بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
كم نحن بحاجة في أيامنا هذه لتتبع أقوال وأحوال سلفنا الصالح، والسير على طريقهم واقتفاء أثرهم، ومِن هؤلاء الأعلام الزهاد الورعين، الحسن البصري رحمه الله، الذي تكلم بكلام الصديقين كما وصفته عائشة رضي الله عنها، وعندما قيل لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: إن الحسن يقول: ليس العجب لمن هلك كيف هلك؟ وإنما العجب لمن نجا كيف نجا؟ فقال علي: سبحان الله! هذا كلام صديق.
فهذه نبذة من أقواله عسى أن تنير الطريق وتعين الرفيق، في دنيا الفتن والشهوات وابتعاد الناس عن الأمر العتيق.
يقول الحسن البصري رحمه الله:
1- من طلب العلم لله، لم يلبث أن يُرى ذلك في خُشوعه وزُهده وتواضعه.[1]
2- احرصوا على حضور الجنائز، فإن فيها ثلاثة أجور: أجرا لمن عزى، وأجرا لمن صلى، وأجرا لمن وارى.[2]
3- أيها الناس إياكم والتسويف، فإني سمعت بعض الصالحين يقول: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ثم لا نتوب حتى نموت![3]
4- أعزُّ الأشياءِ: درهم حلال، وأخٌ في الله إن شاورته في دنياك وجدته متين الرأي، وإن شاورته في دينك وجدته بصيرا به.[4]
5- من تسربَلَ العقلَ أمِنَ الهَلَكَة.[5]
6- المغبون من غُبِنَ عقلُهُ.[6]
7- إصحبِ الناس بمكارم الأخلاق، فإن الثواءَ بينهم قليل.[7]
8- اثنان لا يصطحبان أبدا: القناعةُ والحسدُ، واثنان لا يفترقان أبدا: الحِرصُ والحسد.[8]
9- يسود الرجل بعقله وبحيائه وحِلمِه.[9]
10- لا تأتِ إلا من تأمُل نائلَه، أو تخافُ سطوته، أو ترجو بركَةَ دُعائه، أو تقتبسُ من علمِه.[10]
11- إن هذا الدين قوي، وإن الحق ثقيل، وإن الإنسان ضعيف، فليأخذ أحدكم ما يُطيق، فإن العبد إذا كَلَّفَ نفسه من العمل فوق طاقتها، خاف عليها السآمة والترك.[11]
12- المرضُ زكاةُ البدن، كما أن الصدقة زكاةُ المال، فكُلُّ جسمٍ لا يشتكي كمثل مالٍ لا يُزّكَّى.[12]
13- أفضل العمل الفكرةُ والورع، فمن كانت حياته كذلك، نجا وإلا فليحتسب حياته.[13]
14- الفكرةُ مرآةٌ تُريكَ حَسَنَتَك، ومن اعتمد عليها أفلح، ومن أغفلها افتُضح.[14]
15- لولا النسيان لكثر الفقهاء.[15]
16- احذر ثلاثة لا تُمَكِّن الشيطان فيها من نفسك: لا تخلونَّ بامرأة ولو قُلتَ: أُعَلِّمُها القرآن، ولا تدخل على السلطان ولو قلت: آمره بالمعروف وأنهاه عن المنكر، ولا تجلس إلى صاحب بدعة، فإنه يُمرض قلبك، ويُفسد دينك.[16]
17- تفقد الحلاوة في ثلاثة: في الصلاة، والقراءة، والذكر، فإن وجدت ذلك فامض وأبشر، وإلا فاعلم أن بابك مغلقٌ فعالج فتحه.[17]
18- لولا ثلاثة ما طأطأ ابنُ آدم رأسه: الموتُ والمرض والفقرُ، وإنه بعد ذلك لوثَّاب.[18]
19- أيها الناس! إنها والله ما خُلِقنا للفناء، ولكنا خُلقنا للبقاء، وإنما نُنقلُ من دار لدار.[19]
20- من وقَّرَ صاحبَ بدعة، فقد سعى في هدم الإسلام.[20]
21- احذروا العابد الجاهل، والعالم الفاسق، فإن فيهما فتنةً لكل مفتون.[21]
22- ابن آدم! لا يغرنك أن تقول: المرء مع من أحب، فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم، وإن اليهود والنصارى ليحبون أنبياءهم، ولا والله ما يحشرون معهم، ولا يدخلون في زمرتهم، وإنهم لحَصَبُ جهنم هُم لها واردون.[22]
