18مارس

وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا.

[سورة النساء]

وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : سمِعتُ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ :

« واللَّه إِنِّي لأَسْتَغْفرُ الله ، وَأَتُوبُ إِليْه ، في اليَوْمِ ، أَكثر مِنْ سَبْعِين مرَّةً »

رواه البخاري .

وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ ‏غَفُورًا رَحِيمًا (110) ‏

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :

" إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ صُقِلَ مِنْهَا ، فَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْظُمَ فِي قَلْبِهِ ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ "

[سورة المطففين آية 14]

الذنب مرض يصيب الضمير الإنساني .. يتأثر به أولا القلب إن كان لا يزال حيا، ثم تتأثر به بعد ذلك باقي الجوارح، تجد المستهتر الذي يرتكب الذنوب وهو حتى لم يفكر في التوبة، تجده وقد أصبح ألعوبة في يد شياطين الإنس والجن، يسخرون منه ويسخر منهم وذلك بتبادل النكتة السخيفة والمزيفة والمشينة أحيانا، كأن يسخرو من أصحاب الفضل والأخلاق العالية والإيمان المتوازن .

لذلك:

وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)

ينبهنا ربنا أن الإثم يقع أثره على النفس، تصاب بخيبة الأمل وقد تنخرط في المخدرات أو الكبائر.. هذا بجانب أنه يصبح مسلوب الإرادة، وهذا الصنف من الناس تجده بكثرة في المقاهي والملاهي والحانات.. [ في ختام الآية نجد تحذيرا قويا له من العزيزالحميد وكان الله عليما حكيما ].

وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا.

أما هذه الجريمة الشنيعة تحدث كل ثانية في مجتمع المقاهي والملاهي والحانات، يحكي قصة خيالية عن مغامراته مع أحدى المحصنات الغافلات، وربما كانت القصة تحمل جزءا صغير من الواقع كأن تدور أحداثها حول بنت الجيران..

فالواقع أن بنت الجيران تسكن في نفس المنطقة، وهي في غفلة تامة عن هذا المستهتر العربيد، ولكنه ألف القصص والروايات حولها.

وتتعدد الحكايات بين المستهترين، إن سألت أحدهم لماذا تعيش؟ لا تجد عنده جوابا..

وإذا جلس مع الكبار تجده دائما مشمئز عابس ودائم الشكوى والنقد والإعتراض.. ناهيك عن الكلمات والألفاظ التى تجر صاحبها جرا على منخاره إلى النار.

الحل والعلاج النفسي لهذه النوعية من الناس نجدها في الحديث التالي :

عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "

الكيس هو من يعمل صالحا خلف كل سيئة يرتكبها، وأول الأعمال الصالحة هي التوبة والإستغفار

قال الله تبارك وتعالى:

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)

 

[سورة هود]

عندما ندعم توبتنا بركعتين في جوف الليل، وبدعاء ورجاء في خشوع وذلة للعزيز الحميد فسوف يحفظ لنا ربنا ماء وجهنا ولن يسلمنا لأعدى أعداءنا من شياطين الجن والإنس.