وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
[ سورة الشورى ]
أنصح بقراءة الصفحة التى جاءت فيها هذه الآية كاملة لعل وعسى نلمس معانيها وتسكن قلوبنا فيرحمنا الله إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
ما من مأساة كبيرة أو صغيرة، عامة أو خاصة تهلك الإنسان, إلا بسبب خروجه عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل.
مقولة لفضيلة الدكتور النابلسي.
وبالنسبة لي تعتبر حقيقة من الحقائق الكبرى التى لا تحتمل شك أو ريبة، وقد بدأت أراها في حياتي الخاصة والعامة بشكل واضح ومتكرر.
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
أرجو الله عز وجل أن تسكن هذه الحقيقة قلوبنا، أن كل ما يصيبنا نحن السبب فيه، نحن قدمناه لأنفسنا، يعني لو واحد شتمني فهذا حدث لمعصية ارتكبتها.. فلو كان ذلك كذلك وهو كذلك فعلا فعلينا أن نراجع أنفسنا في كل مرة يصيبنا ما نكره..
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
يعفو الله عن كثير من أخطاءنا فربما من أجل بعض الأعمال الصالحة التى نقوم بها، أو بفضل دعاء الوالدين لنا.. أو ربما أراد الله أن يقربنا ويرفع درجاتنا .. أو ربما أراد الله أن يصحح لنا أفكارنا ويصلح لنا أعمالنا .. فإن كثيرا مما يصيبنا بسبب كلمات نقولها من غضب الله دون أن ندري..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
أحيانا كلمة من رضا الله يصلح الله بها أعمالنا بأن يرسل لنا رسالة إن استقبلناها وقرأنها واتعظنا بها رفع الله عنا القضاء وأصلح بها بعض أفكارنا.
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
الآن لدينا المسئولية مضاعفة.. لأننا إن لم ننفذ فقد عصينا الله وعصينا رسوله صلى الله عليه وسلم .. ذلك لأن الأمر موجه إليه أولا ليبلغنا فيصبح الأمر من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم.. وهذا معناه أن ندع عداوة الإنسان ونجعلها عداوة للشيطان.
قال الله تبارك وتعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
[سورة الحديد 28].
بعد أن أثبت الله لنا الإيمان فإنه سبحانه طالبنا مرة ثانية بأن نتقيه ثم نؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم.. أي لنطيعه ونحبه ونتعرف عليه من خلال سيرته العطرة ونصلي عليه ليل نهار فإن صلاتنا عليه تخرجنا من الظلمات إلى النور.
ساحة النقاش