتكرر هذه الحركات في اندفاعات سريعة وتبدو أكثر عفوية منها كتشنجات، التي عادة ما تكون أسرع، وبإيقاع أقل، وبتناظر Symmetry أقل.

<!--النطق واللغة

وعلى الرغم من الأفراد المصابين بالأسبرجر يستطيعون اكتساب المهارت اللغوية بدون تأخير كبير وعادة لا يعيب كلامهم أي تشوهات، إلا أن اكتساب اللغة واستخدامها يكون "غير نمطي" في كثير من الأحيان.وتشمل حالات الشذوذ كلا من: الإسهاب، التحولات المفاجئة، التفسيرات الحرفية، عدم الشمولية (بشكل بسيط)، استخدام المجازات فقط لمن يخاطبه، عجز عن إدراك المستمعين، تحذلق غير عادي، الكلام بشكل رسمي، شذوذ في مستوى الصوت والحدة والترنيم والإيقاع.

وهناك ثلاث أوجه من أنماط الاتصال تهم البحث الإكلينيكي: الحديث بشكل بالغ الإيجاز، عرضية وظرفية الخطاب، ومدى أهمية الحديث المسهب.وعلى الرغم من أن تنغيم الصوت ومقام الصوت يكونا أقل حدة أو أقل رتابة مما هو عليه الحال في "التوحد"، إلا أن المصابين بالأسبرجر غالبا ما يكون لديهم نطاق محدد من تنغيم الصوت: لذلك قد تجد الكلام سريعا على نحو غير عادي، أو متشنج أو يخرج بصوت عالي.وقد ينقل الكلام شعورا بالنفور، وغالبا ما يحتوي الكلام -ذو الطبيعة الحوارية- مونولجات عن مواضيع تثير ضجر المستمع، مع فشل في خلق جوا للتعليق -لسماع تعليقات المستمع-، أو فشل في التحكم بالأفكار الداخلية ومنعها من التحول إلى كلام مستمر.وقد يفشل الأفراد المصابون بالأسبرجر في تحديد إذا ما كن المستمع مهتم فعلا بالمحادثة ومشارك فيها.وقد يفشل المتكلم -المصاب بالمرض- في توضيح هدفه من الحديث، وغالبا ما تفشل محاولات المستمع للتعليق على محتوى أو منطق الحديث، أو للتحول لموضوعات أخرى.

ويمكن ان يتمتع الأطفال المصابون بالأسبرجر بثروة لغوية معقدة على نحو غير عادي وفي سن مبكرة، وغالبا ما يطلق عليهم "الأساتذة صغيرو السن" Little Professors، لكنهم غالبا ما يجدوا صعوبة في فهم اللغة التصويرية، ويميلوا إلى استخدام اللغة الحرفية.وكذلك فإن أطفال مرضى الأسبرجر لديهم نقاط ضعف في مجالات اللغة غير اللفظية، تشمل هذه النقاط: الدعابة/الفكاهة، السخرية، وإثارة ضيق الغير.وعلى الرغم من أن غالبية الأفراد المصابون بالأسبرجر يستطيعون فهم مسألة "الفكاهة" إلا أنه ينقصهم فهم "مغزى" الفكاهة، مما يمنعهم من مشاركة الاستمتاع بها مع الآخرين.ورغم وجود أدلة قوية توضح على ضعف تقدير "الفكاهة" لدى المصابين، فإن تقارير نادرة تتحدث عن أفراد مصابون بالمرض ولديهم الحس الفكاهي، مما دفع بعض أصحاب النظريات في مجال الأسبرجر والتوحد لمحاولة فك هذا اللغز.

 

<!--تقييم الذات والتقييم الاجتماعي

يمكن تلقين الأشخاص التوحديين بعض المهارات الاجتماعية والتخاطبية ولكن هذان الجانبان ليسا وحدهما هما الوسيلتان المطلوبتان للتوافق مع الآخرين في الأوضاع الاجتماعية المختلفة إذ أن من المهم أيضاً أن يكون هناك فهم دقيق إلى حد كبير لمشاعر الشخص الآخر وكيفية تفكيره لتقدير كيف نستطيع أن نقدم أنفسنا : كأن نخادع أو نفتن أو نطري ونتملق أو نفوي أو نتعاطف .. إلخ . كما أننا نوظف المعرفة حول كيفية تقديم الذات للحكم على دوافع الآخرين ، مثلاً معرفة متى نثق بهم. ولا يتمتع التوحديون بهذه القدرات ويعانون من زيادة مفرطة في الصدق والأمانة والثقة مما يعرضهم للاستغلال . كتاب عقل شخص وحده (A mind of one`s own )

ويقدم الناس صورة عن ذواتهم أيضاً من خلال مظهرهم الشخصي والمجال الحيوي الذي يعيشون فيه . والمجال الذي يعيش فيه الشخص التوحدي غالباً ما يكون خالياً من الصفة الشخصية أو يضم مجموعة من الأشياء المختلطة غير المنظمة التي تراكمت أما عشوائياً وإما كجزء من مجموعة أكبر . ولا توجد أي محاولة لترك انطباع لدى الآخرين . وبالمثل تكون الملابس غريبة يتعذر وصفها وتصنيفها . والواقع أنه يندر على الشخص التوحدي أن يقوم بشرائها حتى وأن كان قادراً تماما القدرة على شراء أشياء أخرى كالاسطوانات الموسيقية على سبيل المثال.والتوحديون بصفة عامة لا يكوِّنون مفاهيم حول الأزياء وخطوط الموضة

<!--القسوة وانعدام التقمص العاطفي

كما أشرنا سابقا ، يواجه التوحديون صعوبة في فهم مشاعر وأفكار الآخرين وبالتالي فأنهم يفتقرون إلى التقمص العاطفي empalty أي القدرة على استشعار ما يحس به الغير . وهذا يجعل من السهل على التوحدي أن يصبح انافياً . وما لم يتم وضع ضوابط خارجية على ميله لغرض سلوكياته على أسرته فإن الشخص التوحدي قد يتحول إلى طاغية . وعلى سبيل المثال فإن مراهقاً مصاباً بالتوحد تحكم في حياة أبويه إلى أنهما كانا يخشيان الخروج من المنزل وكان يتسوقان أغراضهما المنزلية خلسة وخفية ، ويقضيان وقتاً طويلاً في التنظيف لأن أبنهما تغتابه نوبات غضب عارم تجاه الأقدار والأوساخ وكانا يعانيان في كل وجبة من كابوس إقناعه بتناول المزيد من الطعام المنوع . ويكيف التوحديون ، مثلهم في ذلك مثل الأشخاص غير التوحديين ، سلوكهم وفقا للنتائج المتوقعة منهم في حين أن الأشخاص التوحديين الأكثر قدرة قد يسيئون لشخص بعينة دون الآخرين . ويتعلم معظم التوحديين باكراً أن إيذاء الآخرين يتبعه أكثر النتائج خطورة ولذلك فأنهم عادة ما يتصرفون وفقاً لهذه القاعدة . غير أن قلة من التوحديين يكونون عنيفين تجاه الآخرين . وقد يكون هذا العنف من نوعية مرعبة إذ أن التوحدي لا تكبحه علامات الرعب على قسمان ضحيته.

وقد تنتج نوبة الغضب عن التعرض لنوع خاص من المقت والبغض كحالة رجل كان يهاجم النساء والفتيات اللواتي يضنين بدرجة صوت معينة ، أو عن إحباط ناجم عن تغيير في روتين ما ، أو عن رد فعل عاطفي مطابق لرد الفعل المسبب للغضب لدى الأطفال غير التوحديين . وخير مثال على الحالة الأخيرة أولئك الأطفال الأكبر سناً الذين يدفعون إخوانهم الأصغر سناً على الدرج أو يؤذونهم بصورة أخرى ، أو الأبناء الذين يعتدون على أمهاتهم لأنهن لم يلبين لهم مطلباً من مطالبهم .

ولا أعرف حالات من الضعف الجنسي من قبل شخص توحدي على الرغم من معرفتي بحالة واحدة عن سلوك شائن . ويتصرف قلة من التوحديين الأكثر قدرة على نحو خطر تجاه الآخرين ولذلك ينبغي مراقبتهم باستمرار . لقد التقيت بخمسة توحديين اشعلوا حرائق ، ثلاثة منها في مبان مأهولة بالسكان . كما صادفت توحدياً أكثر قدرة قتل زميله في الدراسة . ومن حسن الحظ أن مثل هذا السلوك الخطر نادر جداً .

 

<!--الاهتمام بالآخرين

كان كانر Kanner أول من وصف الأطفال المنعزلين عن الآخرين ولبعض الوقت كان يفترض أن الأطفال التوحديين منقطعين تماماً عن الأشخاص الآخرين. والواقع أن العديد من المحللين النفسانيين أخذوا هذا الافتراض كنقطة انطلاق لفهم التوحد . غير أن ملاحظة الأطفال التوحديين معاً في جماعة أوضحت أنهم يبذلون نفس القدر من التقاربات إلى بعضهم تماماً كما يفعل الأطفال العاديين في جماعة . وتتميز هذه التقاربات بالقصر ولا تتطور إلى تفاعل وسرعان ما يتبعها الانسحاب ولكن حقيقة أن العديد من الأطفال التوحديين يبدأون هذه التقاربات تشير إلى وجود مستوى طبيعي من الاهتمام بالآخرين . غير أن ذلك لا يعني أن الأطفال التوحديين لديهم اهتمام بالأشياء لدى الآخرين بنفس اهتمام الأطفال غير التوحديين .

ويبدو أن ما يميز الأشخاص التوحديين عن غيرهم من غير التوحديين هو أن التفاعل فيما يبدو يكون غير سار بالنسبة للشخص التوحدي وتبعاً لذلك فأن تقديم عرض بالتفاعل قد ينفر الطفل التوحدي أكثر مما ينفر الطفل غير التوحدي . ونحن كأشخاص غير توحديين نادراً ما نضع في بالنا إمكانية الفشل في تفاعل اجتماعي ما لم تكن هناك ظروفاً استثنائية مثل إجراء مكالمة دولية على خط هاتفي سيئ أو التحدث إلى شخص بلغته الأجنبية . غير أن الفشل في التفاعل الاجتماعي أمر عادي بالنسبة للشخص التوحدي ولعل هذا واحد من التفسيرات الممكنة لماذا يمكن أن يكون التفاعل الاجتماعي منفراً . ويتلاءم هذا التفسير مع بعض الحقائق المعروفة حول علاقات الأشخاص التوحديين . ومن الملاحظات المثبتة أن الانعزال أكثر شيوعاً لدى الأطفال التوحديين الأصغر سناً والأكثر إعاقة وعدم قدرة . ويشكل هؤلاء كل المجموعات التي لها فرصة قليلة في تعلم المهارات الاجتماعية ومن ثم يواجهون صعوبات جهة في تحقيق نجاح في التفاعل الاجتماعي . وعليه فإن الانعزالية قد تكون وسيلة لتفادي الأوضاع التي تثير القلق والحصار النفسي .

