-
حوار : فاطمة حسن
من عربة فول إلى كبير باحثين تنمية إدارية بدرجة مدير عام بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ومقرِرة لجنة الموارد البشرية بوزارة الكهرباء، والمشرفة أيضًا على إدارة شئون العاملين بالوزارة، مشوار يستحق إلقاء الضوء عليه ليكن منهاجًا تسير عليه الأمم. التقينا بها وكان لنا ذلك الحوار الحصري لجريدة فكرة:
أ\ فاطمة في البداية حدثينا عن مشوارك العظيم
كان يعمل والدي في محل للبقالة وكان الرزق قليلًا جدًا ،حيث كانت أسرتي تتكون من أب وأم وخمسة أبناء، وكان دخل أبي لا يكفي الاحتياجات الضرورية للمنزل، بالإضافة إلى إصابة أخي بضمور في الأعصاب، فقرر والدي العمل على قدرة فول لزيادة الدخل وكان يصطحبني معه منذ صغري حتى مرحلة الابتدائية ، ثم بعد ذلك في مرحلة الإعدادية كنت أذهب في الصباح إلى مدرستي وفي المساء أعاونه في محل البقالة، مرت السنوات ثم عكفت في المنزل على كتبي حتى أحصل على مجموعٍ يؤهلني لدخول الثانوية العامة، حيث كان والدي يهدف دائمًا إلى أن نتعلم ونحصل على شهاداتنا بالرغم من كونه أُميّ، وبإصرارٍ من والدي ومني وفقني الله لدخول الثانوية العامة ولم أنقطع عن العمل بالمحل ، ثم بعد ذلك التحقت بكلية التربية قسم لغة عربية وبدأت صحة أبي في التدهور، ثم تم تكليفي بالعمل كمدرسة لغة عربية ، وأصبح تلاميذي في الصباح هم عملاء المحل في المساء.
توفي والدي وأصبح الحمل ثقيلًا على أكتافي، وظلت أمي تفتح المحل في الصباح وأنا في المساء حتى وجدنا أن العمل بالمحل لا يؤتي ثماره، فتركنا المحل لأصحاب البيت، وظللت أعمل بالمدرسة لمدة سنتين ثم تركت المدرسة، وتم تعييني بوزارة الكهرباء عن طريق الواسطة،وتدرجت في السلم الوظيفي إلى أن وصلت إلى درجة مدير عام، وتوفت والدتي عام 2001 وأقمت بمفردي أتحدث مع جدران المنزل إلى أن هداني الله إلى حفظ الكثير من القرآن الكريم، ودرست أحكام التجويد في عامين ، وفي عام 2006 فكرت كثيرًا في زيادة دخلي حتى لا أحتاج إلى المساعدة من أحد ، فقرأت كثيرًا في علم الأسانيد وتعلمتها وأتقنتها جيدًا والآن بعد الانتهاء من عملي بالوزارة أقوم بعمل إجازات ببعض المشايخ ، كما تعلمت أيضًا خلال تلك الفترة طباعة السلك سكرين وهي الطباعة على الجلود، وحتى وقتنا هذا يبدأ يومي منذ الساعة الخامسة صباحًا وحتى الساعة العاشرة مساءً وأحمد ربي كثيرًا على فضله.
في عام 1988 تقدمت لحجز وحدة سكنية من الوحدات المتخصصة لذوي الإعاقة ولم أحصل عليها، وفي عام 2010 أخبرتني زميلتي بإقامة اعتصام أمام مجلس النواب، فانضممت إليهم ولم نرحل حتى حصلنا على الشقق، ومن هنا بدأ الاهتمام بقضايا ذوي الإعاقة وبدأت في المشاركات في المؤتمرات الداخلية والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقوق ذوي الإعاقة التي تغفل عنها الحكومات السابقة.
في عام 2012 قمنا بعمل اعتصام أمام الاتحادية للمطالبة بحقوق أبنائنا المهمشين (ذوي الإعاقة)، ولكن للأسف تم سحل المعاقين وأصيب الكثيرون منّا .
ماذا عن أداء ممثلي متحدي الإعاقة؟
ممثلي متحدي الإعاقة سواء من أعضاء مجلس النواب أو غيرهم لا يمثلون إلا أنفسهم للأسف ولم يقدموا شيئًا لنا
وماذا عن دور الدولة تجاه متحدي الإعاقة؟
حتى الآن لا يحصل المعاقون على أبسط حقوقهم، أولًا لابد للمعاق أن يحصل على فرصة عمل وهناك القوانين التي تلزم الدولة بتعيين المعاقين ولكن للأسف لم يتم تفعيلها، وفي تلك الحالة يجب أن يحصل المعاق على معاش حتى يعش حياة كريمة.
المعاق مهان في بلده ويتعامل معه المجتمع على أنه فاقد للأهلية، ولا يستطيع اتخاذ القرارات المناسبة لحياته، أما عن الأجهزة التعويضية فهي رديئة جدًا وأكواد الإتاحة غير متاحة في مصر، فالدولة تصر على أن المجتمع المصري لا يوجد به معاقون، فالشوارع تمتلئ بالأرصفة المرتفعة التي لا يستطيع الصعود عليها وأمور أخرى كثيرة. تهتمين بملف التمييز في العمل حدثينا أكثر عن ذلك
يوجد تمييز قوي في العمل وأنا خير دليل على ذلك، فلقد تقدمت لشغل إحدى الوظائف القيادية بالوزارة وللأسف لم أحصل عليها بسبب إعاقتي بالرغم من ممارستي لأعمالها منذ أكثر من خمس سنوات، ولن أترك حقي وسوف أتخذ جميع الإجراءات القانونية حتى لو تطلب ذلك أن ألجأ إلى القضاء.
نحن لدينا قوة جبارة وإرادة لا حدود لها ونستطيع أن نفعل الكثير فمنا المهندسون والحاصلون على أعلى الدرجات العلمية وينقصنا فقط ثقة الدولة بنا.
بجانب الوزارة والعمل الآخر ترغبين في تعلم الفوتوشوب كما ذكرتي على صفحتك الشخصية فما هي آخر التطورات في ذلك الشأن؟
بالفعل وذلك من أجل تحديث عملي في القيام بعمل أسانيد المشايخ ، فكنت أرغب في إدخال بعض التعديلات
في طريقة كتابة الإسناد وللأسف لم أصل إلى شئ حتى الآن لعدم وجود مكان قريب من منزلي.
ماذا تخططين للفترة القادمة؟
سوف أتفرغ لقضية الإعاقة حتى نحصل على حقوقنا، ثم الاهتمام بعملي الآخر حيث أنني لم أجنِ شيئًا من عملي بالوزارة طوال حياتي الوظيفية إذًا لا داعي للاهتمام بعملي فقط طالما ينظرون لي على أنني آلة فقط.
في النهاية هل هناك أي رسالة تودين توجيهها من خلال فكرة؟
أولًا رسالة إلى الحكومة حيث أقول لهم إياكم وغضب ذوي الإعاقة .
ثانيًا إلى الرئيس: نحن أبناؤك ولنا حق عليك ولابد أن تراعي ذلك ، فاهتم بذوي الإعاقة كما تهتم بالشباب فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ، فنحن شركاء ولسنا أعباء.