نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله



السِّلْمِ والسلام والإستسلام هم حصن أمانك من نزغ الشيطان

ضع كل فكرة سلبية في سلة المهملات لأنها من الشيطان، ثم اتبع تعليمات صيانة الإنسان في نداءات الرحمن لعباده الكرام.‏

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

[ سورة البقرة ]

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن الآن في المرحلة السادسة من مراحل صيانة الإنسان حسب تعليمات الرحمن الذي خلق الإنسان وعلمه البيان..

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ

وهذا هو ما نفعله الآن في رمضان، خاصة في هذه العشرة الأخيرة منه .. أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والنصر والنهضة والعتق من النار..

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ

يشري نفسه تعني يشتري أو يبيع.. ونحن في حياتنا العادية اليومية نرى من يبيع نفسه غاليا أو رخيصا، فالذي يرتشي أو يسرق إنما هو باع نفسه للشيطان..

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ

وهذه نقطة الإنطلاقة الكبيرة التى نحن بصددها الآن، مثلا في لغتنا العامية في الشارع المصري تجد من يقول لك ( لا يا عم أنا حشتري دماغي ) بمعنى سأترك كل أمر يأتيني بشر أو وجع الدماغ.

وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ

إذا عندما نصوم إبتغاء مرضاة الله، وعندما نحبس أنفسنا عن الحرام بكل أنواعه، وعندما نقوم ليل رمضان ونصوم نهاره ستكون النتيجة بإذن الله أننا سنجد أعظم رأفة من الله لأنه سبحانه رءوف بالعباد، سنجد من يعاملنا بمنتهى الرأفة والرحمة والود والوصال ذلك لأن لله جنود السموات والأرض.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً

يأمرنا ربنا تبارك وتعالى أن ندخل في السلم كافة، ويأتي هذا الأمر العظيم من العلي الكبير في المرحلة السادسة من نداءات تكوين الشخصية السوية الإيمانية..( راجع ما سبق من نداءات ).

طبعا من أكبر مظاهر السلم والسلام بين الناس نجدها في رمضان، خاصة على مائدة الإفطار، وعلى كل من يريد أن يشري نفسه إبتغاء مرضات الله أن يحافظ على تلك العادات والتقاليد الرمضانية، مثل صلة الرحم وإطعام الطعام وإفطار الصائمين وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.

وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

أخطر ما في حياتنا اليومية هي اتباع خطوات الشيطان، ولكن هل يوجد عاقل يتبع خطوات عدوه؟ بالطبع لا ولكن الذي يحدث أن تلك الخطوات تأتينا في سورة وجهات نظر مزيفة وأفكار سلبية خاطئة، مثلا ولله المثل الأعلى، في حوار بسيط بين الناس يقع المتكلم أحيانا في خطأ مقصود أو غير مقصود، وهنا تكون نواة النزاع...

يوسوس الشيطان وتوسوس النفس وتأبى وقد يصل الأمر إلى حد العداوة والقطيعة، وهذه العملية هي أساس كل نزاع تقريبا.. الآن سنعود إلى كتاب الله وتعليماته لكي نتعلم أن لا نقع في شباك القطيعة والضغينة...

( أول أسباب النزاع هي البعد عن الله وتعليماته في نداءاته )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)

( سورة النور )

يأمر !! قال ربنا تبارك وتعالى أن الشيطان يأمر !!! والله إنه لأمر خطير .. كيف يأمر الشيطان من آمن بالله ورسوله ؟ والإجابة نجدها في الآية .. إنه يأمر من أتبع خطواته .. أي أن كل من يتبع خطوات الشيطان الخفية لأنه يتوارى  ويختبئ في كل فكرة سلبية أو نزعة نفسية خفية مثل الحقد والغل والضغينة، فكل هذه تعتبر مخابئ وبيوت للشيطان والعياذ بالله يتخذها في النفوس المريضة..

وقال الله تبارك وتعالى أيضا في نفس ا لموضوع:

وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)

( سورة الزخرف)

هل اتضحت الرؤيا الآن ؟؟ ففي اللحظة التى نتجاهل آيات ربنا، ينقض علينا الشيطان ويحفر لنا حفره الخبيثة.. فإذا وقعنا فيها بدأ يأمر وينهي لكل من دخل الحفرة سواء بقصد أو وقع فيها بغير قصد..

 

كلمة يعشُ أي يتجاهل أو يتعامى أو يتناسى أو يغفل أو يتغافل عن ذكر الله .. وسوف نشرح هذا بالتفصيل في درس قادم إن شاء الله ...

مواضيع ذات صلة على الرابط التالي:

ttp://forum.amrkhaled.net/showthread.php?536340-%CF%D1%E6%D3-%E3%E5%E3%C9-%E1%E1%DB%C7%ED%C9


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ibrahimelmasry

نحن الآن في أشد الحاجة لإعادة بناء شخصيتنا الإيمانية.. وخير عون لنا هو كتالوج ‏الرحمن لصيانة كرامة الإنسان في نداءاته لعباده المؤمنين ‏
نحن الآن في النداء السادس (( أدخلوا في السلم كافة )) هذا النداء‎ ‎هو في حد ذاته مرحلة ‏جديدة تعالج مواطن الضعف فينا، يأمرنا فيه ربنا أن نحقق السلام بيننا وبين الله أولا، ثم ‏بيننا وبين الناس .. والطريقة المثلى والوحيدة تقريبا هي أن نتخذ الشيطان عدوا .. ولا ‏نتبع خطواته ..‏

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

246,372

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »