تتكون الصحافة المكتوبة من قوالب تحريرية، أجناس أو أنواع، يضطلـع كـل نـوع منـها بوظائف معينة، ويعتمد صيغًا تعبيرية تتلاءم وفنياته.


وعلى العموم تعكس الأنواع الصحفية "..." الواقع بشكل مباشر وواضح وسهل، كما تفسر الوقائع والأحداث والظواهر والتطورات، وتتضمن أيضًا التقويم والتحليل والرأي، والتفسير..

وتشتمل هذه القوالب التعبيرية على:

الخبر: ويستعمل لنقل معلومات عن أحداث جديدة.

التقرير: ويستخدم لنقل معلومات من خلال عنصر ذاتي (شاهد عيان ).

الافتتاحية: وتقدم رأي الوسيلة الإعلامية حول حدث ما.

التعليق: ويقـدم وجهة نـظر محـددة ورأي واضـح حـول حدث ما (ماوراء الحدث ).

الاستطلاع: ويصور الحياة الإنسانية.

التحقيق: ويشرح ويحلل ظاهرة أو مشكلة، أو أحداث، ويقدم الحلول بشأنها.

الـمقال: وهو رؤية يقدمها كاتب معين لظواهر وأحداث يختارها.

الـحديث: محاورة مسؤول، أو مختص... لشرح وإيضاح قضية ما.

صياغة الأجناس الصحفية:

كما رأينا في الفصل السابق، فإن اللغة العربية جعلت للصحفيين أرضًا ذلولاً، إذا مشوا في مناكبها، وتمكنوا من أساليبها، في التقرير، والبلاغة، استطاعوا صوغ كل الأجناس الصحفية، وفق خصائصها وأسلوبها وفنياتها.

يقول الكاتب أدوين واكين: "الاتصال المدون المكتوب، يختلف عن الاتصال الشفوي اختلافًا كبيرًا، لأن الـكتابة تـجري وفقًا لأساليب منتظمة حسنة الترتيب.. فهناك فعل، وفاعل، ومفعول به، وهناك عبارة، ثم فقرة، ثم فصل، أي أن الأمر يسير بترتيب منطقي، نظامي، متسق، تمامًا كما يتحرك القطار على قضبان لا يحيد عنها ".

لغة الخبر... الأسئلة الستة:

لغة الخبر، الخبر في جوهره، هو الجواب عن الاستفهامات الستة: ماذا - من - متى - أين- لماذا - كيف، والتي يتغير موقعها من خبر إلى خبر.

إن كتابة الخبر الصحفي، لم تخضع لتطور تقنيات السرد والحكي فقط، بل خضعت إلى مجموعة من الاعتبارات، التي ساهمت بهذا الـقدر أو ذاك فـي ظهـور أشـكال وتقنيات جــديـدة فـي كتابة الـخبر الصحفي، حيث لا يـمـكن أن نـروي مـا جـرى، وما حدث، في قالب خبر صحفي، بنفس الطريقة العفوية، التي تروى بها السير والملاحم، وبنفس الإطناب والتسلسل، الذي يكتب، أو تقص به القصص الأدبية، التي تجعل القارئ، أو المستمع، لا يعرف حقيقة ما ينقل إليه، إلا عند نهاية القراءة، أو الاستماع، ولا يدري أين هو الأساسي من الثانوي في القصة، لأنها متداخلة بدون تميز ولا موازنة.

وهناك من يلخص بناء الخبر على النحو التالي: فعل - فاعل - مفعول به أو نعت، وهو ما يجعله يحافظ على أصالة اللغة العربية.

إن الأصل في اللغة العـربية هو البدء بالفعل، ولا يقدم الاسم، إلا إذا كان هناك سبب بلاغي يقتضي ذلك، فعبارة: "خرج محمد " جملة تقريرية، أما محمد خرج، فالغرض منها هو تأكيد أن محمد هو الذي خرج، وليس عليًا.