ومن بين العديد من المسائل الخلافية ذات العلاقة بعلاج الأطفال التوحديين تلك المسألة التي تتعلق بالآتي : إلى أي مدى يمكن تعمد التدخل لإخراجهم من عزلتهم وسليتهم ؟ وسوف يثير أي تقارب اجتماعي للطفل المنعزل المصاب بالتوحد سلوكاً يبدو ناجما عن القلق مثل أرجحة الجسم أو تفادي النظر المباشر إلى الشخص موضوع التفاعل . غير أنه في ظل ظروف معينة مثل مواصلة نوع من العلاج سيرد ذكره لاحقاً فإن التدخل المتواصل يزيد من احتمالات التفاعل الاجتماعي لدى الطفل التوحدي وتحد من سلوكيات اجتماعية مثل الأرجحة . وقد نفسر الفرضية السلوكية بأن الشخص التوحدي يعيش في صراع بين الرغبة في التفاعل وبين القلق من الفشل في التفاعل مثل هذه النتائج . وفي البداية يزيد التدخل الاجتماعي من مشاعر القلق لدى الطفل التوحدي مما يؤدي إلى المزيد من السلوك اللاجتماعي . ولكن إذا ما أدى التدخل إلى نوع من التفاعل الذي يمكن الابقاء عليه فإن مشاعر القلق لدى الطفل تنحسر . وعندما ينتهي التفاعل يكون الطفل قد أكتسب قدراً من الأهلية الاجتماعية وفقد بعض القلق التوقعي خلال الحدث التفاعلي الاجتماعي التالي .

وبمساعدة من الأبوين والمعلمين يمكن للطفل التوحدي الأكثر قدرة تحقيق قدر كاف من الأهلية الاجتماعية في باكورة مراحل طفولته إلى الحد الذي يمكنه من الكف عن تفادي التفاعل الاجتماعي . غير أن نفس العوامل التي تؤثر في الثقة بالذات والطبيعة الودية المنبسطة للطفل غير التوحدي فيما يبدو تؤثر أيضاً على الطفل التوحدي . ويظل بعض الأطفال التوحديين يعانون من الخجل ويبقون متخفظين وحذرين ونادراً ما يبادرون إلى تفاعل اجتماعي بينما قد يصبح آخرون نشطين وغير مألوفين " وفقاً لتعبير وينغ Wing ، ويندرج العديد من التوحديين من الأطفال والبالغين الأكثر قدرة تحت هذه الفئة الأخيرة . وبما أنهم لا يميزون بين الغرباء والأصدقاء فإن من المفارقات أن هؤلاء الأطفال قد يكونون في غاية الاستعداد لتجاذب أطراف الحديث مع الغرباء أو الزوار عند الضرورة

<!--أخرى

قد تكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الأسبرجر علامات أو أعراض تكون غير معتمدة على التشخيص، لكنها قد تؤثر على الفرد أو على أسرته.تشمل تلك الأعراض: اختلافات في الإدراك ومشكلات مع المهارات الحركية، النوع، والعواطف.

وغالبا ما يتمتع الأفراد المصابون بالأسبرجر بإدراك سمعي وبصري ممتازين.وكذلك يبدي الأطفال المصابون إدراكا متميزا للتغيرات البسيطة التي تحدث لأنماط Patterns مثل ترتيب بعض الأغراض، أو ترتيب صور معلومة جيدا لديهم، عادة ما يكون ذلك في نطاق محدد ويتضمن معالجة لأجزاء دقيقة للغاية.وعلى العكس، فإن بالمقارنة مع الأفراد المصابين بالتوحد عالي الأداء، يعجز الأفراد المصابون بالأسبرجر عن أداء بعض المهام والتي تطلب إداركا بصريا ومكانيا، إدراكا سمعيا، أو ذاكرة بصرية.وقد أخبر العديد ممن تعاملوا مع أفراد مصابين بالأسبرجر والتوحد عن مهارات حسية غير عادية، ومهارات إدراكية وخبرات غير عادية لدى هؤلاء الأفراد.قد يكونون حساسين أو غير حساسين للصوت، الضوء، اللمس، الملمس، الطعم، الرائحة، الألم، درجة الحرارة، وغيرها من المحفزات، وقد يقومون بإبداء حسا متزامنا Synesthesia، وتوجد هذه الاستجابات الحسية في أنواع أخرى من اضطرابات النمو، وليست فقط مقصورة على مرض الأسبرجر أو الـ ASD. وهناك دعم بسيط لرد الفعل الخاص بـ Fight-Or-Fligh الزائد، أو فشل في الترويض لدى التوحد، وهناك أدلة أكثر لقلة الاستجابة لمحفز حسي، على الرغم من أن العديد من الدراسات تبين عدم وجود اختلافات.

