اليأس والتفاخر ينبعان من الجهل والوهم والعصيان
=====
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
(( سورة هود ))
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ
أحيانا الإنسان ينفعل لآية من آيات الله العلي العظيم، تدمع عيناه، يحمد ربه، وربما سجد لله شكرا على نعمة الفهم، أو على أي منحة منحه إياها ربه العاطي الوهاب،ثم بعد ذلك تأخذه الدنيا وتياراتها العنيفة القوية خاصة في زماننا هذا، فإذا بحياته تضطرب، ويقف أمام ما أصابه بكل مالديه من قوة وصبر وتأني ورجاء في الله…
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ
ثم يأتي الفرج في آية سمعها من الإمام وهو يصلي .. آية تقول له اصبر وما صبرك إلا بالله.. آية تحدثه عن أجر الصابرين والمخبتين فينشرح صدره وتدمع عيناه شكرا لله .. الرحمن الرحيم .
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
أفتتح الله تبارك وتعالى الآيات بالتذوق .. وهنا يتذوق الإنسان حلاوة المغفرة من الله العزيز الحميد.. يتذوقها هنا في الدنيا ثم له في الآخرة أجر كبير من الكبير المتعال سبحانه وتعالى إذا صبر وواصل مسيرته في صمت وتأني ورجاء واستمر في عمل الباقيات الصالحات.
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
ذكر الله وتسبيحه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم هما المدخل الحقيقي والمؤكد إلى الصبر الجميل الذي لن تجده إلا في صلاة.
ثلاثٌ من كن فيه ذاقَ حلاوةَ الإيمانِ : من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما ، ومن كان يحبُّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ ، ومن كان يكرُه أن يرجعَ إلى الكفرِ بعد إذ أنقذه اللهُ منه كما يكرُه أن يلقى في النارِ
[المحدث : ابن تيمية.. خلاصة حكم المحدث : صحيح]
إن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما فمن الطبيعي أن يفر إلى الله سبحانه وتعالى عندما تجزع نفسه أو يصيبها الهلع.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأذقنا حلاوة القرب وجمال الصبر وطمأنينة القلب. والحمد لله رب العالمين
ساحة النقاش