الدرع الواقي من الخوف والقلق وكل ألوان العذاب.
((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))
(((((((())))))))
لو أن الدنيا كلها ضدك والله معك فستخسر الدنيا وتكسب أنت
ما يلي هو جزء من محاضرة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي:
آخر نقطة أيها الأخوة:
لا أشبع من ترداد هذه الآية، الحياة فيها متاعب وهموم وعقبات وصوارف، لكل مؤمن كافر يقاتله، ومنافق يبغضه، مؤمن يغار منه، وشيطان يغريه، ونفس تغويه، يوجد نفس أمارة بالسوء، عدو رقم واحد، وشيطان يغوي، عدو ثان، وأحياناً مؤمن يحسدك، ومنافق يبغضك، وكافر يقاتلك، أنت بين خمسة أعداء، لكن مهما تكن المصيبة كبيرة جداً, فلن ترى نفسك فجأة في ظلمة البحر والليل وبطن الحوت، هذه مصيبة، لقمته أربعة طن، وأنت كلك وزنك مئة كيلو! لقمة صغيرة، وجبته أربعة أطنان، يفتح فمه ويمشي، يجمع أربعة أطنان سمك وجبة عصرونية، أكل إنسانًا من ثمانين كيلو لقمة واحدة، وجد سيدنا يونس نفسه في بطن الحوت فجأة، لم يكن وقتها خلوي، فنادى في الظلمات؛ -ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت- أن لا إله إلا أنت سبحانك، لا يوجد غيرك يا الله، الأمر كله بيدك:
((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))
[سورة الأنبياء الآية: 87-88]
هذه القصة معها قانون ساري المفعول إلى أبد الآبدين:
(( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ))
﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الأنبياء الآية: 88]
ويسرني أن أضيف شيئا قد جال بخاطري:
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
لدينا خمسة أعداء وضحها لنا فضيلة الدكتور النابلسي ، ولكن عندنا خمس صلوات في اليوم والليلة فلنأخذ ما لنا لنواجه به أعداءنا… ومن فضل الله لا نشبع ودائما نطمع في المزيد من كرمه وإحسانه وعظيم فضله، لذلك سنستفيد من آيات الله التي تزيدنا قوة وصلابة واطمئنانا:
بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
[ سورة البقرة 112]
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
[ البقرة 262]
كل إنفاق في سبيل الله يسحق كل خوف ويزيدنا قوة وقربا من العزيز الحميد.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
[ البقرة 277].
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
[يونس 62]
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
[الأحقاف 13].
ساحة النقاش