يجب أن تكون لغة الخبر بسيطة، وواضحة، ودقيقة، ولا يتم ذلك إلا من خلال استخدام الكلمات القصيرة المألوفة بدلاً من الكلمات الغريبة، وتجنب المبالغة في الوصف، أو في التخصيص، وتجنب استعمال الألفاظ التي تحمل معنيين، أو تنطوي على تفاخر لفظي، والاستغناء كلما أمكن عن أدوات التعريف، وحروف العطف، والتكوين، وظروف الزمان والمكان، التي لا داعي لها، واختصار الجمل الطويلة، وتفادي التكرار والاستطراد.

وأثناء صياغة الخبر ينبغي مراعاة الأمور الآتية:

1- أن تعرض عناصر الخبر في فقرات قصيرة وواضحة.

2- أن تكون الجمل قصيرة.

3- أن تستعمل كل جملة عنصرًا مستقلاً عن الكل.

4- أن تعالج كل فقرة جزءًا مستقلاً عن الكل.

5- أن يتميز العنصر الرئيس من العنصر الثانوي في كل خبر.

إن الخبر هو شاهد على الحدث، لكنه ليس شاهدًا اعتباطياً، يقول ما رآه فقط.. الصحفي هو شاهد حي، وانتقائي حي، لأن عليه أن يبحث عن العناصر التي لا تأتي من تلقاء نفسها، وانتقائي لأنه يختار ما يهم الجمهور.

يرتكز الخبر على فعل، أو عدة أفعال، ولقد أتاحت الصحافة الفرصة لبعض الأفعال دون أخرى لكي تنتشر ويعمم تداولها.. وقد يوظف الصحفيون عن جهل، فعلين أو ثلاثة أو أكثر لنفس المعنى، وقد يستخدمون أفعال المواقف والرأي بصيغة التأكيد والحسم، ومن ذلك مثلاً:

أفعال تستخدم لنفس المعنى خطأ:

طالب - دعا - ناشد- التمس.

أفعال تتعلق برأي وليس حقيقة راسخة، وتستخدم بصيغة التأكيد:

أكد - لاحظ- أشار- أوضح- شدد- اعترف.

أفعال تتعلق بموقف، ويوظفها الصحافيون أنى شاؤوا:

ندد - شجب- حذر - شدد على.. تعهد.

اعتماد التعقيد بدل التبسيط - كقولهم:

- قام بزيارة (الأنسب زار).

- أشرف على تدشين (دشن).

إن من الأكيد أن الدقة فـي توظـيف الأفـعال، سـواء كانـت أفعال النشاط، أو الرأي، أو المواقف، تساعد الـمتلقين على وضعها في سياقـاتها الطبـيعية، وتبين الفروق الكامنة بين فعل وآخر .. واللغة العربية من اللغات التي تضمن هذا الأمر بقوة، إن روعي فيها أمر الدقة.

لغة التقرير ... الهرم المعتدل:

لغة التقرير: التقرير الصحفي هو نوع صحفي قائم بذاته، يكتب بطريقة معاكسة للخبر الصحفي (...)، أي يكتب بطريقة الهرم المعتدل (...) أي أن تضم مقدمة التقرير الصحفي مدخلاً، أو مطلعًا، يمهد لموضوع التقرير، بأن يتناول زاوية معينة من زوايا الموضوع، يختارها الكاتب بعناية، وهذا المدخل أو التمهيد، لا يضم خلاصة الموضوع، أو أهم حقائقه، وإنما يضم فقط مطلعًا أو مدخلاً منطقيًا، يتوسل به الكاتب إلى شرح موضوع التقرير، بحيث يضم جسم التقرير التفاصيل، والشواهد، والصور الحية للموضوع، ليصل بذا الكاتب في النهاية إلى خاتمة التقرير الصحفي، وهي التي يكشف فيها عن نتائج أو خلاصة ما توصل إليه، أو يقدم لنا أهم نتيجة أو حقيقة وصل إليها في موضوع التقرير.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1139 مشاهدة
نشرت فى 20 ديسمبر 2011 بواسطة ketaba

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

234,957