بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نواصل بعد الفاصل الزمني عن موضوع الصبر ..يقول المولى عز وجل يوضح لنا كيف نحصل على الصبر وما الذي نجنيه إذا صبرنا:
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
وحتى نستوعب المعنى الكبير للآيات سنذهب في رحلة قصيرة إلى سورة أخرى من كتاب الله فهو في حد ذاته كون ناطق بلسان الله العزيز الحميد.
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ
وهنا سنجد أن الاستثناء جمع بين الصبر والصلاة .. مما يجعلنا نذهب إلى آية أخرى في غاية الأهمية :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
وهكذا نجد أن الصبر في الآية الأولى ينجينا من اليأس والقنوط والضجر في حالة المنع ومن الفخر والإعجاب بالنفس والغرور في حالة العطاء ..
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ
وهنا الصلاة تصحح نقص شخصيتنا وتقوم فينا الاعوجاج الذي قد نكتسبه دون أن نشعر من طبائع البشر، وتنجينا من الهلع والجزع والتردد والخوف وعدم الاستقرار.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
وبالصبر والصلاة نكون في معية الله ورعايته وهذا غاية ما يحلم به كل عاقل في هذه الحياة.
ساحة النقاش