وتشير ملاحظات هانز أسبرجر الأولية وكذلك مخططات التشخيص الأخرى إلى وصفا للارتباك الجسدي.وقد يتأخر الأطفال المصابون بالأسبرجر في اكتساب المهارت الحركية التي تتطلب مهارة، مثل ركوب دراجة أو فتح مرطبان، وقد تبدو حركتهم ذات شكل "أخرق" Awkward وقد يبدون كمن يشعر بأنه غير مرتاح داخل ملابسه.ويمكن أن يتصرفوا بطريقة ضعيفة تنظيميا، أو يقومون بالجلوس أو العدو بشكل غريب أو قلق الحركة، ويمكن أن يكون خط يدهم غير واضح، ويمكن أن يكون لديهم مشاكل في التكامل بين الحركة والرؤية.وقد تظهر لهم مشاكل مع الإحساس بوضع الأجسام proprioception، -كنوع من أنواع العمه الحركي Apraxia، حيث يفقد المريض القدرة على القيام بحركات معقدة بشكل متناسق-، ومشاكل مع: التوازن، المشي جنبا إلى جنب، وتوجيه إصبع الإبهام.ولا يوجد أي دليل على أن المشكلات المصاحبة لهذه المهارات الحركية تعتبر فارقا بين الأسبرجر والأنواع الأخر من الـ ASD عالي الأداء.

وغالبا ما يواجه الأطفال المصابون بالمرض مشكلات مع النوم، بما في ذلك صعوبة في الخلود للنوم، كثرة الاستيقاظ الليلي، والاستيقاظ في وقت مبكر من صباح اليوم.كما يرتبط الأسبرجر بمستويات عالية من الـ Alexithymia، وهو صعوبة في تحديد ووصف عواطف الشخص الداخلية.

على الرغم من اقتران الأسبرجر مع قلة جودة النوم، ومع الـ Alexithymia، فإن علاقتهم السببية غير واضحة.

ومثلما هو الحال مع الأشكال الأخرى للـ ASD، فإن آباء الأطفال المصابين بالأسبرجر يعانون من مستويات عالية من الإجهاد.

<!--الأسباب

وصف هانز أسبرجر مجموعة أعراض منتشرة بين أفراد أسر مرضاه، وخصوصا الآباء، وقد قامت البحوث بدعم ملاحظة هانز أسبرجر، واستدلت أنه هناك أسباب وراثية مرتبطة بمرض الأسبرجر.وعلى الرغم أنه لم يتم تحديد جينات بعينها مسئولة عن المرض، فإنه من المعتقد أن هناك مجموعة عوامل تلعب دورا في التعبير عن مرض التوحد، بالنظر إلى التباين المظهري الملاحظ على هذه الفئة من الأطفال.الدليل على وجود علاقة جينية، هو ما يرجع انتشار متلازمة أسبرجر في بعض العائلات، ويلاحظ ارتفاع عدد حالات أفراد الأسرة الذين لديهم أعراض سلوكية مشابهة لأسبرجر ولكن في شكل محدود (على سبيل المثال، صعوبات طفيفة في التفاعل الاجتماعي، أو اللغوي، أو القراءة).وتشير معظم الأبحاث إلى أن جميع اضطرابات طيف التوحد تمتلك آليات جينية مشتركة، ولكن قد يكون لدى الأسبرجر مكون وراثي أقوى من مرض التوحد. وربما تكون هناك مجموعة معينة من الجينات حيث تقوم الجينات Alleles بالعمل على الأشخاص ذوي القابلية للإصابة بالأسبرجر، وفي هذه الحالة، تقوم مجموعة مشتركة من الجينات بتحديد مدى جسامة المرض وشكل أعراضه لكل شخص مصابر بالأسبرجر.

وقد تم ربط حالات عدة مرضى مصابين بالأسبرجر وبين تعرضهم للـ Tetragens (عوامل مسببة في عيوب خلقية) خلال الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل.وعلى الرغم من أن ذلك لا يستبعد احتمال الإصابة بمرض الأسبرجر في وقت لاحق، فإنه دليل قوي على أن المرض ينشأ في وقت مبكر جدا من مرحلة النمو.وهناك العديد من العوامل البيئية التي افترض أن تؤثر في الطفل المريض بعد الولادة، ولكن أيا من تلك العوامل لم تأكده أبحاثا علمية بعد.

<!--الآلية

يبدو مرض الأسبرجر وكأنه يظهر نتيجة لعوامل نمو تؤثر في العديد من (أو في كل) النظم الوظيفية في المخ، خلافا للآثار الموضعية.وعلى الرغم من أن الأسس المحددة لمرض أسبرجر أو العوامل التي تميزه عن أمراض ASD الأخرى غير معروفة، ولم تتم معرفة أمراض مشتركة واضحة بين الأشخاص المصابين بالمرض، فإنه لا يزال من الممكن أن تكون آلية الأسبرجر منفصلة عن آليات أمراض ASD الأخرى.وتشير دراسات الـ Neuroanatomical والأعمال المرتبطة بالـ teratogens، أن الآلية تشمل تعديلات في تطور المخ في وقت مبكر من تكون الجنين.والهجرة الغير طبيعية للخلايا الجنينية أثناء التطور الجنيني قد تؤثر على البناء النهائي للمخ وللتوصيل بين أجزاءه، مما يؤدي إلى إحداث تغيرات في الدوائر العصبية التي تتحكم في الفكر والسلوك.هناك العديد من النظريات لآلية المرض، لكن أيا منهم لم يقدم تفسيرا كاملا بعد.

<!--<!--

<!--<!--

صورة رنين مغناطيسي أحادية اللون مأخوذة لقطاع أفقي من مخ بشري، وقد تم تسليط ضوء برتقالي وأصفر على مناطق قليلة عميقة من الصورة.يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي بعض الأدلة لنظريات "التوصيل الأدنى" Underconnectivity ونظرية النظام العصبي الانعكاسي. 

وتفترض نظرية "التحت-توصيلية" UnderConnectivity إلى أن هناك وصلات عصبية رفيعة المستوى تعمل بشكل أقل كفاءة UnderFunctuning، وأقل تزامنا، مما يسبب في وجد فائض من عمليات ذات مستوى منخفض.وذلك يتماشى بشكل جيد مع نظريات المعالجة العامة مثل نظرية "التماسكية الضعيفة للمركز" Weak Central Coherence، والتي تفرض أن قدرة مريض الأسبرجر المحدودة على رؤية الصورة الكبيرة تكمن وراء اضطرابات المركز Central.وتركز نظرية ذات صلة -تسمى: الأداء الإدراكي المعزز- بشكل أكبر على التفوق في العمليات الموجهة محليا والعمليات الإدراكية عند الأشخاص الذين يعانون من التوحد.

وتفرض نظرية النظام العصبي الانعكاسي" MNS أن التعديلات التي تحدث لنمو النظام العصبي الانعكاسي Mirror Neuron System قد تتداخل مع المحاكاة Imitation وتؤدي إلى الخلل الاجتماعي الرئيسي الذي يميز مرض أسبرجر.وعلى سبيل المثال، تظهر إحدى الدراسات أن هناك تأخرا في تنشيط الدائرة الرئيسية للمحاكاة Imitation عند الأشخاص المصابين بالأسبرجر.وتتفق هذا النظرية بشكل جيد مع نظريات الإدراك الاجتماعي مثل "نظرية العقل"، والتي تفرض أن السلوك التوحدي ينشأ من عيوب عقلية تنسب إلى الذات وإلى الآخرين، وكذلك نظرية الـ Hyper-Systemizing، والتي تفرض أن الأفراد المتوحدون يمكنهم منهجة Systamize عملياتهم الداخلية لتعالج أحداثا داخلية، لكن ذلك يتم بشكل أقل كفاءة من التعرض الطبيعي لمحفزات/أحداث من الآخرين ينتج عنها عمليات داخلية طبيعية.

