العمامة في قرى النوبة لها أكثر من مدلول، ولها أكثر من شكل في أسلوب لفه حول الرأس، وأيضا لها أكثر من نوع من أنواع الأقمشة التي تناسبها، وتتفاوت أطوالها حسب الحاجة، فهي من ناحية تدل على المجتمع المحلي للرجل ووضعه الاجتماعي والاقتصادي، وكل منطقة من مناطق النوبة لها ذوقها الخاص في التعامل مع العمامة، ففي شمال النوبة في منطقة الكنوز نجد أنها صغيرة وقصيرة إلى حد ما عند الشباب بما يوحي بكثرة الحركة، وأحيانا يكتفي الشباب بلبس الطاقية الملونة أو المزركشة ووضع العمامة على الكتف، أما الرجال الكبار فإن عمائمهم كبيرة تضفي عليهم الوقار اللازم وتوحي بأنهم علية القوم، وفي كل الأحوال تكون العمامة بيضاء اللون بما يتناسب مع أشعة الشمس الساطعة طوال النهار، إلا أنها صارت من سمات الرجولة عند النوبي، بحيث لا يتركها حتى في المساء.
وفي منطقة العرب لا يتقيدون باللون الأبيض في العمامة، فهناك بعض الألوان الأخرى وبخاصة اللون الأخضر والأزرق تستخدم أحيانا في الغرض ذاته، وإن كان اللون الأبيض هو الغالب.
وفي جنوب النوبة في منطقة الفاديجا نلاحظ أن رجالها دائما يفضلون العمامة البيضاء الكبيرة بصرف النظر عن المرحلة السنية سواء كانوا شبابا أو كبارا، أما الطاقية فتكون بيضاء فقط والطواقي الملونة لم تكن متداولة عندهم، وأطوال العمامة تتراوح بين ثلاثة أمتار وستة أمتار، والشاش الذي يتخذونه يكون حسب المستوى الاقتصادي للرجل، فالأغنياء تكون عمائمهم من قماش (التوتال)، وبالنسبة لشكل وأسلوب لف العمامة فإنها تختلف حسب المنطقة، فهناك بعض المناطق تلفها بشكل دائري متراص فوق بعضها البعض، ومناطق أخرى تترك جزءا صغيرا خارج اللفافة تسمى (العذبة)، قد تكون من الخلف أو من أحد الأجناب.
والفنانون والمطربون يهتمون بارتفاع العمامة فوق الرأس أكثر من غيرهم، أما العمال والفلاحون فإنهم يحرصون على أن تكون عمائمهم صغيرة حتى لا تعوقهم عن العمل.