نداءات الر حمن لعباده الكرام في البقرة وآل عمران إستعدادا لرمضان
دورة التخلي قبل التحلي
(حديث مرفوع)
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، فَقَالَ الْقَوْمُ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا " .
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وحضراتكم بخير
نحن على أبواب رمضان ويجب علينا هذا العام أن نتخلى عن كل العادات السيئة ونتحلى بأخلاق القرآن في نداءات الرحمن في البقرة وآل عمران .. لنكون مؤهلين أو نصف مؤهلين لنحمل وصايا ربنا لمن بعدنا من نسلنا ومن كل من حولنا ممن نحب من خلق الله تبارك وتعالى
وهذا احتسابا لشهر رمضان، الذي نرجو الله فيه أن يكشف الغمة عن الأمة، هذه الكلمة التى كانت هم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول وشغله الشاغل حتى إنه قال رحمة ربي عليه وعلى آله وصحبه وكل من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، قال صلى الله عليه وسلم { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا } كما كان يقول دائما :{ أمتي أمتي أمتي}.
كادت أن تتلاشى وتنعدم هذه الكلمة من قاموس كلماتنا، لم يعد أحد يذكرها، { لا علينا الآن } ولكن ما علينا هو أن نحاول أن نغير ما بأنفسنا ليغير الله ما بنا، فهذا هو قانونه الأزلي وسنته في خلقه، وشهر الصيام هو شهر الصبر وما نحتاجه فعلا هو الصبر بل الصبر الجميل وسنجده في آخر نداء في آل عمران { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الصبر والمصابرة وتقوى الله ، هذا ما سنحاول أن نفعله في شعبان إن شاء الله . والنتيجة مؤكدة من قبل الواحد القهار، الذي لا يغفل ولا ينام وهو سبحانه القاهر فوق عباده.
هذا وأرجو من الله أن لا تتخلفوا عنا، وأن تعيرونا أنتباهكم قدر المستطاع، فإنه بإذن الله سيكون شهر الخير واليمن والبركات، وشهر الفرقان، وشهر النور، وشهر الصبر والصوم وجهاد النفس وتزكيتها، وشهر العتق من النار، وشهر محو الذنوب وشهر الدرجات العلى والعتق من النار.
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المعتوقين من النار وطهر ما بنا وما علق بعقولنا مما لا يرضيك واهدنا واعفنا واعفو عنا إنك أنت الغفور الرحيم، وصل اللهم وسلم وبارك على الحبيب المصطفى المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين. واجعلنا اللهم من سفرائه وحملة رايته وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه برحمتك وفضلك وكرمك.
والحمد لله رب العالمين .
ساحة النقاش