أرسلت (....) إلى أفتح قلبك تقول:
أنا بنت حديثة التخرج، كنت فى الكلية علاقتى محدودة جدا بالجنس الآخر، لكن فى آخر سنة كنت مشتركة فى نشاط مع مجموعة كبيرة من أصحابى، أتعرفت من خلاله على شباب كانوا فى المجموعة بتاعتى، لكن العلاقة لم تكن أكتر من تعارف سريع وخلاص، بعد فترة لقيت واحد من المجموعة بيراسلنى على الإيميل، رديت عليه وأتكلمنا عادى، كنا بنتكلم كتير جدا عن حاجات عامة، وإلى كان مطمنى أنه كان مرتبطا وكان دايما بيحكى عن البنت إلى بيحبها، وكمان كنت عارفه من البداية أن دماغه غير دماغى خالص، وأن أحنا مش ممكن يكون فى بيننا توافق فى يوم من الأيام، عشان كدة مكنتش خايفة من الكلام معاه، وكنت دائما بأقول لنفسى أنه مش من النوع إلى ممكن أحبه أبدا.
لكن وبالرغم من كده لقيتنى بتعلق بيه، وبحب كلامنا مع بعض، كان بيفهمنى بسرعة جدا، وساعات من غير ما أتكلم كان بيعرف أنا عايزة أقول أيه، وكنت دائما بأقول أن التعلق ده مجرد صداقة أو فضفضة مش أكتر من كده، خاصة وإنى كنت بحس أنه شخصية غريبة، له تصرفات كتير مش مفهومه بالنسبة لى، لدرجة إنى شكيت فى أوقات أنه ممكن يكون مريضا نفسيا.
بعد التخرج انقطعت ايميلاتنا سنتين، وافتكرت أن الموضوع انتهى على كده، لكنى فوجئت بيه بيبعتلى تانى، وبيتكلم معايا من جديد بعد كل المدة دى، عرفت أنه ساب حبيبته لأنه أتقدم لأهلها ورفضوه لأسباب مادية، ورجعنا نتكلم مع بعض كتير زى زمان، وبعد فترة بسيطة لقيته بيقولى إنه معجب بيا، وأن إحنا لازم نتقابل ونشوف بعض، رفضت وصديته جدا فى البداية، كنت عايزة أقوله أن سكتنا مش واحدة، أنت تفكير وأنا تفكير تانى خالص، أصر وألح بشكل حاصرنى بيه، وافقت، وفضلنا نلعب مع بعض لعبة القط والفار لمدة 5 أشهر، لغاية ما لقيت نفسى بأقوله إنى أنا كمان أتعلقت بيه وعايزه أفضل معاه.
المشكلة إنى شبه متأكدة أنه شخص مش طبيعى، مش عارفه ممكن يكون مريضاً نفسيا؟، ولا شخص غريب الأطوار؟ ولا أيه بالضبط؟...هأحكى لحضرتك تصرفاته عشان تساعدينى فى الحكم عليه.. أنا حاسة أنه غير قادر على التعامل مع الناس بشكل طبيعى، يعنى مثلا يكون موجود ومتواصل وكله تمام، وفجأة يختفى تماما لمدة شهر، يقفل موبايله ومايردش على إيميلات أو فيس بوك، ومحدش يعرف يوصل له بأى طريقه، وفجأة برضه يظهر تانى ويتعامل عادى وكأن مفيش حاجه حصلت!!، الموقف ده حصل أكتر من مرة، طبعا تضايقت جدا وكلمته كتير، لقيته بيقول لى أن الاختفاء ده لا يعنى أنه بيبعد عنى أو مش عايزنى، هو بس بيكون حاسس أنه عايز يكون لوحده، وإلى زاد وغطى أنه قبل كده كان بيظهر شهر ويختفى شهر، لكن دلوقتى بقى ممكن يظهر أسبوع ويختفى بقية الشهر.. حاجة تبرجل بجد.
فى خلال الفترة إلى فاتت كان تواصلنا الرئيسى عن طريق النت، وكانت مقابلاتنا أو تليفوناتنا نادرة جدا، لأنى كنت عايزة أحترم نفسى وأعززها قدر الإمكان، والموضوع ده كان مضايقه جدا، وكان ساعات بيحاول يغيظنى عشان أوافق أقابله، فيقولى أنه هايقابل بنات تانيين عشان أنا مش راضيه أقابله، ده غير أنه كان معظم الوقت مكتئب وحزين، وبيزعل من حاجات بسيطة وتافهة جدا، وصعب إرضاءه جدا، من الآخر شخصية معقدة ومتعبة إلى أبعد الحدود، عشان كده أنا قررت أخيراً بعد تفكير طويل إنى أحذفه من النت عندى، وإنى مش هاتصل بيه تانى، هو حاليا فى فترة الاختفاء المعتادة بتاعته ولسه معرفش إنى حذفته، وخايفة جدا لما يعرف يرجع يكلمنى تانى ويلح عليا تانى، وأنا أحن له وأضعف وأرجع له.
