جريدة / المصري اليوم
كتب /غادة عبد الحافظ
«عمرو» أول المكفوفين في «الثانوية»: والدتي و«توأمي» يستحقان التكريم أكثر مني
زغاريد وسعادة غامرة ملأت منزل عمرو طارق السعيد أمين، الطالب بمدرسة النور والأمل للمكفوفين، فور علم أسرته بحصوله على أول المكفوفين على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة، وكانت «المصرى اليوم» هى أول من زفت إليهم الخبر.
وسجد «عمرو» على الأرض شاكراً لله على تفوقه، فيما تعلق شقيقه التوأم برقبته ووالدته والدموع تنهمر من عينيها والجميع يرددون: «الحمد لله».
«عمرو» قال، وهو يحتضن شقيقه ويقبل يد والدته: «والدتى وشقيقى التوأم عبدالعزيز هما سبب تفوقى، لأنهما بذلا مجهوداً كبيراً خلال مدة دراستى، وكان توأمى، وهو طالب بالثانوية العامة أيضاً، يذاكر لى المواد العلمى واللغات، بينما كانت والدتى هى المسؤولة عن مذاكرة المواد الأدبى، بخلاف اهتمامها بغذائى وملابسى وطلبات البيت اليومية، ولذلك فهما يستحقان التكريم أكثر منى».
وأضاف: «فى مدارس المكفوفين الوضع مختلف، لأن المدرسين يجتهدون ويبذلون مجهوداً كبيراً مع الطلبة، لأن الأعداد قليلة، وكان كل مدرسينى يتوسمون فىَّ التفوق، فكانوا يزيدون من اهتمامهم ويحرصون على فهمى وتحصيلى لدروسى».
وأكد أنه كان يحرص على التقرب لله وشكره على النعم الكثيرة التى منحها الله له، قائلاً: «ربنا لو كان حرمنى من النظر فهو أعطانى نعماً كثيرة أخرى كانت سبباً فى تفوقى فى دراستى».
وطالب «عمرو» الدولة بالاهتمام بالمكفوفين وتوفير فرص عمل لهم عقب انتهاء الدراسة، قائلاً: «مشكلة المكفوفين أنهم يجتهدون فى الدراسة، لكنهم بعد ذلك للأسف لا يجدون فرصة عمل، خاصة أن نسبة الـ5% لا تكفى، ومعظم أصحاب العمل يرفضون توظيف المكفوفين، وهناك الآلاف منهم لديهم الطموح، ولكن للأسف الظروف لا تسمح لهم بتحقيق طموحاتهم».
وقالت والدته سلوى عبدالعزيز، ربة منزل: «ربنا أكرمنى بأولادى جميعاً و(عمرو)، هو درة إخواته، فله شقيق مهندس اتصالات وآخر صيدلى، وفرحتنا هاتكتمل لما توأمه عبدالعزيز ينجح بمجموع كبير فى الثانوية العامة، فهو من المتفوقين، لكنه كان بيهتم بمذاكرة شقيقه (عمرو) أكثر، وربنا يعطيه على قد تعبه ونيته».
وابتسم «عبدالعزيز» قائلاً: «أنا لسه ماعرفتش نتيجتى، لكنى حاسس إنى طلعت الأول، لإن شقيقى التوأم عمرو من أوائل الثانوية العامة، فهو أهم حاجة فى حياتى».