وهناك آليات أخرى ممكنة مثل "اختلال السيروتونين الوظيفي" و"خلل في المخيخ".

<!--فرز المرض Screening

يمكن لآباء وأمهات الأطفال الماصبين بمرض الأسبرجر أن يتتبعوا اختلافات في نمو أطفالهم بدءا من عمر 30 شهرا.وقد يحدد فرز النمو خلال الفحص الروتيني - على يد طبيب عام أو طبيب الأطفال- علامات تنبه الطبيب من أجل إجراء المزيد من الفحوصات.ويعد تشخيص متلازمة أسبرجر أمرا معقدا يستخدم فيه العديد من أجهزة الفرز المختلفة، والتي تتضمن: مقياس تشخيص متلازمة أسبرجر ASDS، الاستبيان الخاص بفرز طيف التوحد ASSQ، اختبار متلازمة أسبرجر عند الأطفال CAST، مقياس جيليام لاضطراب الأسبرجر GADS، مؤشر كروج لاضطراب الأسبرجر KADI، وحصة طيف التوحد AQ (مع إصدارات مختلفة للأطفال، المراهقين، والبالغين).ولم يثبت أن يمكن الاعتماد على أي من تلك الأجهزة للتفريق بين الأسبرجر وبين باقي أمراض ASD.

<!--التشخيص

يتطلب معيار التشخيص وجود ضعف في التفاعل الاجتماعي، أنماط مكررة ومقولبة من السلوك، الأنشطة والرغبات، دون تأخر كبير في الجانب اللغوي أو النمو الإدراكي.وعلى عكس المعايير الدولية، فإن المعايير المعمول بها في الولايات المتحدة تتطلب أيضا وجود ضعف في الوظائف اليومية Day-to-Day.وهناك مجموعة أخرى من معايير التشخيص اقترحها "Szatmári وأخرون"، واقترحها "جيلبرج وجيلبرج" Gillberg and Gillberg.

ويتم التشخيص عادة ما بين سن الرابعة والحادية عشرة.ويتم التقييم الشامل على مجموعة أنشطة يقوم بها فريق متعدد التخصصات يلاحظ المريض عبر مجموعة متعددة من البيئات Settings، ويتم أيضا عمل فحوصات عصبية ووراثية، بجانب اختبارات للإدراك، الوظائف النفسية، نقاط الضعف ونقاط القوية في التعبير اللغوي وغير اللغوي، أسلوب التعلم، والمهارات اللازمة للعيش بشكل مستقل.ويعتبر "المعيار الذهبي" حاليا لتشخيص أمراض ASD هو ذلك الذي يجمع بين الحكم الإكلينيكي وبين تشخيص التوحد المعتمد على مقابلة تشخيصية منقحة ADI-R - وهي مقابلة شخصية نصف مهيكلة مع والد المريض- وجدول ملاحظة تشخيص التوحد ADOS- ويعتمد على المحادثة واللعب مع الطفل-.ويمكن أن يسبب تأخير التشخيص أو خطأ التشخيص في مشكلات للأفراد وللأسر، فعلى سبيل المثال، يمكن لتشخيص خاطئ أن يؤدى لاستخدام أدوية تزيد من تدهور سلوك المريض.وكثيرا ما يتم تشخيص حالة الأطفال المصابين بالأسبرجر على أنها "اضطراب عجز الانتباه الفائق" ADHD.ويعتبر تشخيص البالغين مهمة أكثر صعوبة، لأن التشخيص المعياري تم تصميمه من أجل الأطفال ومن أجل التعبير عن التغيرات في مرض الأسبرجر عبر التقدم في السن؛ ويتطلب تشخيص مرض البالغين فحوص إكلينيكية شاقة، ويتطلب مراجعة التاريخ الطبي الخاص بالمريض وبالأشخاص الأخرىن الذين يعرفون المريض، ويتم التركيز أيضا على سلوك المريض أثناء مرحلة الطفولة.والحالات التي يجب مراعاتها أثناء التشخيص التفريقي Differential تشمل: الأنواع الأخرى لـ ASD، طيف أمراض انفصام الشخصية Schizophrenia، مرض ADHD، اضطراب الوسواس القهري، اضطراب الاكتئاب الأقصى، الاضطرابات الدلالية الواقعية، اضطرابات التعلم غير الشفهي، متلازمة توريت Tourette، اضطرابات الحركة النمطية، والاضطرابات ثنائية القطبة Bipolar.

وتشكل الـ Underdiagnosis ووOverdiagnosis مشكلات في حالات هامشية.وقد تؤدي ارتفاع كلفة الفحص والتشخيص إلى منع أو تأخير ذهاب أهل المريض إلى الفحص الطبي.وعلى العكس من ذلك، ساهمت زيادة شعبية العلاج من تعاطي المخدرات وتوسيع نطاق الرعاية الصحية إلى تشجيع المؤسسات الطبية على زيادة تشخيص Overdiagnose أمراض ASD.وهناك مؤشرات تدل على زيادة تشخيص مرض الأسبرجر في السنوات القليلة الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة تشخيص الأطفال ذوي الذكاء العادي والغير مصابين بالتوحد لكنهم يواجهون صعوبات في التفاعل الاجتماعي.وقد ظهر تقرير عام 2006 يظهر أن مرض الأسبرجر هو الأسرع نموا من حيث التشخيص لدى الأطفال في وادي السيليكون -Silicon Valley، California-، وهناك ميل لدى البالغين في تشخيص حالات أطفالهم تحت هذا المرض.وهناك العديد من التساؤلات حول الصلاحية الخارجية لتشخيص الأسبرجر.وهذا يعني، أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك فائدة عملية في تمييز متلازمة أسبرجر عن أمراض HFA و PDD-NOS، حيث أن الطفل ذاته يمكن أن يتلقى تشخيصات مختلفة اعتمادا على أداة الفرز/التحديد المستخدمة Screening Tool.ويرجع الجدل حول تمييز الأسبرجر عن الـ HFA جزئيا إلى معضلة متكررة Tautological، حيث يتم تعريف الاضطرابات بناء على شدتها، لذلك فإنه من المتوقع ظهور دراسات تؤكد على وجود الفرق -على أساس الشدة-.

<!--إدارة الاضطراب

تحاول الطرق العلاجية لمتلازمة أسبرجر أن تتعامل مع الأعراض المؤلمة Distressing وأن تعلم المريض -وفقا لسنه- مهارات اجتماعية، تواصلية، ومهنية والتي لا يتم اكتسابها خلال عملية النمو، ويحتوي العلاج أيضا بعض التدخلات الخاصة التي تختلف من طفل لطفل بناءا على تقييم فريق متعدد التخصصات.وعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإن البيانات التي تثبت فاعلية تلك التدخلات الخاصة لا تزال محدودة.

<!--العلاجات

العلاج الأمثل لمتلازمة أسبرجر يجمع بين طرق علاجية تتناول الأعراض الأساسية للاضطراب، بما في ذلك ضعف مهارات التواصل، والأعمال الروتينية Routines المتكررة بهوس.وفي حين أن معظم المعالجين المهنيين يتفقون على أن كلما كان التدخل العلاجي في وقت مب

kevokCity

ابنى مصر اللى بتحلم بيها

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2012 بواسطة kevokCity

kevok city

kevokCity
مشروع مصرى ... على أرضٍ مصرية ... يعلم المصريين »

Kevok City Search

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

172,445
https://www.facebook.com/pages/Science-with-neutrons-arts-with-Kevok/256940847657803?ref=tn_tnmn