دور المدرسة في تعزيز السلم الاجتماعي وتحقيق مبدأ التعايش
بقلم/ خالد مطهر العدواني
المدرسة هي جزء من المجتمع، بل هي عنصر هام وعامل من أكبر العوامل في التأثير الاجتماعي، ولها تأثر في تربية الطلاب وتساهم في نمو الدوافع والميول والاتجاهات والقيم والمهارات الاجتماعية لديهم.
ولقد تميزت المدرسة عن باقي المحاضن التربوية الأخرى بمجموعة من المميزات منها على سبيل المثال اتساع البيئة الاجتماعية المدرسية، كذلك أنها تقوم على أساس تنقية وغربلة الثقافة مما قد يتخللها من فساد وانحرافات، وأيضا تميزها بالانضباط والتنظيم.
وكل هذه الميزات تجعل من المدرسة حاضنة تربوية مهمة في تعزيز السلم الاجتماعي والتعايش من خلال تربية سليمة لأبنائنا الطلاب.
وعلى هذا فإن المدرسة الحديثة ينبغي ألا تنحصر مهمتها من الناحية العقلية في تلقين المعلومات وحشوها وصبها في أذهان التلاميذ ، وإنما ينبغي الاهتمام فيها بتكوين عقلية التلميذ ، وتعويده كيف يرى وكيف ينظر ، وكيف يشاهد ، وكيف يبحث وكيف يفكر ، وكيف تعامل مع الأخرين ويتعايش معهم، ويحاور وينتقد، ويحترم الأخرين، أي تعويده كيف يتعلم ، وهي الغاية التي تهدف إليها التربية العقلية في المدرسة الحديثة .
فالمدرسة تساعد الطالب على تكوين نظرة واسعة إلى الحوادث من مختلف جوانبها ، فيدرك العلاقة المنطقية ، ويميز بين الغث والثمين من الآراء والأفكار ، وصحة سرد الحوادث ، فيكون لنفسه نظرة شخصية وحكماً خاصاً، في الوقت الذي يقدر التنوع والتعدد والاختلاف كسنة من سنن الله في هذا الكون.
فليس المهم ما يحفظه الطالب من حقائق التاريخ والجغرافيا وغيرها ، ولكن المهم هو فهمه الواقعي للبيئة ، واتجاهه العقلي نحوها ، ومهاراته في معالجتها والتفاعل معها، وتعامله الحسن والسليم مع زملائه وأسرته وجيرانه، وأن يحسن كيف يتعايش معهم.
إن إعادة صنع المجتمع اليمني، أو وضعه على طريق السلم الاجتماعي والتعايش، يفرض تحول التدريس من حشو ذاكرة الطالب بالمعارف والمعلومات إلى تنمية قدرته على التفكير العلمي، وتمكينه من المهارات والاتجاهات والقيم الضرورية لممارسة الحياة على المستويين الفردي والجماعي، بما يحقق السلم الاجتماعي والتعايش مع الأخرين.