(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ أسند بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ , عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ, قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي : " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ , وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ , وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " . |
إن لم نعفو عن الناس تمكن العذاب منا وربما اعتزلنا الناس وخسرنا الكثير من مودتهم واحترامهم.
لأننا بمنتهى البساطة إن لم نطع ربنا ونعفو عن الناس فقد تركنا الباب مفتوحا على مصراعيه لتدخل منه شياطين الإنس والجن فنزداد عداوة وقطيعة وبغضاء.
وقد قال الله تبارك وتعالى يحفزنا ويساعدنا ويشجعنا على العفو والصفح عن الناس فقال تبارك وتعالى :
كظم الغيظ هو أصعب ما في الموضوع ولكي ننجح فيه علينا أن نُحدث أنفسنا بأن العفو سيجعل الغيظ يخرج من صدورنا كما يخرج الغاز من أنبوبة البوتاجاز ثم بعد ذلك يُدخلنا ربنا في زمرة المحسنين… ذلك لأننا أحسنا إلى أنفسنا وإلى الناس وأطعنا رب العالمين الواحد القهار.
ثم لدينا بعد ذلك تأكيد وتثبيت من الله العزيز الحميد أن كظم الغيظ والعفو يجعلنا من أولي الفضل.. ويرفع مكانتنا بين الناس وربما تصل هذه المكانة إلى عنان السماء .. لأن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وكلمات العفو هي من أطيب الكلام ولها وقع قوي وعميق في النفس البشرية، ثم بعد ذلك محلها القلب الرحيم. ولا يكافئ عليها إلا العزيز الحميد الذي هو في السماء إله وفي الأرض إله ويعلم ما نُخفي ومانُعلن.
ساحة النقاش