23- لا تزال هذه الأمة بخير، ولا تزال في كَنَفِ الله وستره، وتحت جناح ظِلِّه ما لم يرفُق خِيارُهُم بشرارهم، ويُعَظِّم أبرارهم فُجارهم، ويَمِل قُراؤهم إلى أمرائهم، فإذا فعلوا ذلك، رُفعت يدُ الله عنهم، وسُلِّطَ عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب، ولعذاب الآخرة أشق وأبقى، وقُذِفَ في قلوبهم الرعب.[23]
24- يحاسِبُ الله سبحانه المؤمنين يوم القيامة بالمِنَّة والفضل، ويُعَذِّب الكافرين بالحُجَّة والعَدل.[24]
25- يا عجبا لألسنة تصِفُ، وقلوبٍ تَعرِفُ، وأعمالٍ تُخالفُ.[25]
26- من دخل مداخل التُّهمة، لم يكن له أجر الغيبة.[26]
27- من أحبَّ أن يعلم ما هو فيه؟ فليَعرِض عمله على القرآن، ليتبين له الخُسران من الرُّجحان.[27]
28- رحم الله عبدا عرض نفسه على كتاب الله، فإن وافق أمره، حَمِدَ الله، وسأله المزيد، وإن خالف، استَعتَبَ ورجع من قريب.[28]
29- يا عجبا لابن آدم! حافظاه على رأسه، لسانُهُ قَلَمُهُما، وريقُهُ مدادهما، وهو بين ذلك يتكلم بما لا يعنيه.[29]
30- ابن آدم! إن اللبيب لا يمنعُهُ جِدُّ الليل من جِدُّ النهار، ولا جِدُّ النهار من جِدُّ الليل، قد لازم الخوفُ قلبه، إلى أن يرحمه رَبُّه.[30]
31- إياكم والمدح فإنه الذبح.[31]
32- ما أنصف رَبَّهُ عبدٌ اتَّهمهُ في نفسه، واستبطأهُ في رزقه.[32]
33- لا شيء أولى بأن تقيده من لسانك، ولا شيء أولى بألا تَقبَلَهُ من هواك.[33]
34- ما الدابة الجموح بأحوجَ إلى اللجام المُمسك من نفسك.[34]
35- ابنَ آدم! إنك لست بسابق أجَلَكَ، ولا بمغلوبٍ على رزقِكَ، ولا بمرزوقٍ ما ليس لك، فَلِمَ تكدح؟ وعلامَ تقتُلُ نفسك؟[35]
36- مَن لم يُجَرِّبِ الأمور خُدِعَ، ومن صارَعَ الحق صُرِع.[36]
37- ابن آدم بين ثلاثة أشياء: بِلِيَّةٌ نازلة، ونِعمةٌ زائلة، ومَنِيَّةٌ قاتلة.[37]
38- ابنُ آدمَ غَرَضٌ للبلايا والرزايا والمنايا، ثم ينتحب ويبكي ويقول( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).[38]
39- ابن آدم! قَدِّم ما شئت من عملٍ صالح أو غيره، فإنك قادمٌ عليه، وأخِّر ما شئت أن تُؤَخِّر فإنك راجعٌ إليه.[39]
40- من أدرك آخر الزمان، فليكن حِلسا من أحلاس بيته.[40]
41- ما لي أسمع حسيسا، ولا أرى أنيسا؟![41]
42- من ذَمَّ نفسه في الملأ فقد مدحها، وبِئسَ ما صنع.[42]
43- ثلاثة من قواصم الظهر: إمامٌ تُطيعه فَيُضِلُّكَ، وجارٌ إن عَلِمَ خيرا ستره، وإن علم شرا نشره، وفقرٌ ظاهرٌ لا يجد صاحبُهُ مُتَلَذَّذا.[43]
44- إذا رأيت في ولدك ما تكره، فاستَعتِب ربك، وتُب إليه، فإنما ذلك شيء أُرِدتَ به أنت.[44]
45- إذا أظهر الناس العلم، وضيَّعوا العمل، وتحابوا بالألسن، وتباغضوا بالقلوب، وتقاطعوا في الأرحام، لعنهم الله – جل ثناؤه- فأصمهم وأعمى أبصارهم.[45]
46- هُجرانُ الأحمق قُربةٌ إلى الله، ومواصلةُ العاقل إقامةٌ لدين الله، وإكرامُ المؤمن خِدمةٌ لله، ومُصارمةُ الفاسق عونٌ من الله.[46]
47- لا تَكُن شاةُ الراعي أعقل منك، تَزجُرُها الصيحة، وتطرُدُها الإشارة.[47]
48- المؤمن لا يلهو حتى يغفل، فإذا تفكر حزن.[48]
49- من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده صلاته من الله- عز وجل – إلا بُعدا، ولم تزده عنده- جل ثناؤه- إلا مقتا.[49]
50- المُراعي لعَمَلِهِ كالمُدافع في الحرب عن نفسه، بل مُراعاة العمل أفضلُ وأكثر أجرا.[50]
أيمن الشعبان جزاه الله عنا خيرا على هذه الحكم
المصدر: مجالسنا
نشرت فى 18 إبريل 2013
بواسطة islammy7
إسلامي
ابحث
عدد زيارات الموقع
179,998