<!--

<!--<!--<!--

♥ تلوث المياه المشكلة والحل

رضوى جمال حافظ


تحصل معظم المجتمعات على المياه اللازمة للشرب من المياه السطحية كمياه الأنهار والبحيرات وهى مياه بطبعة وجودها معرضة دائماً للتلوث من مخلفات المزارع والمصانع والمنازل، وتزداد حدة التلوث بغزدياد عدد السكان لزيادة ملينتج عنها من مخلفات.

وتسبب المياه الحاملة للميكروبات المرضية مشاكل صحية خطيرة، إذ ينتقل عن طريق المياه الميكروبات المعوية الرمرضية التى تسبب عدوى للجهاز المعوى مثل بكتريا التيفود والكوليرا والدوستناريا وفيروسات شلل الأطفال فضلاً عن الأمراض الطفيلية كالبلهارسيا.

يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ، وليس من الغريب إذن ( أن يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث)

وفى الحقيقة ان تلوث المياه يعد من أسوأ مظاهر تبديد الثروة المائية؛ فالمياه اذا تلوثت لا تنعدم قيمتها بالنسبة للإنسان فحسب بل انها تصبح مشكلة من مشاكل الحياة التى تحتاج الى علاج سريع حتى لايمتد تأثيرها السلبى الى أشياء أخرى قد تيد معها تكلفى تداركها ؛ فتلوث المياه اذا لم يتم علاجه بالصورة المناسبة وبالسرعة الكافية ، قد ينتج عنه أضرار صحية مباشرة على الإنسان أو أضرار غير مباشرة على البيئة المحيطة به سواء الأسماك التى يمكن أن تموت أو تصبح غير صالحة للإستهلاك

 

 

 

مصادر تلوث المياه :

-         مصادر صناعية.

-         الصرف الصحى.

-         الصرف الزراعى.

-    الكوارث البيئية المتمثلة فى حدوث تسريب من ناقلات البترول فى البحار خاصة فى المناطق الشاطئية، أوالتلوث الإشعاعى خاصة تلك التى تحدث بالمفاعلات النووية كما حدث فى اليابان وروسيا.

-    كما أن هناك مصادر أخرى لتوث المياه يسبب فيها الأفراد بصورة مباشرة منها إلقاء القمامة والحيوانات الميتة فى القنوات المائية مثل الترع والمصارف ونهر النيل أو أى مسطح مائى.

مصادر تلوث صناعية :

تشكل مياه المصانع وفضلاتها 60 % من مجموع المواد الملوثة للبحار والبحيرات والأنهار، وتصدر أغلب الملوثات من مصانع مثل مصانع الدباغة والرصاص والزئبق والنحاس والنيكل ومصانع الدهانات والإسمنت والزجاج والمنظفات ومصانع تعقيم الألبان والمسالخ ومصانع تكرير السكر، بالإضافة إلي التلوث الناتج من شركات البترول.

وللأسف الشديد إن معظم المصانع في الدول المتقدمة والنامية لا تلتزم بضوابط الصرف الصناعي بل تلقي بفضلاتها في المياه ففي الولايات المتحدة وجدت مخلفات سامة في مياه الأنهار والبحار المحيطة بالمصانع ، وفي القاهرة اجريت دراسة علي اثني عشر محطة لمعالجة مياه الشرب ووجدت جميعها تعاني من عدم انطباط الصرف الصناعي .

ونوع أخر من التلوث الصناعي هو استخدام بعض المصانع الماء للتبريد وبذلك يلق الماء الساخن في الأنهار أو البحيرات مما يزيد حرارتها ويؤثر علي الحياة الحيوانية والنباتية بها.

ومن جانب آخر فإن الأبخرة والغازات الناتجة من مداخن المصانع وكذلك عادم السيارات له تأثر مباشر على تلوث المياه وذلك نظراً لأن مياه الأمطار أثنا سقوطها تنزل محملة بهذه الغازات خاصة الغازات القابلة للذوبان فى الماء وينزل بذلك ماء المطر ملوثاً ، ومن خانب آخر فبعض العناصر الثقيلة التى تخرج من هذه الجهات والتى تهبط على المسطحات المائية ونهر النيل تؤدى نفس النتيجة المؤسفة.

الصرف الصحى :

تعتبر مياه المجاري واحدة من أخطر المشاكل علي الصحة العامة في معظم دول العالم الثالث ومنها مصر,لأن أغلب هذه الدول تلقى بمياه الصرف الصحى (مياه المجارى) مباشرة فى البحر ، وفى بعض الأحيان يقوم بعض الأهالى بصرف مياه المجارى على النهر.

وخطورة مياه الصرف الصحى أنها تحتوي علي كمية كبيرة من المركبات العضوية وأعداد رهيبة من الكائنات الحية الدقيقة ، حيث تؤثر هذه الكائنات في المركبات العضوية والغير عضوية مسببة نقصا في الأوكسجين إذا ألقيت في البحر وبذلك تختنق الكائنات التي تعيش في البحر وقد تموت ، أو أنها تسبب تلوث لمياه الأنهار بنفس الطريقة إذا ألقيت فيها لأنه عندما تموت الكائنات المائية مثل الأسماك وغيرها تبدأ البكتريا أو الكائنات الدقيقة التي تعمل لاهوئيا بتحليلها محدثة تعفن وفسادا أخر إلي السابق.

الصرف الزراعى:

و الصرف الزراعى هو فائض المياه الناتجة عن رى الأراضى الزراعية هذه المياه تحتوى على بقايا المبيدات بأنواعها والأسمدة الكيماوية  حيث يحدث ماشبه غسيل للأراضى الزراعية بفائض مياه الرى ينتج عنه احتواء مياه الصرف الصزراعى متبقيات استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في الزراعة ويتسبب ذلك  في تلوث الماء ، أيضاً عند سقوط الأمطار يحدث تجريف لتلك المواد إلي الأنهار أو البحيرات كما أن جزءً من مياه الري ينقل تلك المواد إلي المياه الجوفية التى يستخدمها الإنسان فيما بعد.

كما يجب الإشارة إلى أن إلقاء الحوانات الميتة فى القنوات المائية ونهر النيل هو أحد عوامل تلوث المياه؛ حيث تتحلل هذه الحيوانات الميتة بفعل الكائنات الدقيقة منتجة مواد أخرى بعضها سام فضلاً عن إن وجود هذه الكائنات الدقيقة فى حد ذانه يتسبب فى تغيير طبيعة المياه ويقلل من صلاحيتها للشرب أو الاستعمالات الأخرى خاصة بالمناطق القريبة من مواضع القاء هذه الحيوانات.

خطورة تلوث المياه :

يتوقف مدى خطورة تلوث المياه على الهدف من استخدامها:

-         وتكون أكثر خطورة اذا كان الهدف من استخدام المياه هو الشرب مباشرة حيث تسب المياه الملوثة الإصابة بالنزلات المعوية.

-         كما أن تلوث المياه يعتبر عاملاً من عوامل انتشار بعض الحشرات مثل البعوض الذى ينقلالأمراض مثل  مرض الملاريا.

-         يتسبب تلوث مياه البحيرات والبحار فى موت الأسماك أو جعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمى.

-    فى المناطق النائية (الأرياف) يستخدم الأهالى مياه الترع فى الغسيل والإستحمام مما يؤدى الى نقل بعض الطفيليات اليهم مثل الدودة الكبدية وديدان البلهارسيا.

-    استخدام المياه الملوثة فى الزراعة  فى رى الاحاصيل الورقية التى تؤكل طازجة يعتبر من أهم عوامل نقل الأمراض الطفيلية للإنسان خاصة إذا تم إذا لم يتم غسلها جيداً.

-    كذلك ينتج عن استخدام المياه الملوثة فى المزارع السمكية مشاكل مرضية للأسماك قد تؤدى إلى خسائر كبير فى الإنتاج فضلاً عن بعض هذه الأمراض يمكن أن ينتقل إلى الإنسان.

-    التلوث الناتج عن الصرف الصناعى فى البحار أو البحيرات بصورة مباشرة له تأثير ضار جداً على الطيور المهاجرة فضلاً عن تأثير الضار على المخزون السمكى.

-         تلوث الشواطىء الساحلية يقلل من أهميتها السياحية للسياح والمصطافين.

  

وسائل مكافحة تلوث المياه :

من بين وسائل مكافحة تلوث المياه :

-         الاهتمام بتطوير محطات معالجة المياه بحيث تقوم بمعالجة أكثر أماناً وفعالية.

-         تجديد شبكات نقل المياه ، واستخدام وسائل مركزية أو منزلية لتنقية المياه.

-         المعالجة الآمنة لمياه الصرف الصحي والتأكد من عدم اختلاطها بمياه الشرب.

-         والحرص على الغسيل الدائم والتطهير الدوري لخزانات المياه على أسطح المنازل.

-    نشر التوعية  الصحية فى جميع وسائل الإعلام والمدارس للتوعية بالعادات الصحية مثل غسل الأيدي بالماء النظيف والصابون.

-          عدم استخدام مياه الترع لأغراض الشرب أو الأغرض المنزلية وكذلك عدم النزول فيها.

-    كما يمكن الوقاية من تلوث المياه الجوفية عن طريق حفر آبار مياه عميقة، بعيدة عن الملوثات، والكشف الدوري على صلاحية هذه الآبار ونسب الأملاح الذائبة فيها، ومطابقتها للمواصفات القياسية لمياه الشرب.

-         سن القوانين الرادعة للمصانع والشركات او الافراد المخالفين المتسببين فى اى نوع من انواع التلوث.

 

خاتمة:

إن توعية المجتمع بأهمية المياه والموارد المائية وعلى رأسها نهر النيل أصبحت الآن  واجب وطني ومسؤولية تقع على عاتق كل فرد فيه فلابد من نشر الوعي المائي من خلال تثقيف الطفل منذ صغره على عدم التبذير في استخدام المياه أو  تلويثهـا وإشراك الأمهات  في هموم وقضايا المياه وتوعيتها بندرتها وإرشادها إلى الاقتصاد في استعمالها وتنشئة أطفالها على ذلك. لأن اهدار المياه أو العمل على تلويثهــا أصبح عملاً منبوذ وغير مقبول ، ولا يقره الدين قال الله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




 

 

المصدر: القرآن الكريم الماء والحياة _ بحث م. جما حافظ الميكروبيولوجيا التطبيقية _ كتاب د عبد الوهاب محمد عبد الحفيظ ، د محمد الصاوى محمد مبارك 1966 نشرات شئون البيئة ميكروبيولوجيا تلوث البيئة – بحث م. جمال حافظ 2013 نشرات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. نشرات وزارة الصحة نشرات وزارة الموارد المائية والري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 775 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2013 بواسطة jamalhafez

ساحة النقاش

saalee99

اريد التواصل معك م/جمال
سالم النعيمي من الامارات00971567360392

saalee99 فى 10 يوليو 2014 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

139,590