منوعات
التربية البيئية إحدي سبل التصالح مع كوكب الارض
مشاركةاخبار الجمهورية
كت
كتبت د. رشا عبد العزيزتوجد العديد من التّعريفات لمفهوم التّربية البيئيةفيُمكن تعريفها بأنها عبارةٌ عن جانبٍ من جوانب التّربية الذي يُساهم في مُساعدة البشر للعيش بنجاح على الكرة الأرضيّة، كما أنّها عمليةُ تعلُّم أسلوب إدارةِ وتحسين علاقة الإنسان بيئته. وعُرّفت أيضاً بأنّها مجموعةُ اتجاهات ومعارف وقيم تستلزم فهم العلاقة التّبادليّة ما بين المُتعلّم والبيئة المُحيطة به، حيث تحكم سلوكَه، وتُثير اهتمامَه ومُيوله، فيُحاول الحرصَ على صيانتها، والمُحافظة عليها، لأجله أولّاً ثم من أجل مُجتمعه. عُرفت التربيةالبيئية بأنها عبارةٌ عن طريقةِ إعداد الإنسان من أجل التّفاعل النّاجح مع البيئة، وما تتضمّنه من موارد مُتعدّدة، وذلك من خلال إكسابه المعرفة البيئيّة التي يستطيع من خلالها فهم العلاقات التّبادلية بين الإنسان وعناصر البيئة المُحيطة، والعلاقة ما بين هذه العناصر مع بعضها البعض، بالإضافة إلى تنمية المهارات الإنسانيّة التي تُساهم في تطوير الظُّروف البيئيّة للأفضل. التربية البيئية ودورها في تعديل السلوك البيئي : إنَّ التربيةَ البيئية تُشكّل بعداً حضارياً مهمّاً، وهي جديرةٌ بأن تتبوّأ المكانة المناسبة واللائقة في المناهج الدراسية ، وفي كلِّ المراحل ابتداء برياض الأطفال وانتهاء بالمرحلة الجامعية . إذ إنَّ التربية لا تقتصر في مفهومها على تلقين المعارف ، وحفظ المعلومات ، وصياغة المناهج ، وتأليف الكتب ، أو وضع الاخَتبارات التحصيلية ، بل تتعدّى في مفهومها هذا الدور من حيث الاحترام والتقدير لهذه البيئة، ومسؤولية الأفراد وإحساسهم وشَعورهم بهذه المسؤولية ، ومن ثمّ حرصهم الشديد على حماية البيئة ، والاهتمام بها وببرامجها. و تكتسب التربيةُ البيئيةُ دوراً مميزاً كمدخلٍ لتوعية الإنسان بأهمية البيئة، والأخطار المحدقة بحياته جرّاء سوء تعامله مع معطياتها، والاستغلال المفرط لمواردها ، وما تعانيه من مشكلاتٍ ناجمة عن السلوكيات الخاطئة للإنسان. بما يؤدّي إلى تعديل سلوكه ودفعه للمشاركة في حماية البيئة وحلِّ مشاكِلها. فّالتربية البيئيّة هي وسيلةٌ من الوسائل التي تُحقّق أهداف حماية البيئة وصيانتها، وتُشكِّل بُعداً مهمّاً من أبعاد التّربية الشّاملة والمُستديمة لتعديل سلوك الإنسان. ** أهمية التربية البيئية تكمن أهمية التربية البيئية في عدّة مُبرّرات، وهي على النحو التالي: ١- التّزايد المُستمرُّ لمشاكل البيئة، وتفاقمها، وزيادة تعقُّدها مع مرور الزّمن، مثل: الثّورة العلميّة والتكنولوجيّة؛ حيث استفاد منها الإنسان، ولكن نتجت عنها آثارٌ خطيرةٌ ومُدمِّرةٌ للبيئة. ٢- تدارك الوضع البيئيّ الحاليّ، واتخاذ أفضل التّدابير التي تستلزم تنمية العلاقات الإيجابيّة بين الناس والبيئة، وما بين عناصر البيئة المُحيطة، وزيادة الوعي والخبرة لدى الإنسان في معرفة آثار المُخلّفات التّكنولوجيّة والصّناعية على البيئة. ٣- حاجة النّاس إلى تربية بيئيّةٍ ليستطيعوا فهم الوظائف الأساسيّة بواسطتها للوصول إلى إنتاج الغذاء، وإيجاد الماء، وحماية أنفسهم من تقلُّبات الطّقس. أهداف التربية البيئية إطلاع الناس أفراداً ومجموعات، وتعريفهم ببيئتهم، وما تحتويه من أنظمةٍ بيئيّة، وتفهيمهم العلاقةَ المُتبادَلة بين مُكوّنات البيئة الحية وغير الحّية، واعتماد كلُّ مكوّن على الآخر. ٤- مُساعدة الناس لإكسابهم وعياً بالبيئةٍ الكلّية من خلال توضيح المفاهيم البيئية، والعلاقة التّبادلية بين الإنسان والبيئة، بالإضافة إلى تنمية الفهم بعناصر البيئة، وكيفية صيانتها، واستغلالها الأمثل بواسطة توعيتهم بكيفيّة التّعامل الإيجابيّ مع البيئة . ٥- إظهار الأهمية الكبيرة لمصادر الطّبيعة؛ حيث تعتمد جميع النّشاطات البشريّة عليها منذ بداية نشوء الإنسان حتى وقتنا الحاضر. ٦- إظهار الآثار السّلبية لسوء استِغلال مَصادر الطّبيعة، وما تترتّب عليها من نتائج وآثار نفسيّة، واجتماعية، واقتصاديّة، للعمل على تفاديها. تصحيح الاعتقاد بأنّ مصادر الطّبيعة مُستمرّةٌ وثابتةٌ ولا تنضب. ولذلك: المشكلات البيئية لا يمكن حلّها بوقف التقدّم العلمي والتكنولوجية ، بل بنشر الوعي البيئي بين الأفراد والجماعات ، من خلال تزويدهم بقدرٍ مناسبٍ من المعلومات البيئية التي تمكّنهم من معرفة مكونات البيئة ونظامها ومشكلاتها ، وتنمية الاتجاهات والقيم الإيجابية نحوها ، واكتسابهم سلوكيات إيجابية في التفاعل مع مكوناتها، والمحافظة على مواردها، والمساهمة الفعّالة في حلِّ مشكلاتها من ناحيةٍ أخرى. فالتربيةُ البيئية تهدفُ إلى بناء المواطن الإيجابي الواعي بمشكلات بيئته، وتنمية الوعي بأهميتها ، وتنمية القيم الاجتماعية ، ودراسة المشكلات البيئية ، وتحليلها، من خلال منظور القيم, وتنمية المهارات اللازمة لفهم, وتقدير العلاقات التي تربط بين الإنسان وبيئته الطبيعية ، وتسعى إلى إيجاد التوازن البيئي ، ورفع مستوى المعيشة للأفراد ، وتنمية مفهوم جماهيري أساسي للعلاقات الإنسانية والتفاعلات البيئية ككل ، فضلاً عن تزويد المواطنين بمعلوماتٍ دقيقة وحديثة عن البيئة ، وتوعيتهم ، ومن حقِّ كل مواطنٍ اتخاذ القرارات بشأن المشكلات البيئي