يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[ سورة البقرة آية رقم 104]
ما سبق هو أول نداء من الله العزيز الحميد للذين به آمنوا .. أول قاعدة أساسية متينة في الأخلاق .. خُلق اللسان .. وأدب الكلام .. والذي بغيره لا يصح الصيام.. ويؤكد هذا المعنى حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
<< إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ>>.
رواه البخاري (6487) .
النداء الثاني والذي بغيره لا يصح الصيام:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
[ سورة البقرة آية 153]
رمضان هو شهر الصبر والصلاة والعبادات وغايته أن نتدرب على تقوى الله التي سنراها واضحة في النداءات التالية.
النداء الثالث في كتاب الله :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
[ سورة البقرة آية رقم 172]
ومن هنا نفهم أنه يجب علينا أن نأكل حلالا طيبا خلال سنوات عمرنا حتى إذا بلغنا رمضان لم يكن فينا شيئا من حرام فيصح الصيام.
النداء الرابع في كتاب الله :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[ سورة البقرة آية رقم 178 ]
وهكذا ندخل في رمضان ولم تتلوث أيدينا بدماء البشر وهذا قانون إلهي قائم إلى يوم الدين.
النداء الخامس:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[ سورة البقرة آية رقم 183 ]
وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قد دربنا في كل النداءات السابقة على تقوى الله فيما نقول وفي الصبر المقترن بالرضا الكامل وفي الصلاة وفي ما نأكل وفي الحفاظ على حياة الآخرين بعدم قتلهم وسفك دمائهم لكي نصوم رمضان وقد عودنا أنفسنا على تقوى الله التي تعتبر الغاية من الصيام.
هذا والله أعلى وأعلم وما فيه من صواب فمن الله وما فيه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر الخلق.
والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش