عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ "
أحذف ملفات الغضب من عقلك الباطن ليحل محلها ملفات العفو من الله العلي العظيم
المسألة في غاية السهولة ولكنها قد تكون في البداية صعبة شوية، الغضب ينتج عن ملف خاص بداخلنا عن تصرفات معينة من أشخاص في الماض..
عقلنا الباطن يحتفظ بهذه الملفات ويظهرها عندما نمر بموقف مشابه ولو من شخص مختلف..
لذلك تجدنا نغضب بسرعة شديدة جدا وكأننا رأينا ثعبانا وبدأنا في الجري، هي نفس الديناميكية، بمجرد سماع كلمة من الكلمات المخزونة في عقلنا الباطن نبدأ في الغضب السريع وننطق بكلمات بسرعة البرق، وننفعل بنفس السرعة ويتزايد الإنفعال ..
لذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكون رجالا عند الغضب بمعنى أن نتحكم في أنفسنا بالتدريب المستمر عن طريق ربط اللسان بأخلاق القرآن..
وفي كتاب الله آية جميلة جدا تعصمنا من انفسنا ومن الغضب ومن الناس ومن الخلق كلهم أجمعين :
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) { آل عمران }.
إذا هذه هي الخطوات التى لو طبقناها استطعنا أن نكون أشداء ونتحكم بسهولة فيما نقول فنسارع أولا إلى مغفرة من ربنا ونتقي الله وننفق في سبيله ونستغفره ونتوب إليه في كل مرة نقع في معصية ونذكر الله دائما عندما نظلم أو نُظلم ، ثم عدم الإصرار على المعصية ..
عندئذ سنحكم أنفسنا ونهذبها ونتحكم في ألسنتنا خاصة وإن عرفنا ان الله تبارك وتعالى قد قسم الكلام كله إلى طيب وخبيث..
ثم بعد ذلك نستطيع أن نأخذ العفو الذي أمر الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يأخذه، لأننا بالأعمال السابقة نكون قد أعددنا أنفسنا الإعداد اللازم لنحصل على عطاء الله لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو العفو:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) { الأعراف}.
هي والله دورات تدريبية خصصها لنا ربنا تبارك وتعالى وادخرها لنا في كتابه الذي لا يمسه إلا المطهرون.
ساحة النقاش