بهذه الآية الكريمة قد أعطانا الله المفتاح فلنحرص عليه
*****
ذات مرة استمعت لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله .. مربي الأجيال ومعلم الأعلام .. سمعته يقول : لقد أعطاك الله مفتاح ذكره لتذكره في أي وقت شئت .. وكان يشرح معنى الآية التالية:
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
وهذا ينطبق على الآية الكريمة التى لدينا اليوم :
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
[آل عمران آية رقم 101]
عندما يعصم الإنسان فكره من السلبيات، وعندما نتذكر أوامر ربنا ونواهيه، عندما نستعيذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم، وعندما نُطَهر سريرتنا من الوساوس والريبة والشك ومن كل الأمور التي من شأنها زعزعة اليقين فينا، هذا معناه أن الله قد هدانا ووضعنا على أول الطريق المستقيم.. لكي نواصل مسيرتنا إلى جنة عرضها السماء والأرض:
[آل عمران]
الخطوة التالية بعد الإعتصام بالله العلي العظيم هي أن نتقي الله وكأن التقوى غلاف أو لباس يحمينا من كل المخاطر والتحديات التي تواجهنا في حياتنا الدنيا.
يا سبحان الله .. إن هذه الآية تصور واقعنا الحالي من كل زواياه، وتبين لنا ما خفي عنا من حقائق، أولها أن نذكر نعمة الله علينا، فنجتمع علي النعمة وعلى ذكر الله فتتآلف قلوبنا.
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
خطاب من العزيز الحميد موجه بصفة رسمية ومع مخصوص لكل واحد فينا، فقد بين الله لنا الآيات، وكل ما علينا الآن هو أن نعتصم بالله العلي العظيم.
وأول معاني الإعتصام هو أن نعقم أفكارنا و نهذبها خاصة تلك التي تشوه كل علاقة طيبة مع الآخرين، والمطلوب هو أن نعصم فكرنا عن أخطائهم، أي أن نغض بصرنا ونتغاضى عن سفاسف الأمور، وما ذلك إلا تنفيذا لأمر الله لنا:
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
[ سورة الإسراء آية رقم 53 ]
ثم نواصل مع ما بدأنا به من آيات لنستعد لما سيأتي حتما ونعتصم بالله العلي العظيم كما أمرنا.
إن الطريقة المثلى للدعوة إلى الله هي المعاملة الحسنة، وذلك معناه أن نُحسن إلى أنفسنا فنعصمها من الشيطان، وأن نُحسن إلى الناس فنعصمهم من أنفسنا بأن لا نؤذيهم بسوء الظن أو بسوء المعاملة أو تحقيرهم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وما فيه من صواب فمن الله وما فيه من خطأ فمني ..
وأذكركم بأنني لست مفسرا ولكني أحاول أن أنصح نفسي وإياكم من خلال ما أجده في واقع حياتنا يتوافق وينسجم مع آيات الله، فهي إما نُصح من الله، أو نداء أو تصحيح مسار أو وقاية من خطر مؤكد.
ساحة النقاش