ماذا نعنى باللدغة؟
هى إبدال الصوت بصوت آخر نتيجة لخروج الصوت من مخرج غير مخرجه الصحيح وهى تشيع فى ثلاثة أنواع:
أ- اللدغة السينية
ب- اللدغة الرائية
جـ- اللدغة فى بعض الأصوات الحلقية
أولاً: اللدغة السينية:
يطلق عليها أحياناً الثأثأة، وهى تعد من أكثر عيوب النطق انتشاراً بين الأطفال حتى سن السابعة، وهناك فئة تلازمها هذه العادة إلى أن تتاح لها فرصة العلاج الكلامى.
و قد عرفنا أن نطق صوت (س) بطريقة طبيعية يتطلب أن يكون اللسان خلف حافة الأسنان العليا ولا يلامس طرف اللسان الأسنان (صوت لسانى - لثوى - احتكاكى مهموس) فإذا ما كان المريض يعانى من اللدغة السينية فإنَّه يبدل هذا الصوت بأصوات أخرى كالثاء مثلاً أو الشين أو الدال فى بعض الحالات.
و يرجع ذلك لدى المريض إلى أسباب مختلفة.
فعندما ينطق المريض كلمة مثل ساعة أو سكر فإنَّه ينطقها ثكر، ثاعة، فيخرج صوت السين من مخرج الثاء (طرف اللسان مع الأسنان العليا).
و قد يأخذ هذا الصوت شكلاً آخر فنسمع الكلمتين السابقتين (شكر - شاعة) بإبدال السين شين بحيث ينتشر تيار الهواء على جانبى اللسان بينما الوضع الطبيعى لصوت السين أن يمر الهواء فى تجويف ضيق بين اللسان واللثة.
و العلة فى ذلك ترجع إمَّا لعدم قدرة الشخص على التحكم فى حركات لسانه أو إلى بروز طرف اللسان خارج الفم أو لسبب آخر من الأسباب التى ترجع إلى الناحية التشريحية فى تكوين اللسان.
ثانياً: اللدغة الرائية:
و هى تشكل نسبة أقل من المصابين باللدغة السينية وفى هذا النوع من اللدغة ينطق الشخص صوت الراء والذى هو صوت لسانى حلقى صلب ينطقه بإحدى الصور التالية (ى - غ - لام) فعندما يطلب من المريض أن ينطق كلمة (سراب) فإنَّه ينطقها (سياب أو سغاب أو سلاب) وكل صورة من هذه الصور تمثل حالة من حالات اللدغة الرائية.
ثالثاً: اللدغة فى بعض الأصوات الحلقية: (ك - ج - ق - غ - خ)
و هذه الأصوات فى صورتها الصحيحة تنطق لسانية خلقية رخوة بمعنى أن مؤخر اللسان يلامس الجزء اللهائى الرخو من سقف الحلق ولكن الشخص الذى يعانى من هذه اللدغة يخرج هذه الأصوات من مخرج آخر فتتبدل بأصوات أخرى.
مثلاً:
صوت الكاف فى كلمة (كتاب) ينطقها الشخص (تتاب).
صوت الجيم فى كلمة جرجا ينطقها المريض دردا.
صوت القاف فى كلمة بقرة ينطقها المريض بترة.
صوت الخاء فى كلمة خروف ينطقها المريض قروف.
صوت الغين فى كلمة مغرب ينطقها المريض معرب أو مأرب.
هذه أشهر صور اللدغة شيوعاً كمرض من أمراض الكلام فما أسبابها ؟
تتمثل أسباب اللدغة فيما يلى:-
أولاً: الأسباب العضوية:
وهى تتمثل فى وجود عيب خلقى فى عضو من أعضاء النطق يجعله لا يؤدى دوره فى إخراج الأصوات بصورة طبيعية فيتعذر على صاحبه إخراج الصوت من مخرجه الطبيعى ويستبدله بصوت آخر.
ومن أمثلة هذه العيوب:
الشفة الأرنبية وفيها نجد شقاً خلياً فى الشفة العليا أو السفلى وهذا يؤدى إلى عدم القدرة على نطق الحروف الشفاهية بصورة صحيحة وقد ينتج هذا الشق فى الشفة إصابة الشفة بجرح قطعى.
عدم انتظام الأسنان من ناحية تكوينها الحجمى كبراً أو صغراً أو من حيث القرب أو البعد أو التطابق أو فقدان بعضها أو وجود اعوجاج أو تشويهات فى بعضها.
زيادة حجم الفك العلوى أو السفلى أو كسر فى أحدهما يؤدى إلى صعوبة فى حركة الفكين ما يؤدى بالتالى إلى عدم القدرة على نطق الأصوات نطقاً صحيحاً.
أن يكون اللسان لدى المريض غير قادر على أداء دوره فى إخراج الأصوات بصورة صحيحة وذلك نتيجة لكبر حجمه مثلاً فيؤدى هذا إلى بروزه خارج التجويف الفمى أو نتيجة لوجود شبكة تحت اللسان تعوق حركته الطبيعية أو نتيجة لإصابة أدت إلى تشوهات فى اللسان أو فقد جزء منه.
وجود شق خلقى فى منطقة من مناطق الحلق وهذا بدوره يؤدى إلى عدم إخراج الأصوات الحلقية من مخرجها الصحيح.
ثانياً: الأسباب الوظيفية:
و تعنى بها الأسباب المكتسبة من البيئة ومن أهم هذه الأسباب التقليد أو المحاكاة لشخص من المحيطين به والذين لهم دور فى إكسابه اللغة فى أولى مراحلها ويعانى هذا الشخص من لدغة فيكتسبها الطفل وينطق الصوت كما يسمعه.
أساليب التشخيص:
(1) المقابلة الصوتية للمريض عن طريق حديثه حتى يمكن تحديد الأصوات التى يعانى من لدغة فيها.
(2) الفحص الإكلينيكى حتى نقف على أى أسباب عضوية قد تكون وراء هذه الظاهرة المرضية فى النطق.
أساليب العلاج:
على ضوء التشخيص يتحدد أسلوب العلاج المناسب فإذا كانت الأسباب عضوية فإن العلاج يتمثل فى التدخل الجراحى لتصحيح الصورة التشريحية لأعضاء النطق حتى تؤدى وظيفتها فى نطق الأصوات بصورة صحيحة.
أما إذا كانت اللدغة ناتجة عن أسباب وظيفية فإن العلاج يتمثل فى التدريبات اللغوية التى يتاح فيها للمريض أن يسمع الأصوات فى صورتها السليمة ويحاكيها وهذه التدريبات لازمة أيضاً إلى جانب العلاج الطبى لمن يعانى من لدغة لأسباب عضوية.
و أولى الخطوات فى هذه التدريبات أن يتمرن المريض على التحكم فى حركات لسانه فى أوضاع مختلفة داخل الفم وخارجه ثم نتبع ذلك بتدريبه على نطق الصوت الذى يعانى فى نطقه ويستعان فى ذلك بمرآة توضع أمامه أثناء التدريب حتى يقارن بينما يقوم به المدرب وما يقوم به هو من حركات أثناء النطق لهذا الصوت.
و عندما يحدث تحسن فى الحالة يمكن أن تتقدم هذه التمرينات خطوة إلى الأمام فبعد أن كانت تدريباً على نطق أصوات منفصلة مرة فى أول الكلمة ومرة فى وسطها ومرة فى آخرها ثم تنطق هذه الكلمات فى جمل بسيطة ثم يدير المدرب حواراً بينه وبين المريض فى مواقف عادية حتى يقف على مدى التحسن الذى حدث فى علاج اللدغة التى كان المريض يعانى منها.
و يحسن ألا تزيد مدة هذه الجلسة العلاجية عن 20 إلى 30 دقيقة وذلك حتى لا يتعرض المريض للإجهاد فيؤثر ذلك على طريقة نطقه للأصوات.
ومن المهم أن ننتبه إلى أن نجاح هذه التدريبات يتوقف إلى حد كبير على توفر الجو النفسى الملائم للمريض بمعنى أن نخفف من حدة الصراع النفسى لديه ولا نبالغ فى تصوير المشكلة التى يعانى منها وغير مقبول أبداً أن نتلقى نطق المريض لصوت من الأصوات بالسخرية أو الضحك على طريقة نطقه فإن لهذا أثره السلبى على العلاج فضلاً عما نتج عن هذا من شعور المريض بالنقص وميله إلى الانطواء جروب الطريق الاخضر