بسم الله الرحمن الرحيم
(( 3 ))
إذا اتخذت قرارا فليكن قاطعا ولكن اربطه برضا الله أولا
***
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
كل فكرة فعالة يجب أن نتبناها:
اعتزل الضلال واعتصم بالله تصل إلى بر الأمان
الآن سنعيش تلك النقاط والأفكار الفعالة خطوة بخطوة كي يسهل علينا تطبيقها في واقع حياتنا اليومية:
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
هذه مرحلة قبل القرار .. لقد شعر كل واحد منهم أن هؤلاء الناس في ضلال مبين.. عقيدتهم تتناقض تماما مع عقيدة كل منهم .. لأنه هو يعبد الله.. وقومه يعبدون غير الله .. من هنا انبعث أو كان ميلاد القرار .. القرار بإعتزالهم .. قرار بالفرار إلى الله الواحد القهار .. قرار بترك الضلال والابتعاد عنه مهما كان الثمن ..
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
ربما كان القرار فرديا أو لا .. أي أن كل واحد من أهل الكهف اتخذ هذا القرار وفر من بلده .. ثم اجتمعوا جميعا عند الكهف .. أو أنهم اجتمعوا على هذا القرار قبل أن يخرجوا من البلد ..
على أي حال لقد جمع الله بينهم لأنهم في نفس الطريق .. طريق الإيمان بالله وحده وعدم الشرك به .. هم اتخذوا هدفا واحدا فجمعهم الله ووحد بينهم وألف بين قلوبهم وهذه من أهم عناصر النجاح والتوفيق والنصر.. ( إذا عزمت فتوكل على الله).
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
ثم جاءت اللحظة الحاسمة لحظة اتخاذ القرار الجماعي .. لحظة اجتماعهم على قرار واحد مهما كلفهم ذلك .. فمعنى أنهم يدخلوا كهفا لفترة من الزمن هذا قرار صعب على أي نفس بشرية... أن تعيش في كهف ليس من طبيعة البشر! ولكن للضرورة أحكام .. لقد قبلوا لأنهم قرروا قرارا قاطعا .. ولقد قبلوا لأنهم رضوا بقضاء الله وبغير اعتراض وهذا ما يجب علينا أن نفعله في كل مواقف الحياة.
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
وهنا يأتي دور الرجاء فيما عند الله والذي بدوره يزيل كل العقبات التى تفكر فيها النفس .. ويمحو كل اعتراض على أحداث الحياة بل قبولها والاستسلام لله رب العالمين ..
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
هنا قد ربط كل واحد منهم بين القرار وبين الضرر الكبير الذي سيقع عليهم إن لم يأووا إلى الكهف .. وهذا مايجب أن نفعله دائما في حياتنا اليومية.. عندما لم يتحقق أمل أو شيء معين نتمناه أو عندما نفقد شيئا أو شخصا .. أو عندما نواجه خطر معين أو أي تحدي من تحديات الحياة.. لنهرع إلى كهف الأمان والضمان.
علينا أن نربط قرار الصبر والاستسلام لقضاء الله وقدره بما قد يواجهنا من غضب الله إن لم نرضى بقضائه .. فالمصيبة قد وقعت فإن رضيت واستسلمت فلك الرضا وقد خفف الله عنك .. وإن لم نرضى فسوف نعيش مع عدم الرضا وعواقبه حتى نرضى بقضاء الله وقدره.
يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
وهنا وعلى الفور .. وربما بعد نقاش بسيط اجتمعوا جميعا على نفس القرار،لأنهم ربطوا القرار برحمة الله وتوفيقه فلا غنى لمخلوق عنهما.
-
إذا لا بد من اتخاذ القرار في الوقت المناسب.
-
ولابد أن يكون القرار قاطعا لا رجعة فيه.
-
ولا بد من دراسة الموقف دراسة تشمل إيجابياته وسلبياته، ثم نربط بين القرار و نتيجته الإيجابية ونحدث أنفسنا بكل السلبيات إن لم نفعل.
-
فإذا ما اتضح ذلك لعقلنا التحليلي وارتاحت له قلوبنا فلنتوكل على الله.
-
لقد تعلمنا من قصة أهل الكهف حتى الآن ما لا يمكن الإستغناء عنه في حياتنا اليومية .. لأننا تقريبا في كل لحظة من حياتنا نحن في حاجة لاتخاذ قرارا حاسما بالابتعاد عن الحرام والفساد والضلال والشرك والنفاق والشقاق والإنحلال.
هذا ما يسره الله لنا اليوم وما فيه من خطأ فمني وأستغفر الله لي ولكم .. وما فيه من صواب فمن الله وهو رزقا حسنا ورحمة من الله وهو مما ترك لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأننا سوف نجد مواقف اتخاذ القرار الصائب والقاطع في مرحلة السيرة النبوية الشريفة.
ساحة النقاش