بسم الله الرحمن الرحيم

إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

*****

لقد جعل الله تبارك وتعالى مثلا يحتذي به كل شباب العالم عندما يواجه أحد تحديات الحياة الصعبة والتى لا مخرج لها إلا القبول بها أو مواجهة الأخطار الرهيبة الناتجة عنها..

إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

على كل من يواجه التحدي الذي أصبح واقعا ملموسا يواجه الكبير والصغير والعالم والجاهل والحاكم والمحكوم أن يفر إلى كهف الأمن والآمان ليعتصم بالله الواحد القهار كما فعل شباب أهل الكهف.

إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ 

هذا الكهف نجده الآن عندما نرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء، وعندما نلتمس الخلوة بالواحد القهار، وعندما نستسلم بصبر وحب لله الحكيم العليم، وعندما ننام منتظرين منه الفرج، وعندما نعتزل الضلال والمضلين، وعندما نلجأ إلى سجادة الصلاة، وعندما نسعى بجد ونشاط لمواجهة تحديات الحياة متبعين ما جعله الله في كتابه سنة لا تبديل لها ولا تحويل.

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

[ سورة النحل آية رقم 97 ]

كل عمل صالح هو كهف آمان لك ولأسرتك، كل لفظة ألم نحتسبها عند الله هي كهف آمان لنا ولأسرتنا، كل مرة نقرأ فيها أو نتعلم شيئا ينفعنا هي كهف لنا يحمينا من غدر الزمان، كل خطوة نخطوها نحو مستقبل أفضل هي عمل صالح يُحيينا به ربنا حياة طيبة.

بالعلم والإيمان والإستسلام لله نستطيع أن نواجه كل تحديات الحياة لنعيش في سلام دائم أقره وضمنه لنا ربنا العزيز الجبار.