أنا زعلانه من نفسى أوى لأنى حاولت أصلح منه كتير، وكنت قابله أننا نكمل مع بعض بكل عيوبه ومشاكله دى، وكنت ماشية فى الطريق وأنا عارفة ومتأكدة أن إحنا مختلفين تماما.. أزاى؟ مش عارفه؟، كمان فى حاجه تانية عايزة أعرفها، هو ليه كان مصر على علاقتنا وعلى أننا نكمل مع بعض، وعاوز أننا نتقابل ونشوف بعض طالما أنا مش مريحاه ومش محققه له إلى هو عايزة ؟، كان هدفه إيه؟.. برضه مش عارفه؟، أنا بعتلك يا دكتورة الحكاية باختصار عشان أعرف رأيك وتحليلك للموقف بعد ما تعبت وزهقت من كتر التفكير والأسئلة.
وإليكى أقول:
هاتستغربى لو قلت لك إنك مثال حى لآلاف البنات والشباب إلى فى سنك دلوقتى، إلى بيختاروا غلط، وعارفين أنهم غلط، وبرضه مكملين، ومصرين يفضلوا مغمضين عنيهم لغاية ما يخبطوا فى أول حائط، فيفركشوا ويبعدوا _وده العادى_ والغريب إنك تلاقيهم بيتألموا ويتعذبوا ويتعقدوا فى حياتهم!!...طب ليه؟ ما إحنا عارفين من الأول أن أحنا كنا غلط، هو أحنا نكدب الكدبة ونصدقها؟...
خلينا نبدأ الموضوع من البداية، من كام أسبوع كتبت موضوع اسمه (كيف أعرف أنه هو؟)، شرحت فيه إزاى الواحد يتأكد أنه أختار الشخص الصح، والإنسان المناسب ليه عشان يكمل معاه حياته، وده لينك الموضوع لمن يحب قراءته:
(افتح قلبك مع د. هبة يس).... كيف أعرف أنه هو؟
والواحد ممكن يختار غلط بأكتر من طريقه، فممكن تلاقى نفسك واحد من دول:
1) تكون ماشى فى حياتك لا بيك ولا عليك، وتلاقى إلى يقولك (معجب بيك) أو (بحبك)، فتقوله بمنتهى التلقائية (وأنا كمان)، وأنت لا بتحبه ولا حاسس بيه أصلا.
2) أو تكون قاعد فاضى، وتقابل فى حياتك واحد فاضى برضه، فيطلع فى دماغك أنكم تونسوا بعض بدل القاعدة، فتقرروا تبقوا مع بعض لا لشىء إلا أنكم مش لاقيين غير بعض.
3) أو تقابل واحد تبقى عارف ومتأكد من البداية أنه مش ماشى مع شخصيتك، ولا دماغه راكبه مع دماغك _زى ما حصل مع صاحبتنا_ لكن برضه تقنع نفسك بسذاجه انك ها تقدر تغير منه، أو تغير من نفسك عشان تمشوا مع بعض.
4) أو تقابل شخصية (مكلكعة) أو مريضة أو عندها مشاكل من أى نوع، فتصعب عليك، وتحب أنت تعيش دور (المنقذ) والبطل المضحى صانع المعجزات، إلى هايقبل بالشخص ده بكل مشاكله، وهايصلح فيه، وهايعمل منه إنسان جديد لا قبله ولا بعده، وده برضه حصل مع صاحبتنا.
تعددت الطرق والغلط واحد، وهو أنك بتقرر بكامل إرادتك أنك تتغافل عن كل المشاكل والسلبيات والتناقضات إلى فى الشخص أو فى العلاقة وتكمل، وأنت معتقد أنك ممكن تنجح، أو ممكن يجد فى الأمور أمور وتلاقى الدنيا مشيت لوحدها، فتكون المفاجأة _المتوقعة_ أن الموضوع يبوظ، وتلاقى نفسك استنزفت، ضاع وقتك وعمرك، واستهلكت عواطفك ومشاعرك، وجرحت قلبك وعلمت عليه، عشان كده لو حضرتك واحد من الحالات إلى فاتت دى، ولسه فى نص الطريق بأقولكهالك أهو بمنتهى الوضوح.. الحق نفسك ووقف دلوقتى قبل بكره، وبلاش تمشى فى نفس الطريق لأنك هاترجع تندم زى كل إلى مشيوا فيه قبلك.
طب ليه الواحد بيعمل كده؟، ليه بيقبل بحاجه زى كده طالما بيكون عارف أنها غلط من البداية؟، الإجابة ببساطه هى...الاحتياج، الواحد بيقبل بأى حاجة بس لما يكون محتاج، ممكن ترضى بأى لقمة لما تكون جعان، وممكن تلبس أى حاجة لما تكون بردان، هو كدة بالضبط، والاحتياج ده نوعين:
1) احتياج عاطفى: لما يكون الواحد محتاج حد يقوله كلمة حلوه، أو لما تكون الواحدة محتاجة نظرة إعجاب، لما يكون محتاج حد يسأل عليه وينشغل بيه، ولما تكون هى محتاجة لحد يقولها طمنينى عليكى وخلى بالك من نفسك، لما يكون الواحد محتاج يحس أنه مهم عند حد، وأنه فارق مع حد، وأنه حلو وجذاب فى عيون حد.
ده اسمه جوع عاطفى أو بلفظ أشيك (فراغ) عاطفى، وده موجود بوفره عند البنات، وبالذات لو البنت معندهاش ثقه كفاية فى نفسها، فبتلاقيها بتتعلق بأى واحد يقولها كلمه حلوه، عشان تقدر تستمد من وجوده أهميتها وثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها.
2) الرغبه: لما يكون الواحد نفسه يجرب القرب ولمسة الأيد ووو...، لما تكون كل الأفلام والمسلسلات كده، ولما يكونوا كل أصحابى كده، هاتيجى عليا أنا بقى؟، أنا كمان لازم يكون لى مغامراتى وتجربتى إلى أحكى عنها، أو عالأقل أحتفظ بيها لنفسى، وده بقى موجود بوفرة عند الولاد، وخاصة لو كان وسط شله من إياهم إلى بتعتبر العلاقات بالبنات هى تأشيرة الدخول إلى عالم الرجولة.
وعودة ليكى يا صديقتى، أنتى كنتى محتاجة، عشان كده غمضتى عنيكى، وأخرستى صوت عقلك، ومشيتى فى الطريق إلى أنتى عارفه أنه مش هايكمل من الأول، ويمكن ربنا أنقذك بحكاية أن الشخص ده له تصرفات غير طبيعية واضحة، عشان تعيدى حساباتك وتفكرى من أول وجديد، لكن بصرف النظر عن كونه هو مريض نفسى أو لأ، الموضوع ده محكوم عليه بالفشل، وأنتى بنفسك على يقين بأنكم مختلفين، وأنه مش هو ده الشخص المناسب، يبقى كان لازم تتوجعى عشان تفوقى وتصحصحى كده، وتاخدى الخطوة إلى كان لازم تخديها من زمان، وهى أنكم تسيبوا بعض، وأعتقد بعد كل إلى قلتهولك ده لا يمكن تسيبى نفسك تضعفى وتحنى من جديد حتى لو هو ظهر من تانى وزن على دماغك كعادته، مابنى على باطل فهو باطل يا حبيبتى، انهى الموضوع وكفاية أوى لحد كده.
أما عنه هو، سألتى هو ليه كان متمسك بيكى وبيحاول معاكى؟، عشان نفس السبب، هو كمان محتاج، وعنده رغبه محتاج إلى يشبعها له، سواء بشكل معنوى أو مادى، هو شاف إنك أنتى إلى ممكن تحققى له ده مع بعض الإلحاح والمحاولات، كان فى واحدة قبلك ولما راحت دور فى دفاتره القديمة فلقاكى، فكنتى أنتى بالنسبة له أقرب هدف..بس.
الخلاصة أنك لازم تقفلى الموضوع ده نهائيا، واقلبى الصفحة دى من حياتك، واوعى تضعفى مهما حاول معاكى، وصلى له أنه مفيش أمل، وهاتلاقيه زهق وراح يحاول مع واحدة تانية، أنتى لسه فى بداية حياتك، وشبابك ووقتك وعمرك أهم بكتير من انك تضيعيهم مع شخصيه زى دى، وياريت تفكرى كويس فى كل الكلام إلى قلته ده، قبل ماتدخلى نفسك فى أى علاقة بعد كده، ماتوافقيش على ارتباط إلا لو كنتى فعلا حاسة أنه ينفع، وإنك فعلا عايزاه بقلبك وعقلك.
للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:
[email protected]