نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا

[ سورة النساء]

الشكر لله وللناس من أكبروأعظم وسائل التواصل الإجتماعي

مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا

هناك إيمان أولي.. يعقبه شكر لله على كل نعمه الظاهرة التى نراها ونعرفها ونستمتع بها.. فإن شكرنا الله على كل تلك النعم بأن نؤدي حقها وينتفع بها أقرب الناس لنا ثم من يليهم .. فإن الله تبارك وتعالى سيظهر لنا نعمه الباطنة، مثلا كأن نزداد فهما للدين، أو يكشف لنا ربنا من العلم ما ينفعنا، أو يجعل لنا دعوة مستجابة، فكل ذلك نعماَ جليلة وعظيمة وهي دليل الإيمان ودليل الشكر والعرفان والإستسلام لله رب العالمين .

مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا

الآن لدينا رؤية أخرى تأتينا بصورة بديهية من الآية الكريمة.. هناك أولا إيمان بالله العلي العظيم، ثم هناك شكر لله يعقبه إيمان آخر ..

حالتنا مع الإيمان قبل الشكر تختلف تماما عن حالتنا مع الإيمان بعد الشكر .. فقبل أن نشكر الله تمتعنا بالنعم كلها .. وأحسسنا بفضل الله علينا فشكرناه وحمدناه  فزاد الإيمان في قلوبنا .. وهذا معناه أننا سنستقبل من العزيز الحميد مزيدا من الشكر مع العلم ...  فراجعوا معي الآية رحمكم الله :

وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا

ولكي نعلم بيقين معنى الآية الكريمة سنستدل بآية أخرى لتفتح لنا آفاق جديدة:

وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

فإن شكرنا ربنا على نعمة الفهم زادنا فهما، وإن شكرناه على نعمة الصحة بارك لنا فيها، وإن شكرناه على نعمة الولد حفظه الله من الهلاك، وهكذا نتقلب دائما بين الإيمان بالله العلي العظيم وشكره على عظيم فضله ونعمه سبحانه.

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أنا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ : مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ لِيَشْكُرِ النِّعْمَةَ بِمَا يَشَاءُ "

وعن الشكر وما أدراك ما الشكر .. سنعيش معه من خلال آيات الذكر الحكيم.. لعل قلوبنا تستشعره فنشكر لله بصدق على عظيم فضله كما سيتضح لنا من الآيات التالية:

قال الله تبارك وتعالى في سورة النمل:

فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ

كلمة النملة جعلته يتذكر نعم الله عليه وعلى والديه .. عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.. فإن شكر النعمة يزيدنا تذكرة ويزيدنا علما ويزيدنا قربا وفهما وعرفانا.

قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

سيدنا سليمان هنا ربط عدم الشكر بالكفر والعياذ بالله .. فإن أردنا أن نقدم لأنفسنا شيئا عظيما وقيما ولا يقدر بمال فلنشكر الله تبارك وتعالى.

 

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

[ سورة الأحقاف]

وهذا نوع آخر من الشكر .. وصانا به الله تبارك وتعالى ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء، شكرا لله يعود فضله لوالدينا ويمتد حتى أولادنا وأولاد أولادنا.

وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ

وكأن من أكبر النعم التى يجب أن يكون الشكر فيها هو حالنا الدائم ليل نهار وفي كل حركاتنا، وذلك لأن ذكرنا لوالدينا لا ينقطع سواء كانوا أحياء أو غير ذلك، وأيضا شكرنا لله لا يجب أن ينقطع لأن نعمه علينا لا تنقطع ثانية واحدة خلال عمرنا المديد.

(حديث مرفوع) قَالَ عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ : " مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ ، لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ " .

وكأن الشكر هو من أهم وسائل التواصل مع الناس ورب الناس ملك الناس إله الناس .. ويخطر ببالي هنا أن جماعة الناس الشاكرين الحامدين والذاكرين لله رب العالمين هم في مناعة ربانية من وساوس شياطين الإنس والجن.

اللهم ارزقنا حمدا يقربنا إليك، حمدا يكون لنا وقاية وبركة ومنهاجا، حمدا نتذوق به حلاوة الإيمان، وحمدا نتعرف به على نعمك الباطنة بعد الظاهرة، وحمدا تزيدنا به علما وتنفعنا به في عموم حياتنا وخصوصها، حمدا تمتعنا به وتجعله الوارث منا برحمتك يا أرحم الراحمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ..

والحمد لله رب العالمين .

 

 






  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2016 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,391

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »