اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

( آية 257 البقرة)

<< إن أردت أن تكون من أهل النور فادرس آيات النور وفكر كما يفكر أهل النور>>

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الآية الكريمة ستصاحبنا في كل النداءات وفي جميع مراحل عمرنا، بل وفي كل لحظة تمر بنا، ومع كل كلمة نقولها، ومع كل حركة نقوم بها، فهي معنا نرى فيها مصيرنا قياما وقعودا وعلى جنوبنا…

لأن كل كلمة وكل نية وكل تصرف يحملنا إلى النور أو إلى الظلام والعياذ بالله، فقلوبنا تتقلب بين النور والظلام على حسب ما نقول وما نخفي وما نعلن :

اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ ، ثبِّتْ قلبي على دينِك

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم:527 خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولدينا نصيحة كبيرة جدا تقول:

<< إن أردت أن تكون ناجحا فادرس النجاح وفكر كالناجحين>>

من كتاب قوة التفكير للدكتور/إبراهيم الفقي رحمه الله.

إذا ما سوف نفعله الآن هو أننا سنطبق تلك النصيحة بالآية الكريمة التى لدينا:

<< إن أردت أن تكون من أهل النور فادرس آيات النور وفكر كما يفكر أهل النور>>

والحمد لله رب العالمين أن جميع آيات النور واضحة ويسيرة جدا لمن يسرها الله له، فقط علينا أن نصحح أفكارنا، أن ننزع كل أفكار أهل الظلام من رؤسنا حتى لو كانوا آباءنا أو أخواننا، وهذا في حد ذاته أمر من الواحد القهار:

قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

(24 التوبة)

التربص هنا بصيغة التحذير، والآية لا تحرمنا من أن نحب من نريد من خلق الله، ولكن تحثنا علي شيئ وضحه لنا سيدنا وقائدنا وحبيبنا المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم :

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ( أو قال لجاره ) ما يحب لنفسه

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 45 خلاصة حكم المحدث: صحيح

يعني إن كنت تحب لنفسك الجنة فادعو الناس ليكونوا رفقاءك في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقم بالأعمال التى تضمن لك ذلك، وأبسطها هي تلبية نداء ربك إن كنت به آمنت، وقد وصلنا إلى النداء الثالث، وكلها دعائم وأسس الأخلاق المحمدية النبيلة والعظيمة والتى من شأنها أن تنور عقولنا وقلوبنا فنصبح من أهل النور بإذن الله….

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ

( 10 فاطر)

مع العلم والأخذ في الإعتبار أن دراسة آيات النور والعمل بها معناه التحلي بالصبر والذي هو أساس كل عمل ناجح ومثمر ومستمر ودائم إلى يوم الدين، ومعناه أيضا تحقيق السعادة والحب الصادق والنجاح والقوة والعزم والصدق ومحبة الناس..

وبعد قليل سندخل على النداء الرابع من نداءات الرحمن لعباده الكرام إن شاء الله تعالى، فتابعونا ولا تحرمونا من أسئلتكم ومشاركتم التى نفهم منها أنكم تشاركونا أفكارنا( أتكلم بصيغة الجمع لأننا فريق واحد بإذن الله ).

هذا وما به من صواب فمن الله وهو رزقا حسنا لمن استوعبه وتداركه وعمل به، وما به من خطأ فمني واستغفر الله العظيم لي ولكم..

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، وندعوك اللهم بأسماءك الحسنى كلها ما نعلم منها وما خفي عنا أن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن تجعلنا من تابعين نبيك وحبيبك وخاتم أنبياءك ورسلك صلى الله عليه وسلم واجمعنا به واسقنا من حوضه ولا تحرمنا اتباع سنته وصل اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وأصحابه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين .